أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح حزمي الزهيري - مقامة المهزلة .














المزيد.....

مقامة المهزلة .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8376 - 2025 / 6 / 17 - 13:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تسربت في مواقع التواصل الأجتماعي ألأخبار الآتية : (( عقد مجلس الحرب الأسرائيلي جلسة سرية لمناقشة قصف العراق , حيث قرر نتنياهو ضرب العراق بعد مشاورات ومداولات مع قادته , فامرهم بضرب المنظومات الصاروخية ومنصات بطاريات الدفاع الجوي في العراق , فقالوا له لاتوجد عندهم ,فقال وماذا يفعلون عند مرورنا ؟ اجابوه بس يفشرون علينا , طيب اقصفوا قواتهم الجوية ,سيدي لايوجد لديهم طيران حربي , زين اقصفوا معامل التصنيع العسكري ومراكز بحوثهم , سيدي ماعدهم , زين اضربوا الاذاعة والتلفزيون العراقي , سيدي محد يباوعها يباوعون mbc العراق والشرقية , زين اقصفوا مصانعهم ومعاملهم , سيدي عدهم بس معمل جبس الباز يشتغل , زين محطات الطاقة , سيدي لازم نقصف دول الجوار لان كهربائهم مناك , زين اقصفوا البرلمان , سيدي الكل مسافرة وباقي شكم واحد لمن رئيس البرلمان يخطب همه يجرون صلوات , زين لعد شنقصف بيش مشتهرين , سيدي بالمطاعم واقترح عليك سيدي نقصف مطعم بيستون صمد الجادرية , وأذا مگعدوا للمفاوضات كما نريد نقصف مطعم حجي حسين )) .

يقول روجر فريتس : (( المعرفة أمر جيد , و الارادة شئ أفضل , اما التصرف فهو أفضل الثلاثه )) , و حين يصبح الواقع أضحوكة فتلك هي مهزلة العراق , لقد بلغ السيل الزبى , وتجاوزت المهزلة كل الحدود في عراقنا الحبيب , ما تسرب مؤخرًا من (( أخبار)) حول جلسة سرية لمجلس الحرب الإسرائيلي , وإن كانت صيغتها الفكاهية تحمل في طياتها مرارة الواقع , إلا أنها تعكس بوضوح الحالة المتردية التي وصل إليها العراق , حتى أصبح مادة للسخرية والتهكم , لا من الأعداء فحسب , بل من أبنائه قبل ذلك , فتلك المحادثة المزعومة , التي تبدأ بنيّة قصف العراق وتنتهي بالبحث عن (( مطعم بيستون صمد )) , أو (( مطعم حجي حسين )) للقصف , هي صورة كاريكاتيرية لما آلت إليه البلاد , عندما يُسأل القادة الإسرائيليون عن المنظومات الصاروخية والدفاع الجوي في العراق, يكون الجواب الصادم : (( لا توجد عندهم )) , وعند الاستفسار عن الطيران الحربي , يتكرر الجواب نفسه : (( سيدي لا يوجد لديهم طيران حربي )) .

ماذا نفعل ونحن الجيل الذي تربى على مباديء لا يمكن أن تموت داخله , وهذه (( مهزلة العراق )) , التي اصبحت مصطلحا يستخدم غالباً لوصف الوضع السياسي والاجتماعي المتردي , وغالباً ما يشير إلى الفساد المستشري , وغياب الاستقرار, وصعوبة تحقيق التنمية والازدهار , ومنذ أن أصبح مصطلح ( إلانسداد السياسي ) مصطلحا مضافا على بدع مرحلة ماسمي بتحرير العراق مثل (( التعدديه , المكونات , التوافق و اخيرا ولا يكون اخره الانسداد السياسي )) من خلال تصرفات مصدر القرار الامريكي شعر كل متابع نزيه ان هذا الانسداد مطلب ضمن استراتجية مخططة لاحتلال العراق منذ 9 نيسان 2003 , و الهدف والدور الرئيسي لكل هذه المصطلحات هو تمديد العمل بنهج الفساد لتتعمق مهزلة البلد الذي كان يوما ما دولة و له حضور في المنطقة و العالم وكان يجري الحديث عن تأريخة و سيادته و وحدة شعبه …ألخ .

الأمر لا يتوقف عند غياب القدرات العسكرية فحسب , بل يمتد ليشمل كل مفاصل الدولة , عندما يُطرح قصف معامل التصنيع العسكري ومراكز البحوث , يأتي الرد : (( سيدي ما عندهم )) , وحتى عندما تُقترح مهاجمة الإذاعة والتلفزيون العراقي , يكون الجواب الأكثر إيلامًا : (( سيدي محد يباوعها يباوعون mbc العراق والشرقية )) , هذه الفقرة تحديدًا تحمل في طياتها نقدًا لاذعًا لغياب الإعلام الوطني المؤثر, وتأثير الفضائيات الأجنبية على الوعي الجمعي , والأسوأ من ذلك هو الحديث عن الاقتصاد والبنية التحتية , عندما يُسأل عن المصانع والمعامل , يُذكر (( معمل جبس الباز )) الوحيد الذي يعمل , وعندما تُطرح فكرة قصف محطات الطاقة , تكون الإجابة الساخرة بأن الكهرباء تأتي من دول الجوار, هذه الصورة المخزية تكشف عن حجم الدمار الذي لحق بالصناعة والطاقة في بلد كان يومًا منارة للمنطقة.

أما بيت القصيد , فهو الحديث عن البرلمان , عندما يُقترح قصفه , يكون الجواب بأن (( الكل مسافرة وباقي شكم واحد لمن رئيس البرلمان يخطب همه يجرون صلوات )) , هذه العبارة تلخص حالة الاستهتار بالمسؤولية , والغياب التام لأداء المؤسسات التشريعية التي من المفترض أن تكون صوت الشعب ودرعه الحصين , ما الذي يتبقى إذن ؟ إذا لم يكن هناك جيش قوي , ولا صناعة , ولا إعلام وطني , ولا حتى برلمان فاعل , فماذا يميز العراق اليوم؟ الإجابة تأتي صادمة : (( بالمطاعم )) , هذه النكتة السوداء تجعلنا نتساءل , هل تحول العراق العظيم بتاريخه وحضارته إلى مجرد مجموعة من المطاعم ؟ وهل أصبح الخوف من قصف (( بيستون صمد )) أو (( حجي حسين )) هو أقصى ما يمكن أن يقلق السياسيين أو عامة الشعب ؟ إن هذه (( الأخبار المتسربة )) ليست مجرد نكتة , بل هي جرس إنذار يدق في أذهان كل غيور على هذا الوطن , إنها دعوة للتوقف مليًا أمام هذا الواقع المرير, والعمل الجاد على استعادة هيبة العراق , وإعادة بناء مؤسساته , وتفعيل قدراته , لكي لا يبقى وطننا مادة للسخرية , ولكي لا يكون مصير أبنائه معلقًا بـ (( مطعم )) هنا أو (( مطعم )) هناك , فهل نفيق من سباتنا قبل فوات الأوان ؟







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة تقدير الموقف .
- مقامة البخلاء .
- مقامة البزرنكوش .
- مقامة الأعتذار .
- مقامة الفاصوليا .
- مقامة الوسوسة .
- مقامة العشعشة .
- مقامة الساكن و المتحرك .
- مقامة الشاعرة .
- مقامة الثايات .
- مقامة العباءة .
- مقامة جبر الخواطر .
- مقامة فتوى الجلد .
- مقامة صرخة وطن .
- مقامة العتاب .
- مقامة الأسكافي .
- مقامة البصرة .
- مقامة تكريم كريم .
- مقامة الطيور .
- مقامة المصطلم .


المزيد.....




- ترامب يزعم: -سيطرتنا كاملة وشاملة- على أجواء إيران..طهران تط ...
- وزير دفاع إسرائيل الأسبق: الشعب الإيراني -لديه كل الأسباب لل ...
- سبعة جرحى وخسائر مادية جراء عاصفة قوية ضربت الساحل الغربي لك ...
- تواصل قصف طهران وتل أبيب وميرتس يتوقع مشاركة أمريكا في الحرب ...
- ألمانيا - العثور على جثة مصرية مختفية والشرطة تعتقل زوجها
- صحف ألمانية ودولية: كان على إسرائيل التريّث قبل ضربها إيران! ...
- -سي إن إن-: ترامب لا يريد جر الولايات المتحدة إلى الحرب الإس ...
- وزير الخارجية السوري يبحث مع نظيره الألماني مشاريع إعادة الإ ...
- بيان دولي بشأن التسوية الفلسطينية بعد التصعيد الإسرائيلي
- عضو في الكنيست الإسرائيلي يحرض ضد الأطفال الإيرانيين ويتهمهم ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح حزمي الزهيري - مقامة المهزلة .