أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة ترانيم ساجدة الموسوي .














المزيد.....

مقامة ترانيم ساجدة الموسوي .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8377 - 2025 / 6 / 18 - 16:19
المحور: الادب والفن
    


أختاه في سؤالك سرب من نايات نبضك , تنشدني لحنا , تآمرت الحياة عليّ والخلود المتعطش لروح الفناء كي يستريح , أحتسبتك الطهر ونبل القلوب , ظننتك النقاء وأجمل معالم الوفاء , فعلميني كيف أفطم قدري من حدود تيهك , وهل سؤالك ياأختاه سؤال أم خنجر قتال ؟ لصحوكِ يد , تمسك معصمي وتكبل أرجائي في قوقعة فجرٍ عليل , مُمتلِئ بذكرى آفاق الروح الهائمة في ميادين تتأهب لقتال , كانت لنا أشياء تزرعنا ورودا وقصائد لبنية في مشاتل الحرف ما زلت قيد الانتظار, وأنا سأظل أنتظر الهطول , لأتسكع بين حروف صمت قصيدتك , فأمنحي للمرايا حرفًا , وصلاة تغشاك , يا لهذه المساءات المترنمة بتراتيلك , كعاشق وهمي يأتي مثقلاً بالأوجاع ويغرس الأحلام في غسق الاحتراقات .

يودعنا الزمن ذاكرة أتلفها النسيان , وإن ترجلتَ عند آخر همسة نطقتها الآلهة ذات شجن , كيف تهونين الكتابة ؟ والكتابة جرح الروح , وتقلبين الكمين فنا وجمال ؟ , تلعنين سطوة الريح , وتذيبين تعتيم هوى محال ؟ هم عجزوا عن صلبه , ذلك الذي ما زال القلب متشردًا به , فمتى نتماهى و نلملم أشيائنا المتشردة معه ؟ وهو الذي كان ترنيمة ناي في قلب ناسكٍ , المتخم بصلوات آخر الليل , حتى موج البحر احتفى به قبل منا , فامتلكته المسافات , آه كم سرقني سرًا أودعته بحرًا نشف من موجه , أحيانًا أسائل نفسي , هل يتعرض البحر للغرق يومًا؟

أقر بأن الحياة تدور بلا كلل وملل , وترسم أرواحنا بدهشات الفجر والمساءات , وتزرعنا ابتسامات في وجوه مكتظة بـــ: فقده , حبه , ذلك الذي قتلوهُ على ألواح براءتِهِ , وتفرّجَ عليه كلُّ الأعمامِ وكلُّ الأخوالْ , والحزن أصاب كبد خيبتي , فبت مكتظا به , أمران في نصك لا يمكن تجاوزهما , الجمال المطلق لنبل روح المقتول , وجوقة حروفكِ التي تحمل مؤونة من حرقة النفس التي لا تغتفر , ها أنا أستنشق بعضا منها , وألثم كل رموز جوقتك , وألثم روحك وأشتاقكَ.

كلنا مكسٌور القلب ,مرتبكٌ الخطى , والدَّمعُ يغرغرُ في العيون , مادام الوطن مأسورٌ تحت الأقفال , يكتب لنا نداء بحروف بلون قوس قزح , ينادمها كعاشق تحتسيه انثيالات القصائد , ليتني أعمد صوتي الحزين بغياباته الناشبة في الروح , ألم تكوني تعلمين أنك قابعة في ظله العاشق لك وخلف المسامات , مختنق صوتك , لكنك لونت بعضي المغروز في حبي المصلوب بخنجر صدأ الأنياب شعرًا , تتعتم سماواتي , وأسقط مغشيا من الحب القتال .

مدادك دامي الذكريات , تمسكين قلوبنا بين يديك من عمق الوجع , وآهاتك , كتبت وأثقلت عن غيابه السافر ,من على ضفة النجوى , اما لقلبك من فرح معتق غير محسوب ؟ وانا لازلت أصبو إليه , وما قد حان به , فأيّ لوعة تستبد في القلب ؟ وفي حرفي قبضة من بكاء , وأيّ ليل عليل سيكون بدونه , طهورًا للقلب الذي يفتقده , هل للأسود أحجية غير الحزن ؟ كنتُ أعتقد كذلك , حتى داهمتني بنصك الذي أحال بياض عمري إلى دهشاتٍ متوالية وسواد , لم تغفر اكتظاظ دروبي بالأحزان , وهي تشي بي للفجيعة.

السلام على قلبك وكل شعائر الهوى فيه , فما لنظارتك المصنوعة من الورق , تأبى أن تراني ؟ وفي ليل مجامرك , كيف استطيع أن أمشي وهذياناتك ترافقني , والغياب يُقلقني , وانت تتطابقين معي , وكأنك مولودة من رحم رمادي المحترق , ومن بقايا ذاكرتي المهترئة , فأمضي كأني قصيدة معلقة ترتطم حروفها بالفقد , وأزر عيني على كتف خيالاتي , حين يسرقني حلم خجول , وأرددك في كل جلدة ريح .

أناديه سليل كلكامش : ((يا سليل غيابات الوجد , أنا هنا أتأنسن بخيالاتي , ربما يومًا سأغضب مني , وأعلن العصيان على ذاتي , وقد يداهمني همس الجنون ويضرب نواقيسي , ليوقظ وحشية غيابه بذاتي من جديد )) , قولي لهم يا أختاه : (( لا تطمأنوا لشيء , فالساعة لا تفي بوعودها , لكم دروبكم ولنا دروبنا , التي لا تكترث لتقلبات الطقس , وفيها الشمس تهادن السحب , وننادي في العاشقين لقد نسيتم حقائبكم فلا تثقون بنا , ولكم الغياب )) .







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة المهزلة .
- مقامة تقدير الموقف .
- مقامة البخلاء .
- مقامة البزرنكوش .
- مقامة الأعتذار .
- مقامة الفاصوليا .
- مقامة الوسوسة .
- مقامة العشعشة .
- مقامة الساكن و المتحرك .
- مقامة الشاعرة .
- مقامة الثايات .
- مقامة العباءة .
- مقامة جبر الخواطر .
- مقامة فتوى الجلد .
- مقامة صرخة وطن .
- مقامة العتاب .
- مقامة الأسكافي .
- مقامة البصرة .
- مقامة تكريم كريم .
- مقامة الطيور .


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة ترانيم ساجدة الموسوي .