أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أوزجان يشار - الديمقراطية المعلّبة: أمريكا تُصدّر الحروب… وترامب يدخل المعركة















المزيد.....

الديمقراطية المعلّبة: أمريكا تُصدّر الحروب… وترامب يدخل المعركة


أوزجان يشار

الحوار المتمدن-العدد: 8378 - 2025 / 6 / 19 - 10:08
المحور: الصحافة والاعلام
    


الحرب كقصة تُروى قبل أن تُعاش

قبل أن تُسمَع أصوات الصواريخ، تُسمع قصة عنها. والأخطر أن كثيرين يصدقون هذه القصص قبل إطلاق فوهات البنادق. الديمقراطية، التي تُسوّقها الولايات المتحدة كرسالة حضارية، غالبًا ما تُستخدم كقناع لتغطية مصالح شركات السلاح والطاقة، ولتبرير التدخلات العسكرية التي تُدمّر الدول وتحرث الحروب، قبل أن تُقدّم على أنها “حماية للأوطان.”

التهمة الثقيلة وجهها موظف سابق في وكالة الاستخبارات (CIA) — جون ستوكويل — عندما قالها بلا مواربة:

“لقد صنعنا الحروب، موّلنا المليشيات، درّبنا قوات الموت، وخلقنا فوضى دائمة… ليس دفاعًا عن الديمقراطية، بل دفاعًا عن مصالحنا.”

اليوم، ومع تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران، نرى كيف يمكن للرئيس الحالي دونالد ترامب أن يكون المايسترو، مستخدمًا الديمقراطية غطاءً، والمنطقة ساحةً لإثراء اللوبيات.

تسلسل تاريخي لتدخلات أمريكا العسكرية

1 1953 – إيران�انقلاب مخابرات أمريكي – بريطاني لإسقاط حكومة محمد مصدق بعد تأميم النفط، وإعادة الشاه للحكم .
2 1954 – غواتيمالا�إسقاط حكومة جاكوبو أربينز المدعومة من الشعب بسبب تهديدها لشركة United Fruit (هجري).
3 1960s – الكونغو�دعم سرّي لإزالة باتريس لومومبا المؤثر في إنهاء الحكم الاستعماري .
4 1961 – كوبا (خليج الخنازير)�محاولة غزو عسكرية فاشلة تهدف لإسقاط كاسترو.
5 1964 – فيتنام�تدخل واسع استند إلى مزاعم خاطئة حول حادثة خليج تونكين، وأسفر عن مئات الآلاف من الضحايا.
6 1973 – تشيلي�انقلاب بدعم أمريكي ضد الرئيس المنتخب أليندي .
7 1979 – نيكاراغوا�دعم ميداني وسري لـ Contras ضد الساندينيستا، بدعم ستوكويل نفسه .
8 1980s – أفغانستان�تسليح المجاهدين ضد السوفييت، بما فيهم من أصبحوا لاحقًا طالبان والقاعدة.
9 1991 – العراق�حرب الخليج الأولى والتدمير الجزئي للبلاد عبر الحصار الاقتصادي.
10 2001 – أفغانستان�حرب “محاربة الإرهاب”، استمرّت 20 عامًا، بلا ديمقراطية ولا استقرار.
11 2003 – العراق�غزو فاشل قلب البلاد إلى ساحة صراع داخلي طائفي.
12 2011 – ليبيا�تدخل أمريكي/ناتوي لإسقاط القذافي، جاء بالفوضى للجميع.
13 الصومال وسوريا واليمن�دعم مختلف الفصائل المسلحة تحت غطاء مكافحة الإرهاب.

هذه التدخلات ليست مصادفة، بل هي نموذج علّمناه العالم: تدخل، فوضى، عزوف، ثم موجة جديدة من التدخل.

الصراع الحالي: إسرائيل الصهيونية، إيران الثيوقراطية، وترامب المتناقض وحرب 2025

• 13 يونيو 2025 بدأت إسرائيل عملية Rising Lion، مستهدفة أكثر من 100 موقع نووي وعسكري في إيران، بما يتضمن المنشآت في طهران، نطنز وفوردو .
• إيران ردّت بإطلاق 150+ صاروخًا و100+ طائرة مسيرة باتجاه إسرائيل، ما أسفر عن إصابة 22 شخصًا في تصرف لم يحدث لفك الحصار والمجازر عن غزة.
• ترامب اعتبر هذا دليلاً على وجوب تدخل مباشر؛ أعلن أن إيران «رئيسها مرشح للقتل» ولكنه «لن يحدث الآن»، واكد أنه يريد “استسلامًا غير مشروط” من طهران، بعد زيادة تواجد عسكري أمريكي بالمنطقة .
• في الوقت ذاته، أوضح ترامب لوسائل إعلام أمريكية أنّه مستعد لقيادة هجوم إذا فشلت الدبلوماسية ، وهدّد إيران بـ”قنابل لم يروا مثلها من قبل” .

نتنياهو بات يحشد أمريكا خلفه، بينما ترامب يمزج بين الضغط المباشر والدبلوماسية القسرية.

الفراغ الدولي حاليًا: الدمار تُدفع ثمنه الشعوب

كما في التاريخ، التدخلات الحالية تركت دولاً دون مؤسسات دستورية قادرة على حفظ الأمن:

• في ليبيا وسوريا واليمن، ما تبقى من الدولة يخضع لميليشيات مدعومة خارجياً.
• العراق بات تتحكّم فيه مليشيات سياسية مسلحة.
• نيكاراغوا سابقًا، وأفغانستان الآن، أبرز الأمثلة على دول استغلت كراعية لحروب بالوكالة، ما خلق فجوات أمنية واقتصادية تسمح للمتطرفين بالنشوء من جديد.

اليوم نرى كيف أن الحروب تُدار عبر تشكيل فراغ يُملؤه السلاح والمال لا الدولة والمجتمع.

هل الديمقراطية عند فوهة البندقية بقيت ملتفة؟

ترامب يلوّح بـ”الاستيلاء” المباشر، وتقارير ستوكويل تؤكد أن أمريكا صنعت تلك البيئة منذ عقود. إذًا، الديمقراطية ليست ما تُعلن في الصبح عبر الخطابات، وإنما ما تُحضّر له حروب الليل.

تجنّد رؤوس هذه الحرب – شركات الأسلحة والطاقة –يفرضون سياسة تبنى عالميًا بأربع كلمات: “للحرية نعم، ولكن بشرط”.
فلتكن تحريرًا، وليس جحيمًا تُوجّه لكل من لا يتماشى مع مصالح البعض.

قبل أن تدعم تدخل أي دولة — خاصة عندما يرفعون شعار “الديمقراطية” — تذكّر:
1. من يكتب القصة قبل أن تُسمع؟
2. من سيدفع الثمن بعد انتهاء القتال؟
3. هل ما يصوّرنّه تحريرًا بالفعل هو غيره؟

تجنّد رؤوس هذه الحرب – شركات الأسلحة والطاقة –يفرضون سياسة تبنى عالميًا بأربع كلمات: “للحرية نعم، ولكن بشرط”.
فلتكن تحريرًا، وليس جحيمًا تُوجّه لكل من لا يتماشى مع مصالح البعض.

في أحد خطبه بعد استقالته من الـ CIA، قال جون ستوكويل:
“خلقنا مئات الوحوش حول العالم، لكن المشكلة أن هذه الوحوش أصبحت ذكية. نحن لم نعد نتحكم فيها. بعضهم أصبح حليف الأمس وعدو اليوم، وبعضهم سينقلب علينا غدًا.”

إذا استمرت الولايات المتحدة في هذا النمط، فسيأتي اليوم الذي تجد فيه أن الوحش قد أصبح خارج قفصه، وأن الأدوات التي استُخدمت لتدمير الآخرين ستعود لتدمّر المركز ذاته.

إنها ليست قصة أمريكا وحدها، بل قصة عالم بأكمله يتم جره إلى صناعة فوضى دائمة تحت ستار الحرية.

أنها حروب تثير استفزاز العقل قبل المشاعر

قد نختلف على السياسة، لكن علينا أن نتفق على الحقيقة:
الديمقراطية التي تُحمل على فوهة بندقية ليست ديمقراطية، بل استبداد مقنّع.
الحروب التي تُبرَّر بأنها “لصالح الشعوب” لا تنتهي إلا في مقابر الشعوب ذاتها.
حين يقولون لك: “نحن نحمل لكم الحرية”، اسألهم: بأي ثمن؟ ومن الذي يدفع الثمن؟

ربما نحن نعيش اليوم في عالم فقد بوصلته، لكنه لم يفقد صوته.
ربما علينا أن نُعيد تعريف الحرية قبل أن تُعاد تعبئتها وتُرسل إلينا على ظهر طائرات حربية.

في يونيو 2025، نحن لسنا فقط في حرب بين استبداد إسرائيل الصهيونية وشر إيران الثيوقراطية، بل في مسرح عالمي تُدار فصوله خلف الكواليس دول كبرى. والوعي هو السلاح الوحيد الذي قد يمنع هذا العالم من السقوط… في غابة.



#أوزجان_يشار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفوضى: هندسة الوجود بين العلم والسياسة والفن
- ومضات في حياة البروفيسور شريف الصفتي: ما بين الحقيقة والتهوي ...
- “الحمار الذهبي”: رحلة التحول بين الجسد والمعرفة
- السلاح النووي: قنبلة معلقة فوق رقبة البشرية
- هل حان الوقت لبناء ملاجئ بدلًا من أوهام السلام؟
- “رحيل”.. حين تهمس الروح بالحياة وتختبر الحب كفناء
- الجسر لا السيف: في مدارات الجدل الإنساني الراقي
- فيليس ويتلي: حين كتبت العبدة قصائد الحرية
- درهمٌ في مؤخرة الحافلة: حين يصطدم جنون الثروة بجنون السلطة
- المتعة لحظة… والسعادة قرار: من فخ اللذة إلى جسر الحكمة
- تغيير التفكير… بوابة لتغيير المصير
- قوة التفكير الإيجابي: قراءة في كتاب جيسون وولبرز
- فلسطين أولاً: تفكيك أسطورة “إسرائيل” في النصوص الدينية والتا ...
- قراءة نقدية في رواية الإسكافي: حين يُخاط الجلدُ الروح
- الشخصية الجدلية: بين الجاذبية والتنافر
- القيادة بين التحذير والتجاهل: دروسٌ من الكارثة
- مصر وتاريخ الهويات: من يوسف وموسى إلى رمسيس وأحمس، ومن النوب ...
- من السيارة إلى الإنسان: شرائح ذكية تحرس الحياة وتعيد تعريف ا ...
- كيف تتغلب على المتلاعبين؟ قراءة تأملية في كتاب جاستن تايلور
- في حضرة مهاويرا: رحلة إلى الجينية، الديانة التي تمشي حافية ف ...


المزيد.....




- رغم الهدنة.. الحوثيون يهددون باستهداف بوارج وسفن أمريكا في ه ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل.. هجمات جديدة وتداعيات وردود فعل
- غزة: 12 قتيلا بنيران إسرائيلية معظمهم قرب مراكز توزيع مساعدا ...
- صور للجزيرة تظهر تمركز قاذفات بي-52 في قاعدة دييغو غارسيا
- مختص بالشأن الإسرائيلي: تذمر من الحرب وبوادر مساءلة يتوقع ات ...
- مدير مكتب الجزيرة بطهران: حراك إسطنبول مهم لإيران ويؤسس لمظل ...
- عاجل| المتحدث باسم أنصار الله: في حال تورط أميركا في العدوان ...
- الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المست ...
- رئيس وزراء قطر يبحث مع عراقجي العدوان الإسرائيلي ويشدد على ا ...
- زيلينسكي يتهم موسكو بتسليم جثامين 20 جنديا روسيا بدلا من الأ ...


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أوزجان يشار - الديمقراطية المعلّبة: أمريكا تُصدّر الحروب… وترامب يدخل المعركة