أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - صدى الأصوات في قصيدة -أصرخ- أحمد الخطيب














المزيد.....

صدى الأصوات في قصيدة -أصرخ- أحمد الخطيب


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8350 - 2025 / 5 / 22 - 21:33
المحور: الادب والفن
    


" اصْرخْ، فَقدْ مَرَّ الصَّدى بالبابِ
إِنَّ الخِيَانَةَ آيةُ الْأَعْرابِ
صَاغُوا بيانَ عَدُوِّهِمْ، وَاسْتَأثَرُوا
بِالصَّمْتِ، وَارْتَدُّوا بِغَيْرِ إِهَابِ
شَربُوا نَبيذَ نَعِيقِهِمْ في زَعْمِهِمْ،
زَعَمُوا، ندِينُ، وَحِيلَةُ الْمُرْتابِ
فِي كُلِّ مُؤْتَمَرٍ تَمُرُّ قَضِيَّةٌ
تُمْحَى بِأَمْرِ تَصَلُّفِ الْأَغْرَابِ
فَيَمُرُّ صوتٌ فِي الْبِلَادِ، مُرَدِّدًا:
نَامُوا، فَلَنْ يَسْرِيْ الصدى بالبابِ"

بداية أشير إلى أن الصراخ ناتج عن ألم/وجع/قهر/حدث جلل يمر بها الإنسان، وهذا ما عبر عنه الشاعر "أحمد الخطيب" في قصيدة "أصرخ" التي كشف فيها عورات الواقع العربي البائس، متناولا تفاصيل هذا البؤس ما فيه من: "خيانة، بيان عدوهم، المرتاب" إذن هناك إشارات من الشاعر على أنه يتحدث عن الواقع الرسمي العربي، وتحديدا عن القمم العربية وما تخرجه من بيانات صحفية لا تسمن ولا تغني من جوع.
فالقصيدة ساخنة، يمكن للقارئ أن يصل إلى الفكرة (بسهولة) لكن عبقرية الشاعر لا تقتصر على الفكرة/المضمون فحسب، بل على الأداة التي استخدمها في إيصال الفكرة، وعلى الشكل الذي قدمت به أيضا.
وهنا سنتوقف عند الألفاظ المتعلقة بالصوت/بالكلام، بالبيانات: "أصرخ، الصدى (مكرر)، صاغوا، بيان، بالصمت، نعيقهم، زعموا، ندين، صوت، مرددا" نلاحظ أن عدد الألفاظ المتعلقة بالصوت عشرة ألفاظ، وهو نصف عدد أبيات القصيدة، بمعنى أن مشاكل الرسمي العربي متعلقة بالأصوات، بما يخرجه من كلام الذي يؤذي الشاعر/المواطن، ويخدم ويمجد الأعداء.
كما يستوقفنا تكرار "الصدى" الذي يأتي كتردد الصوت/للنداء، فالشاعر من خلال تكرار "الصدى" أكد العلاقة التي تربط مضمون القصيدة بالألفاظ ـ عشرة ألفاظ في خمسة أبيات، وكأنه يطلب من القراء الانتباه إلى (صرخته) التي تدوي في القصيدة، وعلى ضرورة معرفة حقيقة "الأعراب" الذين تكرر أسماعهم الصرخة/النداء من خلال "الصدى" ومن خلال الألفاظ المتعلقة بالأصوات.
لا يكتف الشاعر بتكرار" الصدى" بل أتبعه بلفظ "مرددا" الذي يتكرر فيه حرف الدال، حيث وقع الحرف على أذن السامع مدوي، وهذا يؤكد قوة الصرخة، وحجم الصم الواقع على من وجهت له الصرخة/النداء.
وتأكيد على عقم تلك القمم الفارغة وهؤلاء الحكام، نجد صرخة/صوت/صدى الشاعر مر من الباب وعبر ووصل، لكن في نهاية القصيدة نجد حاجز يمنع مرور وإيصال الصوت/الصدى وهذا ناتج بسبب من "ناموا" الذين مُنعوا/عجزوا حتى عن القيام فعل بطيء بسيط وخفيف "يسري" فكيف لهم أن يأتوا بفعل أكثر سرعة ويحتاج إلى جهد "مر"!
وإذا ما توقفنا عند أثر "اصرخ" على بقية ألفاظ القصيدة نجده فاعل ومؤثر: "الصدى، صاغوا، بالصمت، تصلف، صوت" فكل هذه الألفاظ جاء حرف الصاد فيها مكون أساسي، مما يشير إلى أن أثر "أصرخ" موجود وفاعل حتى في ألفاظ القصيدة، وما على المستمع/المتلقي إلا التوقف والتأمل فيما قدمه الشاعر "أحمد الخطيب" في القصيدة.
وفي خاتمة القصيدة يؤكد الشاعر على بيت الشعر: "لقد أسمعت لو نادت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي" من خلال قوله:
"فيمر صوت في البلاد مرددا:
ناموا فلن يسرى الصدى بالباب"
فنجد دوي صرخة الشاعر في "مرددا" حيث يتكرر فيها (قرع) حرف الدال الذي ينبه كل مستمع إلى الخطر/المشكلة الكامنة في نداء/صرخة الشاعر.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدب المقاومة في مجموعة -وقال الطائر الذبيح لا- سمير عزت نصار ...
- المخابرات في رواية -من جبل الجرف إلى تل أبيب- أشرف مسعي
- الطبيعة والمجتمع في قصيدة -البازلت- سامر كحل
- صكوك غفران للأموات
- ثورة الدروز وتمرد دمشق، الجنرال اندريا، ترجمة حافظ أبو مصلح
- الإيجابية في رواية -أحلام القعيد سليم- نافذ الرفاعي
- ثورة ال1936 في كتاب ثورة الفتى العربي رئيف خوري
- المعرفة والعرب في رواية ثورة القبور علي شلق
- أنت النبي وهم المنكر في قصيدة -وحدك- أحمد الخطيب
- الحرب في كتاب -التاريخ فكرا استراتيجيا- باسيل ليد هرت تعريب ...
- حاجتنا إلى عبقرية لينين
- إلى أين تذهب المنطقة العربية
- عقم الثورة في رواية -قصة مدينتين- شتارلز دكنز، ترجمة صوفي عب ...
- الدبية في غار الإخلاص محمد علي ضناوي
- الإقطاع في رواية -ميميد الناحل- ياشار كمال، ترجمة إحسان سركي ...
- الجديد في كتاب -مذكرات الأرقش- ميخائيل نعيمة
- المكان والإنسان في رواية -عين التينة- صافي صافي
- المنطقة العربية في كتاب -الوحدة العربية هل لها من سبيل- منيف ...
- جمالية الشكل والمضمون في كتاب -من حديث أبي الندى- إبراهيم ال ...
- سورية الجديدة (5) وما أرسلناك إلا قاتلا للسوريين


المزيد.....




- -عرس الجن-.. فنان كويتي شهير يدعو الأهالي لتجنب اصطحاب أطفال ...
- بعد أكثر من 14 عاما من الغياب .. مسرح الغرفة إلى الواجهة مجد ...
- أفلام صيف 2025.. منافسة ساخنة بين توم كروز وبراد بيت وسوبرما ...
- كيف يغير الذكاء الاصطناعي بيئة العمل الصحفي؟
- الوجه المخفي ل -نسور الجمهورية- في فيلم طارق صالح
- -فنان العرب- يتعرض لوعكة صحية ويكشف عن حالته بعد اعتذاره عن ...
- مهرجان كان: الممثل طاهر رحيم يفقد 20 كيلوغراما لأداء دور مدم ...
- شاكيرا تتعرض لموقف محرج على المسرح وتعلق عليه (فيديو + صورة) ...
- دور الرواية الفلسطينية كسلاح في مواجهة الإحتلال
- الشتات الفلسطيني والمقاومة ضد التحيزات الإعلامية في أميركا ا ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - صدى الأصوات في قصيدة -أصرخ- أحمد الخطيب