|
فلسطين أولاً: تفكيك أسطورة “إسرائيل” في النصوص الدينية والتاريخ والجغرافيا
أوزجان يشار
الحوار المتمدن-العدد: 8359 - 2025 / 5 / 31 - 20:42
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
المرحلة الأولى: من أور الكلدانيين إلى مصر – تشكّل الهوية العبرية خارج فلسطين
مقدمة ضرورية: هل وُجدت “إسرائيل” فعلًا؟
قبل الخوض في تفاصيل الادعاءات الصهيونية التي تربط بين المفهوم الديني لـ”إسرائيل” والكيان الجغرافي الحديث الذي نشأ في عام 1948 على أرض فلسطين، لا بد من تفكيك الجذور التاريخية والروحية التي جرى استغلالها لتبرير المشروع الصهيوني. ولأن الكذبة الكبرى تبدأ من التوراة حين تضع “أرض الميعاد” في فلسطين، فلا بد من العودة إلى المنشأ الحقيقي للعبرانيين: أين وُلدوا؟ أين عاشوا؟ متى عرفهم التاريخ؟ وهل حقًا عاشوا في فلسطين قبل الاحتلال؟ أم أنهم شعبٌ غريبٌ عنها، دخلها بالقوة؟
⸻
1. يوسف وميلاد الجماعة العبرية في مصر
يبدأ التجمع العبري الحقيقي في أرض مصر، لا فلسطين، وذلك بحسب ما ترويه النصوص التوراتية والقرآنية والإنجيلية. لقد جاء النبي يوسف إلى مصر بعد بيعه عبدًا، ثم صار وزيرًا لفرعون، واستدعى عائلته (يعقوب “إسرائيل” وأبناؤه) للعيش هناك.
سفر التكوين 47:11: “فأسكن يوسف أباه وإخوته، وأعطاهم ملكًا في أرض مصر في أفضل الأرض، في أرض رعمسيس كما أمر فرعون.”
إذًا، من الناحية التاريخية والدينية، العبريون وُلدوا كجماعة في مصر، ولم تكن لهم أرض في فلسطين، ولا كيان، ولا هيكل. لقد جاؤوا إلى مصر ضيوفًا، ثم بدأوا يتكاثرون ويتوسعون داخل الأراضي المصرية، فاستشعر الفراعنة الخطر من هذا التزايد، فحوّلوا هؤلاء الضيوف إلى طبقة مستعبدة.
⸻
2. من الضيافة إلى العبودية
مع مرور الوقت، انقلب وضع بني إسرائيل من ضيوف إلى عبيد. وتروي التوراة أن فرعون الجديد الذي “لم يعرف يوسف” رأى فيهم تهديدًا قوميًّا، فأمر باستعبادهم وفرض الأعمال الشاقة عليهم، بل وأصدر أمرًا بقتل أبنائهم الذكور.
سفر الخروج 1:9–11: “هوذا شعب بني إسرائيل أكثر وأعظم منا. هلم نحتال لهم لئلا ينموا… فجعل عليهم رؤساء تسخير لكي يذلوهم بأثقالهم، فبنوا لفرعون مدينتي مخازن، فيثوم ورعمسيس.”
وبحسب ما ورد أيضًا في القرآن الكريم، فقد عاشوا تحت القهر والاستعباد، حتى بعث الله موسى عليه السلام نبيًا لينقذهم من فرعون، فقادهم في رحلة الخروج من مصر.
⸻
3. الخروج والتيه: من عبدة العجل إلى شعب بلا أرض
قصة خروج بني إسرائيل من مصر تشكل المحور الأساسي في الرواية التوراتية، لكنها تُظهر أيضًا أن هؤلاء القوم لم يكونوا على مستوى من الوعي أو الانتماء الأرضي. فحين خرج بهم موسى إلى الصحراء، لم يواجهوا فقط الجوع والعطش، بل ارتدوا لعبادة العجل الذهبي!
سفر الخروج 32:4: “فأخذ العجل من أيديهم، وصوّره بالإزميل، فصار عجلًا مسبوكًا. فقالوا: هذا إلهك يا إسرائيل الذي أصعدك من أرض مصر!”
وجاءهم العقاب الإلهي بالتيه في صحراء سيناء أربعين عامًا. لم تكن لهم أرض، ولا وطن، ولا دولة. كانوا شعبًا بلا جغرافيا، لأنهم لم يكونوا أصحاب أرض فلسطين، ولم يولدوا فيها، ولم يكن لهم فيها حق.
⸻
4. الاحتلال لا يصنع ملكية: من داود إلى الاستعمار
بعد جيلين، وفي زمن داود، بحسب الرواية، شنّ هذا النبي المحارب حملة عسكرية لاحتلال أورشليم الكنعانية، وأسس عليها ما سُمّي لاحقًا بـ”مملكة إسرائيل”. لكن حتى هذه الرواية، إن صحّت، فهي تعني أن داود غزا الأرض، ولم يرثها أو يُبعث فيها.
سفر صموئيل الثاني 5:7: “وأخذ داود حصن صهيون، هي مدينة داود.”
هنا، ينهار الأساس الأخلاقي لادعاء الملكية: من يدخل الأرض بالحرب ليس ابنها، بل محتلّ. لم يكن هناك شيء اسمه “دولة إسرائيل” قبل الغزو، بل كانت ممالك كنعانية فلسطينية.
⸻
خاتمة المرحلة الأولى
إن الجماعة العبرية لم تولد في فلسطين، بل نشأت في مصر كضيوف، ثم تحولت إلى عبيد، ثم خرجت من أرض لا يملكونها إلى صحراء بلا وجهة. لم تكن لهم أرض في فلسطين، ولم يرثوها عن نبي أو رب، بل غزوها لاحقًا في لحظة ضعف من الشعوب الأصلية، وكان هذا أساس الزيف التوراتي الحديث.
———-
المرحلة الثانية: “إسرائيل” في العهد الجديد – مفهوم روحي لا علاقة له بجغرافيا فلسطين 1. من “يعقوب” إلى “إسرائيل”: الاسم الذي أصبح رمزًا روحيًا
في العهد القديم، يُطلق اسم “إسرائيل” على يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، وذلك بعد مروره بتجربة روحية عميقة:
سفر التكوين 32:28: “فقال: لا يُدعى اسمك بعد يعقوب، بل إسرائيل، لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت.”
ومن هذا التغيير الشخصي في الاسم، نشأت تسمية “بني إسرائيل” كمرادف لـ”ذرية يعقوب” أو “قوم يعقوب”، أي مجموعة بشرية ذات رابطة دينية وروحية، لا جغرافية.
⸻
2. العهد الجديد: إعادة تعريف “إسرائيل” ككيان روحي
في العهد الجديد، تتغير دلالات كلمة “إسرائيل” تغيرًا جوهريًا، حيث لم تعد تشير إلى جماعة عرقية أو إقليمية، بل إلى شعب الإيمان، أي المؤمنين الذين يسلكون في نور الله، سواء أكانوا يهودًا أو غير يهود.
رسالة رومية 9:6: “فليس جميع الذين من إسرائيل هم إسرائيليين.”
رسالة غلاطية 6:16: “وكل الذين يسلكون بحسب هذا القانون، عليهم سلام ورحمة، وعلى إسرائيل الله.”
إنجيل متى 3:9: “لا تظنوا أنكم تقولون في أنفسكم: لنا إبراهيم أبًا، لأني أقول لكم: إن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولادًا لإبراهيم.” ———
المرحلة الثانية: “إسرائيل” في العهد الجديد – مفهوم روحي لا علاقة له بجغرافيا فلسطين
1. من “يعقوب” إلى “إسرائيل”: الاسم الذي أصبح رمزًا روحيًا
في العهد القديم، يُطلق اسم “إسرائيل” على يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، وذلك بعد مروره بتجربة روحية عميقة:
سفر التكوين 32:28: “فقال: لا يُدعى اسمك بعد يعقوب، بل إسرائيل، لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت.”
ومن هذا التغيير الشخصي في الاسم، نشأت تسمية “بني إسرائيل” كمرادف لـ”ذرية يعقوب” أو “قوم يعقوب”، أي مجموعة بشرية ذات رابطة دينية وروحية، لا جغرافية.
⸻
2. العهد الجديد: إعادة تعريف “إسرائيل” ككيان روحي
في العهد الجديد، تتغير دلالات كلمة “إسرائيل” تغيرًا جوهريًا، حيث لم تعد تشير إلى جماعة عرقية أو إقليمية، بل إلى شعب الإيمان، أي المؤمنين الذين يسلكون في نور الله، سواء أكانوا يهودًا أو غير يهود.
رسالة رومية 9:6: “فليس جميع الذين من إسرائيل هم إسرائيليين.”
رسالة غلاطية 6:16: “وكل الذين يسلكون بحسب هذا القانون، عليهم سلام ورحمة، وعلى إسرائيل الله.”
إنجيل متى 3:9: “لا تظنوا أنكم تقولون في أنفسكم: لنا إبراهيم أبًا، لأني أقول لكم: إن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولادًا لإبراهيم.”
وهذا يعني أن الرابطة الروحية، لا النسب أو الجغرافيا، هي المعيار في نظر المسيحية الحقة. فالإنجيل لم يُعطِ امتيازًا لشعب بناءً على عرقه أو جغرافيته، بل وضع الإيمان والسلوك أساسًا للانتماء الحقيقي.
ومن هنا، فكل محاولة لإسقاط اسم “إسرائيل” في العهد الجديد على كيان سياسي أو جغرافي معاصر تُعد تحريفًا للرسالة المسيحية، وتهديدًا لجوهر العقيدة التي تنادي بالمحبة والخلاص لا بالاستيطان والسيطرة.
⸻
3. لا جغرافيا في النصوص… بل دعوة للتوبة والعدل
لم يدعُ المسيح – عليه السلام – إلى إقامة مملكة أرضية، بل رفض الفكرة نفسها:
يوحنا 18:36: “أجَابَ يَسُوعُ: مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ.”
وفي الموعظة على الجبل، لم يُبارك يسوع أصحاب الأرض ولا الأنساب، بل قال:
متى 5:5: “طوبى للودعاء، لأنهم يرثون الأرض.”
وهنا لا يقصد أرضًا بعينها، بل أرض الإيمان والسلام التي يرثها الصادقون.
⸻
4. تحذير من التعلق الكاذب بالنسب
كان المسيح واضحًا حين واجه أولئك الذين افتخروا بنسبهم الإبراهيمي دون أن يعملوا بالحق:
إنجيل يوحنا 8:39-44: “قالوا له: أبونا هو إبراهيم. قال لهم يسوع: لو كنتم أولاد إبراهيم، لكنتم تعملون أعمال إبراهيم… أنتم من أب هو إبليس.”
فلا النسب إلى إبراهيم، ولا ادعاء الانتماء إلى “إسرائيل” بالاسم، يُنقذ من الحقيقة: أن الخلاص لا يقوم على قومية ولا جغرافيا، بل على العمل والنية والإيمان.
⸻
خاتمة المرحلة الثانية: إسقاط وهم الجغرافيا من “إسرائيل” الإنجيل
إن كل ما في العهد الجديد يشير إلى أن “إسرائيل” رمزٌ روحي لجماعة المؤمنين بالله والحق. ليست دولة، ولا قطعة أرض، ولا مشروعًا قوميًّا.
فمن حوّل هذا الاسم إلى خريطة، وجيش، وسلاح، وجدار، هو من اغتصب ليس فقط الأرض، بل جوهر المسيحية نفسها.
“إسرائيل الله” في غلاطية، ليست هي “دولة إسرائيل” في نشرة الأخبار.
——— المرحلة الثالثة: تحالف الصهيونية والبروتستانتية – تصدير الذنب الأوروبي إلى فلسطين
1. من معاداة السامية إلى التحالف اللاهوتي: المفارقة الأخلاقية الأوروبية
شهدت أوروبا على مدار قرون طويلة موجات من الاضطهاد المنهجي لليهود، في شكل طرد، وحرق، وتمييز، ووصم أخلاقي وديني، بلغ ذروته في المحرقة النازية التي أبادت نحو ستة ملايين يهودي، إلى جانب الغجر والمعاقين وغيرهم، في واحدة من أفظع جرائم القرن العشرين.
لكن بدلًا من الاعتراف بهذه الجريمة وتحمل مسؤوليتها داخل حدود أوروبا، قررت القوى الأوروبية، وتحديدًا بريطانيا، أن تُحوّل فلسطين إلى مكبّ أخلاقي تحلّ فيه عقدتها. هكذا وُلد وعد بلفور.
⸻
2. وعد بلفور: وعد من لا يملك، لمن لا يستحق، في أرض لا تخصّه
في عام 1917، وفي خضم الحرب العالمية الأولى، أصدرت الحكومة البريطانية بيانًا مقتضبًا عُرف لاحقًا باسم “وعد بلفور”، وجاء فيه:
“تنظر حكومة جلالة الملك بعين العطف إلى إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين.”
هنا، ارتكبت بريطانيا جريمة ثلاثية الأبعاد: 1. منحت أرضًا لا تملكها. 2. لشعب لا صفة قانونية له. 3. على حساب شعب أصيل يعيش على أرضه منذ آلاف السنين.
وبهذا تحوّلت القضية اليهودية من مشكلة أوروبية داخلية إلى مأساة فلسطينية.
⸻
3. البروتستانتية الصهيونية: مسيحانية جديدة أم استعمار روحي؟
في قلب هذه الخطة الاستعمارية كان هناك تحالف مع الكنيسة البروتستانتية الأنجليكانية، خاصة في بريطانيا وأمريكا، حيث نمت حركة تُعرف بـ”الصهيونية المسيحية”، تؤمن أن قيام دولة “إسرائيل” هو شرط لعودة المسيح، وأن دعمها واجب ديني.
تم نشر تفاسير محرفة للكتاب المقدس، وتم اجتزاء آيات من سفر التكوين وسفر إشعياء، وربطها بشكل تعسفي بمشروع الاستيطان في فلسطين.
سفر التكوين 12:3: “وأبارك مباركيك، ولاعنك ألعنه. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض.” (والنص في أصله موجّه لإبراهيم، وليس لدولة معاصرة)
هذه النصوص وُظّفت بشكل زائف لتبرير الاحتلال، رغم أن يسوع نفسه قال بوضوح:
متى 5:9: “طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يُدعون.”
لكن صانعي “السلام” الجدد، وفق التفسير الصهيوني المسيحي، أصبحوا صانعي حروب واستيطان وتهجير.
⸻
4. تصدير الذنب: كيف دفعت فلسطين ثمن أوروبا؟
كان العقل الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية بحاجة لتبرئة نفسه من وصمة الهولوكوست. لكن بدلًا من بناء وطن لليهود في ألمانيا أو النمسا أو بولندا، تم تصديرهم إلى أرضٍ لا علاقة لهم بها.
لم يكن الفلسطينيون هم من أدار أفران الغاز، فلماذا يُطلب منهم دفع الثمن؟
وهكذا، تحوّلت الضحية الأوروبية إلى جلاد في الأرض العربية، تحت راية النبوءة و”الخلاص”، وبمباركة دولية دينية وسياسية.
⸻
خلاصة المرحلة الثالثة
تحالف الصهيونية مع البروتستانتية لم يكن إلا وسيلة لتبرير احتلال سياسي بغطاء ديني. ووعد بلفور لم يكن إلا صكًّا استعماريًا لتصدير الجريمة الأوروبية إلى أرضٍ لم تكن يومًا طرفًا في معادلة الكراهية ضد اليهود. إن فلسطين لم تكن الطرف في الجريمة، لكنها أصبحت الضحية الكاملة للعقاب الزائف. ———
المرحلة الرابعة: الحاخامات اليهود الأرثوذكس ضد “إسرائيل” – التلمود لا يدعو لدولة
1. الفكرة الجوهرية في الفكر الديني اليهودي: شعب بلا دولة
بعكس ما يروج له الخطاب الصهيوني الحديث، لم تكن فكرة “الدولة اليهودية” جزءًا أصيلًا من العقيدة اليهودية عبر التاريخ، بل كان الوجود اليهودي دائمًا دينيًا وروحيًا، لا سياسيًا أو جغرافيًا. تقول إحدى أهم القواعد التلمودية:
“نحن شعب الله المختار لا لنحكم الأرض، بل لنخدم الله في كل الأرض.”
وهذا يعني أن التشتت في الأرض كان يُنظر إليه كقدر إلهي، لا كعقوبة ولا كنكسة، بل كصورة من صور العهد الإلهي.
⸻
2. “العهود الثلاثة” في التلمود: رفض الهجرة وقيام الدولة بالقوة
ورد في التلمود البابلي – كيتوبوت 111 أ، ما يُعرف بـ”العهود الثلاثة”، وهي: 1. ألا يصعد بنو إسرائيل إلى الأرض بالقوة. 2. ألا يتمردوا على الأمم (أي الشعوب المضيفة). 3. ألا يُضطهدهم الأمم بإفراط.
هذه العهود تُشكّل حجر الزاوية في الموقف الأرثوذكسي المعارض للصهيونية. إذ أن مجرد التفكير في إقامة دولة يهودية قبل مجيء “المسيح المنتظر”، هو كسر للعهد الإلهي، ومجلبة للغضب الإلهي، بحسب هذا الفهم.
⸻
3. الحاخام يوئيل تيتلباوم: دولة إسرائيل كفرٌ بالتوراة
من أبرز الشخصيات التي حملت لواء هذا الفكر كان الحاخام يوئيل تيتلباوم (1887 – 1979)، مؤسس جماعة “ساتمار”، الذي كتب كتابًا كاملًا بعنوان:
“فيوئيل موشيه” (Vayoel Moshe)
وفيه يقول:
“الصهيونية ليست فقط انحرافًا، بل كفرٌ علني، لأنها تحاول فرض الخلاص قبل وقته، وتُلغي مشيئة الرب بتأسيس مملكة بشرية قبل مجيء الماشيح (المسيح المنتظر).”
ويضيف:
“النكبة الحقيقية لليهود هي دولة إسرائيل، وليست المحرقة، لأنها أفسدت العلاقة بين اليهود وربهم، وفتحت عليهم باب القومية الدنيوية.”
⸻
4. حركة ناطوري كارتا: ليس باسمنا
تُعتبر “ناطوري كارتا” – ومعناها الآرامي: حراس المدينة – من أبرز الحركات اليهودية المناهضة للصهيونية. ترفض الحركة الاعتراف بدولة إسرائيل، وتُؤمن أن اليهود لا يجوز لهم العودة إلى فلسطين أو إقامة كيان سياسي إلا بعد مجيء المسيح.
يقول أحد كبار الحاخامات فيها:
“الصهيونية سرقت اليهودية، وأقامت دولة باسم الدين، لكنها في حقيقتها خيانة للدين.”
وقد شارك أعضاء ناطوري كارتا في مظاهرات في طهران، وفي مؤتمرات دولية لدعم القضية الفلسطينية، ورفعوا لافتات تقول:
“يهود ضد الصهيونية. إسرائيل لا تمثلنا.”
⸻
5. لماذا؟ لأن اليهودية ديانة… وليست قومية
يرى الفكر الأرثوذكسي التقليدي أن اليهودي هو من يعيش التوراة ويعمل بالشريعة، لا من يتكلم العبرية أو يحمل جواز سفر إسرائيليًا.
لقد عاشت الطوائف اليهودية في اليمن والمغرب والعراق وتركيا ولبنان قرونًا بين المسلمين دون أن تطالب بدولة. لم يظهر هذا “الحق القومي” إلا حين اختُطف الدين، وحُوّل إلى مشروع استيطاني عسكري.
⸻
خلاصة المرحلة الرابعة
إن أكبر كذبة روّجتها الصهيونية هي أنها تُعبّر عن “الشعب اليهودي”. بينما الحقيقة أن كبار الحاخامات عبر التاريخ رفضوا إقامة دولة يهودية، وعدّوها خيانة للتلمود، وانحرافًا عن العهد. دولة إسرائيل إذًا، ليست استمرارًا لليهودية، بل قطيعة معها. هي مشروع سياسي علماني، استعمر الدين كما استعمر الأرض. ———
المرحلة الخامسة: وعد بلفور وتصدير الذنب الأوروبي – كيف اغتُصبت فلسطين باسم الخلاص؟
1. بريطانيا… والمخطط الذي بدأ قبل أن يُولد الهولوكوست
عندما أصدرت بريطانيا في 2 نوفمبر 1917 “وعد بلفور”، الذي ينص على دعمها لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، لم يكن ذلك بدافع إنساني أو ديني، بل بدافع استعماري استراتيجي خالص.
“تنظر حكومة جلالة الملك بعين العطف إلى إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين…”
هذا النص الخبيث، الذي جاء بصيغة تعاطف مضلّلة، تضمّن أول جريمة موثقة تنتهك فيها دولة استعمارية سيادة شعبٍ لا يخضع لها. فمن الذي أعطى بريطانيا حق منح أرض ليست لها؟ ولمن؟ ولماذا؟ كلها أسئلة لا تُجاب إلا إذا فهمنا دور أوروبا المسيحية في تصدير أزمتها الداخلية إلى الشرق.
⸻
2. أوروبا تصدر أزماتها: من كراهية اليهود إلى استخدامهم
لطالما عانى اليهود في أوروبا من العزل والطرد، واعتُبروا “قتلة المسيح” في المخيلة المسيحية الكاثوليكية لقرون، مما أدى إلى مذابح ضدهم في فرنسا، وإسبانيا، وروسيا، وألمانيا، وبولندا. لكن بعد المحرقة النازية، تغيّر خطاب أوروبا، دون أن يتغيّر قلبها.
أرادت أن تُكفّر عن ذنبها، لكنها لم تمتلك الشجاعة لمواجهته على أرضها، فقررت أن تحله بمأساة أخرى… في أرض أخرى… على حساب شعب آخر.
وهكذا تحوّلت فلسطين إلى ضحية ثانية لجرائم أوروبا، وبدل أن تُعالج المأساة داخل سياقها الغربي، اختيرت أرض العرب لتُصبح كبش فداء لضمير الغرب.
⸻
3. مؤتمر سان ريمو وشرعنة الخطيئة
في عام 1920، تمّ ترسيخ وعد بلفور ضمن اتفاقيات مؤتمر سان ريمو، حيث منح الحلفاء بريطانيا حق الانتداب على فلسطين. لم يكن ذلك انتدابًا لإعمار الأرض أو دعم السكان، بل لإدارة مشروع الاستيطان اليهودي، وتفكيك التركيبة الديمغرافية العربية.
منذ ذلك الحين، باتت فلسطين تُدار كأرضٍ مُعدّة للتسليم، وكأن أهلها مجرد تفصيل ثانوي في مشروع خارجي لا يعنيهم.
⸻
4. خيانة أخلاقية مضاعفة: الضحية يُحول إلى جلاد
بعد الحرب العالمية الثانية، تمّ استقبال الناجين من المحرقة اليهودية في سفن عبر المتوسط، لكنهم لم يُستقبلوا في موانئ فرنسا أو بريطانيا أو أمريكا، بل تمّ تهريبهم إلى فلسطين المحتلة آنذاك تحت غطاء دولي.
هكذا، تحوّل اللاجئ اليهودي المظلوم إلى مستوطن مسلّح، مدفوع بدعم سياسي، ولوجستي، ومادي، ومقدّس أحيانًا، من أوروبا نفسها التي تخلّصت منه قبل عقود.
⸻
5. الدور الأمريكي: الإنجيل السياسي واللوبي الصهيوني
في منتصف القرن العشرين، ورثت الولايات المتحدة المشروع البريطاني، لكن بأدوات جديدة: الكنيسة الإنجيلية، واللوبي الصهيوني، والنفط، والحرب الباردة.
تمّ تصوير الكيان الصهيوني على أنه “قلعة الديمقراطية في الشرق”، رغم أنه وُلد على أنقاض مجازر، واغتصاب جماعي لأرضٍ كاملة. وتحوّل الإنجيل من كتاب خلاص إلى خريطة استعمارية، يُستخرج منها حقائق زائفة لتبرير دعم الاحتلال.
⸻
خلاصة المرحلة الخامسة
ليست بريطانيا من أعطت فلسطين لليهود، بل أوروبا كلها حين قررت أن تُصدّر عقدتها الأخلاقية إلى أرض لم ترتكب ذنبًا. فلسطين دفعت ثمن ذنب لم تقترفه. ووعد بلفور كان غطاءً قانونيًا لمشروع اغتصاب بدأ قبل المحرقة بزمن، لكنه توّجها بنجاح استعماري كامل. ———
المرحلة السادسة: فلسطين في مرآة التاريخ – من الكنعانيين إلى العثمانيين
1. الاسم قبل النصوص: فلسطين أقدم من “إسرائيل” بقرون
تُعرف الأرض الواقعة جنوب الشام وغرب نهر الأردن تاريخيًا باسم فلسطين أو “أرض كنعان”. وقد وُثّق الاسم قبل ظهور أي ذكر لإسرائيل في أي نص ديني أو وثيقة إدارية. • الكنعانيون هم أول من استوطنوا هذه الأرض منذ الألف الثالث قبل الميلاد، وكانت مدنهم كبرى ومزدهرة: أريحا، عسقلان، القدس، غزة، يبوس، ومجدو. • ثم جاء الفلسطينيون القدماء (الفلستيون)، وهم شعب من شعوب البحر، واستقروا في الساحل الجنوبي، وأسسوا خمس مدن رئيسية: غزة، أشدود، عسقلان، جت، وعقرون.
لم تُعرف الأرض يومًا باسم “إسرائيل”، لا في زمن إبراهيم، ولا موسى، ولا داوود، بل عُرفت دومًا باسمها التاريخي الجغرافي: كنعان – فلسطين.
⸻
2. التوراة نفسها تؤكد: فلسطين كانت قائمة قبل العبرانيين
حتى التوراة، التي تحاول الصهيونية توظيفها لصالحها، تعترف بأن إبراهيم جاء ضيفًا إلى أرض الكنعانيين والفلسطينيين:
تكوين 21:22–34 “أبرم إبراهيم عهدًا مع أبيمالك ملك الفلسطينيين، وأقسم له بألا يغدر به ولا بنسله، فغرس إبراهيم أثلاً في بئر سبع، ودعا هناك باسم الرب.”
بل إن داوود نفسه، حسب سفر صموئيل الأول 27، عاش لاجئًا في كنف ملك فلسطيني يُدعى آخيش، وسكن معه 16 شهرًا!
فكيف يمكن إذًا أن تكون هذه الأرض “وعدًا إلهيًا” لقوم لم يولدوا فيها، واستوطنوها كلاجئين؟
⸻
3. هيرودوت وغياب إسرائيل من التاريخ
المؤرخ الإغريقي الشهير هيرودوت (حوالي 450 ق.م)، الذي دوّن تفاصيل دقيقة عن مصر، وفارس، وفينيقيا، تحدث عن أرض سماها:
“سوريا الفلسطينية” (Syro-Palestine)
لكنه لم يذكر في كتاباته لا “إسرائيل”، ولا “يهوذا”، ولا “الهيكل”، ولا داوود، ولا سليمان. وهذا يدحض الادعاء بأن إسرائيل كانت “مملكة عظيمة” في قلب الشرق القديم، لأن أعظم مؤرخ في عصرها لم يسمع بها أصلاً.
⸻
4. التسمية الرومانية: فلسطين ليست اختراعًا رومانيًا… بل إعادة للاسم القديم
بعد سحق ثورة “بار كوخبا” عام 132 م، قرر الإمبراطور الروماني هادريان أن يُمحِي اسم “يهوذا” نهائيًا من الجغرافيا، وأعاد تسمية المنطقة باسم:
Syria Palaestina – سوريا الفلسطينية
وهذا ما يعترف به المؤرخون اليهود أنفسهم مثل دافيد بن غوريون ويتسحاق بن تسفي، في كتابهم أرض إسرائيل في الماضي والحاضر (1918):
“أعاد الرومان اسم البلاد إلى فلسطين، وهو الاسم القديم.”
بمعنى أن الرومان لم يختلقوا فلسطين، بل أعادوا إليها اسمها الحقيقي الذي سبق بني إسرائيل بقرون.
⸻
5. الاسم في المصادر الإسلامية والمسيحية والبيزنطية • في العصر البيزنطي، عُرفت فلسطين بثلاث تقسيمات: Palaestina Prima, Palaestina Secunda, Palaestina Salutaris. • بعد الفتح الإسلامي عام 635م، أصبحت تُعرف باسم “جُند فلسطين”، وهي إحدى ديار الشام الكبرى. • حتى في زمن الحملات الصليبية، لم يستخدم الفرنجة اسم “إسرائيل”، بل تحدثوا عن “مملكة بيت المقدس”، و**“أرض فلسطين”**. • أما العثمانيون، فقد حافظوا على التسمية في سجلاتهم الإدارية باسم “ولاية فلسطين” أو “متصرفية القدس”.
⸻
6. أسماء باقية في ذاكرة الأرض: من فلستين إلى فلسطين
من “فلستين” إلى “فلسطين” إلى “فيلستين” و”فلاستين” و”Jund Filastin”… الاسم لم ينقطع أبدًا، بل بقي حيًّا في الوثائق، والخرائط، والنقوش، والسجلات الرسمية، بينما لم يظهر اسم “إسرائيل” في أي وثيقة قانونية أو دولية قبل القرن العشرين.
⸻
خلاصة المرحلة السادسة
إن اسم “فلسطين” ليس مجرد تسمية، بل هوية متجذرة في التاريخ والوجدان. جاء الكنعانيون، وتبعهم الفلسطينيون، واستقر الاسم… ولم يظهر اسم “إسرائيل” إلا كفقاعة مؤقتة في تاريخ طويل من الاستمرارية.
فلسطين باقية… لأنها لم تكن يومًا صنيعة نبوءة أو وعد زائف. ———
المرحلة السابعة (الخاتمة): لماذا لا يمكن أن تكون “إسرائيل” كيانًا مشروعًا؟ – بين القانون والدين والتاريخ
⸻
1. من منظور القانون الدولي: التأسيس على الجريمة لا يُكسب شرعية
الدولة التي تقوم على اغتصاب الأرض، وتشريد السكان، وتزوير التاريخ لا يمكن أن تُكتسب صفة “المشروعية” مهما طال الزمن أو تعددت الاعترافات.
دولة “إسرائيل” قامت على: • طرد أكثر من 750 ألف فلسطيني بالقوة بين 1947–1949. • تدمير أكثر من 530 قرية فلسطينية. • ارتكاب مذابح موثّقة مثل دير ياسين، الطنطوره، وكفر قاسم. ومازالت المجزرة في غزة مستمرة مع تشجيع عالمي للتطهير العرقي. كل ذلك بمخالفة صارخة لميثاق الأمم المتحدة، والمادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة، التي تُجرّم نقل السكان بالقوة وتغيير الطابع الديموغرافي.
⸻
2. من منظور الدين اليهودي التقليدي: التوراة تُحرّم إقامة دولة قبل مجيء المسيح
كما بيّنا في المرحلة الرابعة، فإن الفكر الديني اليهودي الأرثوذكسي، وفق التلمود وتعاليم كبار الحاخامات، يُحرّم إقامة دولة يهودية قبل “المسيح المنتظر”. الصهيونية إذًا تمرد ديني على إرادة الرب، بحسب هذا التفسير.
وبالتالي، فـ”إسرائيل” الحالية لا تمثل “شعب الله”، بل تمثل الانشقاق عن الله في نظر هؤلاء الحاخامات.
⸻
3. من منظور الدين المسيحي: “إسرائيل” كرمز روحي لا علاقة له بفلسطين
كما أوضحنا في المرحلة الثانية، فإن العهد الجديد لا يتحدث عن دولة اسمها إسرائيل، بل عن جماعة مؤمنين. “إسرائيل الله” هي روح إيمان وعدالة، وليست ترسانة عسكرية تستبيح أرضًا.
يسوع لم يبنِ هيكلًا… بل هدم فكرة الهيكل السياسي. قال: “مملكتي ليست من هذا العالم” (يوحنا 18:36).
فمن يتحدث اليوم عن دولة إسرائيل بوصفها نبوءة مسيحية، إنما يُحرّف رسالة المسيح، ويجعل من الإنجيل مطرقة تهدم الأرض بدل أن تُحيي الروح.
⸻
4. من منظور الجغرافيا والتاريخ: “إسرائيل” لم تكن يومًا هنا
لا وجود لكيان سياسي اسمه “إسرائيل” في أي نقش مصري أو آشوري أو بابلي أو يوناني أو روماني… لا ذكر لملوكها، ولا جيوشها، ولا اقتصادها. حتى هيرودوت لم يذكر شيئًا عن داوود أو سليمان.
في المقابل، نجد “كنعان”، و”فلسطين”، و”يبوس”، و”غزة”، و”عسقلان”، حاضرة في كل وثيقة وكل نقش.
⸻
5. من منظور الأخلاق والضمير: الحق لا يُورث بالوعد… ولا يُؤخذ بالسلاح
حتى لو وُجد وعدٌ – ولو كان إلهيًا – فإنه لا يُمنح على حساب شعب آخر. الله لا يُحوّل شعبًا إلى لاجئ ليُكرّم شعبًا آخر. الضمير الإنساني يرفض أن يُبنى مستقبلٌ على أنقاض منازل المقهورين.
⸻
“إسرائيل” كيان حديث، نُسج من خيوطٍ مُمزقة من التوراة، وغُزل في غرف الاستعمار البريطاني، وطُبع بختم الذنب الأوروبي. هو كيان بلا شرعية قانونية، ولا سند ديني صادق، ولا أساس تاريخي موثوق.
أما فلسطين، فهي الحقيقة التي لا تحتاج إلى نبوءة… هي الأرض التي نطقت باسمها الكنعانية، وكتبها هيرودوت، ورفعها المسلمون، وقدسها المسيحيون، وتعايش معها اليهود وحفظها التاريخ.
فلسطين ليست قضية نزاع… بل قضية وضوح. ومن يطلب العدل، فلا يبدأ بتشريع الظلم.
#أوزجان_يشار (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة نقدية في رواية الإسكافي: حين يُخاط الجلدُ الروح
-
الشخصية الجدلية: بين الجاذبية والتنافر
-
القيادة بين التحذير والتجاهل: دروسٌ من الكارثة
-
مصر وتاريخ الهويات: من يوسف وموسى إلى رمسيس وأحمس، ومن النوب
...
-
من السيارة إلى الإنسان: شرائح ذكية تحرس الحياة وتعيد تعريف ا
...
-
كيف تتغلب على المتلاعبين؟ قراءة تأملية في كتاب جاستن تايلور
-
في حضرة مهاويرا: رحلة إلى الجينية، الديانة التي تمشي حافية ف
...
-
ومضات من حياة هنري ميلر
-
قبّعات التفكير الستّ: حين يصبح العقل غرفةً ذات نوافذ ملوّنة
-
الديانة الإبراهيمية: بين الخديعة الرمزية ومخطط تجميل إسرائيل
...
-
قراءة جادة في مسار الإنقاذ الإداري
-
من نحن… ومن يمكن أن نكون؟
-
قيادة السيارة إنعكاس للشخصية: بين السلوك المتحضر والمتهور
-
حين يُزهر الوعي: بين النور الداخلي وعتمة الانفصال
-
المدينة بين الاختناق والنجاة: حين يتحوّل الإسمنت إلى مرآة لل
...
-
من يطفئ العالم… ويشعل أرباحه؟ الكارثة كأداة تحكم، والخداع كا
...
-
السلوك جوهر الدين: قصة النفاق الديني عبر الثقافات
-
أنا في المقصورة الأخيرة: بين حرية الأبناء وألم تراجع مكانة ا
...
-
العقول التي تُحدث الفرق: في فلسفة التأثير وأوهام الاستغناء
-
فن الإدارة الصعبة: حين يصبح الإبداع سيفًا، والكرامة المهنية
...
المزيد.....
-
-تُبت إلى الله-.. داعية مصري يثير التكهنات حول اعتزال المطرب
...
-
طهران تهدد بالردّ الصارم على أي خطوة إسرائيلية متهورة
-
جولة مفاوضات ثانية في إسطبول بين الروس والأوكرانيين
-
إيران: سنرد على المقترحات الأمريكية وفق مصالحنا الوطنية والت
...
-
السيسي يلتقي وزير خارجية إيران ويحذر من حرب شاملة
-
تركيا تأمل بأن يتم في نهاية المطاف لقاء بين بوتين وزيلينسكي
...
-
غروسي يؤكد دور مصر -الواضح- في محاولة تسوية الملف النووي الإ
...
-
السعودية.. حجّاج من الصين ينظفون شوارع مكة المكرمة
-
مباحثات أمنية بين مديري المخابرات السودانية والإثيوبية في بو
...
-
مغردون: هجوم أوكرانيا على روسيا يستدعي ذكريات بيرل هاربر ومخ
...
المزيد.....
-
كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي
/ تاج السر عثمان
-
برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية
/ رحيم فرحان صدام
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
المزيد.....
|