أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة العتاب .














المزيد.....

مقامة العتاب .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8361 - 2025 / 6 / 2 - 15:06
المحور: الادب والفن
    


مقامة العتاب :

نشر المندلاوي الجميل ماأسماه ,عتاب صادق الى سرور : (( لا تعذليني فاني ماعدت اسمعه لانه يغريني بكثير من الحماقات )) , وكأنه يصرخ بمقام اللامي بصوت محمد القبانجي لقصيدة قيس بن الملوح :
(( مَتى يَشتَفى مِنكَ الفُؤادُ المُعَذَّبُ وَسَهمُ المَنايا مِن وِصالِكِ أَقرَبُ , فَبُعدٌ وَوَجدٌ وَاِشتِياقٌ وَرَجفَةٌ فَلا أَنتِ تُدنيني وَلا أَنا أَقرَبُ كَعُصفورَةٍ في كَفِّ طِفلٍ يَزُمُّها تَذوقُ حِياضَ المَوتِ وَالطِفلُ يَلعَبُ فلا الطِفلُ ذو عَقلٍ يَرِقُّ لِما بِها وَلا الطَيرُ ذو ريشٍ يَطيرُ فَيَذهَبُ
وَلي أَلفُ وَجهٍ قَد عَرَفتُ طَريقَهُ وَلَكِن بِلا قَلبٍ إِلى أَينَ أَذهَبُ )) .

يقول الشاعر : (( علامة ما بين المحبين في الهوى...عتابهم في كل حق وباطل )) , العتاب هو التعبير عن اللوم أو الملامة أو التأنيب على فعل أو قول أو سلوك , ويتمثل في إظهار عدم الرضا عن شيء ما, وقد يأتي العتاب في سياقٍ معين , وغالبًا ما يكون بين الأحباء والأصدقاء, ويُعتبر دليلًا على المحبة والتقدير , ولا ريب ان مظفر النواب يقول : (( إبياهي أعاتب ؟ شو بحت روحي وگضت توميلك , طرزت روحي إبريسم أشگر ياترف بشليلك , كون انه اگودن مهرتك , كل العمر واحجيلك , جم دوب اعاتب ؟ والعتب ينساك وإيساويلك )) .

غالباً ما يُشار الى فراقية ابن زريق أو عينية ابن زريق , بـ(( لا تَعذَلِيه)) , وهي قصيدةٌ كَتَبها الشاعرُ العباسي ابن زريق البغدادي في سنوات الشفق التي قضاها في بلاد الغربة , كتب في سطورها رثاء رجل غادر وطنه بغداد متجهاً إلى بلاد الأندلس , انطلق حاملاً وعداً , تاركًا زوجته التي يحبها ليكسب لقمة عيشه , ومشتاقًا للعودة إليها , لكن القدر تدخل ولم يكن الحظ في صفه , استسلم بعد أن أصيب بمرض في الأندلس حتى لاقى حتفَهُ في النهاية , تاركًا أحلامه دون تحقيق , حيث يقول : (( لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ , جاوَزتِ فِي نصحه حَداً أَضَرَّبِهِ مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ النصح يَنفَعُهُ , فأستعملي الرفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ )) , عتاب هذه الأيام أصبح شائعاً كتلوث مُناخي بشع , ولسرور نظرة عتاب مستمرة تُبقيك منتبهًا كي لا تخطئ في حقها , وأحيانًا التوقف عن العتاب بحد ذاته عتاب , فتأكد أنك حينما تحتاج ( سرور) ستضع كل خلافاتكما جانباً وستجدها معك , موجعٌ أن تُعيد قراءة أغراءات الحماقات أكثر من مرة , وفي كل مرة يشعر قلبك بوجع أول مرة .

يقولون : (( وليس عتاب الناس للمرء نافعًا ... إذا لم يكن للمرء لب يعاتبه
ومن لذة الدنيا وإن كنت ظالمًا... عناقك مظلومًا وأنت تعاتبه )) .
(( العتاب في أساسه حب , ولكن شدة العتب غضب ,وعدم العتب لامبالاة بعد تعب , لهذا عندما تفقد الرغبة في عتاب من تحب , فإعلم انك شيعت حبه إلى مثواه الأخير لأن الناس لا تتخلى الا بعد أن تحترق ايديها من شدة التمسك والتعب , فلا أحد يتخلى عمن كان يحب بدون سبب , و العتاب أفضل من الصمت , الصمت يقولون عنه لغة العظماء , وليس الشتاء فقط هو موسم البرد , الجفا برد , والخيبة برد , والخذلان برد , وتغير الأحباب برد , فقدان الشعور برد , وبرد الروح أبشع من برد الجسد , وقد يكون ستر الجهلاء , وقد يكون للنفوس إرهاق , هو صمتٌّ في ظاهره لكن في جوهره ضوضاء , قد يكون هروباً من واقعٍ لايطاق , فيه الكثير من النوايا تساء , الصمت قد يكون رسالةً موجهةً , وقد يكون جواب , وربما هو شيءٍ من العتاب , هناك من يراه تجاهلًا , وخلف كل صمتٍ ألف حكاية )) .

(( اعاتب من اهوي علي قدر وده ولا ود عندي للذي لا أعاتب )) , لا تتعود على أحد كثيرا حتى لا تكسر قلبك فمهما كآنت علاقتك به قـوية سيأتي يـوم ويتغير ولن تجده كما كان ويقل الـسؤال والاهتمام , وعند سؤالك له امآ ان يـعـتذر لك بـالـظروف أو يـضع اللوم عليك , وربما لا يهتم أصلآ , وينتهى اللقاء بدون وداع وسلام , ظلمنا انفسنا كثيراً حينما سعينا لارضاءهم , وبادرنا بمصالحتهم لكن الغرور الذي يتملّك أرواحهم نحن من زرعناه , واليوم يزيدنا قسوه وانكسار اصبحنا نبحث عن الهدوء فقط لان كثر التنازلات فى البدايه يجعلك لا شىء فى النهايه لتبكى على حلم ضاع مع الرياح , والمشاعر كلما زاد صدقها صعب الحديث عنها , والثقه كالحياة لاتمنح للشخص مرتين , فبالقلب نحب , وبالعقل نكره , وبالاثنين نصاب بالجنون , هناك أشياء كالحلم لا تعرف متى بدأت وكيف إنتهت حتى كلمة عتاب لا تفيد بشيئ , فهل أقتنعت الآن بأن المبالغه في الإهتمام بمن نٌحبهم يزرع في نفوسهم دلالاً قد يٌفسد أخلاقهم ؟

أخيرا هناك من كتب : (( بيننا القليل من الرسائل , القليلة جدا , قليلة الحروف , لكن بيننا الكثير جدًا من الفهم والتفهم , يكفيني أن تكتب لي : كيف حالك ؟ لأفهم أنك لا تسألني عن حالي فقط , إنما تخبرني أنك ما زلت على العهد , الميثاق , وأكتب لك : أنا بخير, فتفهم أنها أنا بخير بك , ومعك , ولك)) .

صباح الزهيري .







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الأسكافي .
- مقامة البصرة .
- مقامة تكريم كريم .
- مقامة الطيور .
- مقامة المصطلم .
- مقامة النداوة .
- مقامة دين ابن عربي .
- مقامة الجزع .
- مقامة المطارف و الحشايا .
- مقامة يا أمة ضحكت .
- مقامة إلا الزلق .
- مقامة توقيت الأنسحاب .
- مقامة القوة الناعمة .
- مقامة حمار بوريدان .
- مقامة صبر النائبات .
- مقامة الموتات الأربعة .
- مقامة الديموقراطية .
- مقامة مطعم الجامعة .
- مقامة المثقف .
- مقامة مشوار .


المزيد.....




- تابع حلقات المؤسس عثمان.. تردد قناة الفجر الجزائرية 2025 لمت ...
- توضيح بشأن قرار العباءة الزينبية: جزء من الفلكلور
- -عمّان بلغتين- فعالية فنية وأدبية توثق المدينة بعدستها وصوته ...
- مجموعة أدبية نادرة تضم مخطوطات أصلية لفرانز كافكا للبيع في ب ...
- كيف تحول الموسيقى والفن إلى علاج لتعزيز الصحة النفسية في الع ...
- موسكو تحتفي بالكاتب والمفكر سهيل فرح
- براعة مذهلة.. كيف يتقن الأطفال أدوارهم في السينما؟
- وفاة الفنانة الكبيرة سميحة أيوب تهز الوسط الفني.. وداع سيدة ...
- -مطبخ الرواية-.. رحلة أدبية عبر عوالم الطعام بين التراث العر ...
- رحيل يفغيني دوغا مبدع أحد 4 روائع موسيقية في القرن العشرين ( ...


المزيد.....

- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة العتاب .