أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الفاصوليا .














المزيد.....

مقامة الفاصوليا .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8371 - 2025 / 6 / 12 - 13:30
المحور: الادب والفن
    



كتب صاحبنا تحت عنوان همسة مثقفة: (( حين كنت اهوى امراة تحب الفجر واغاني فيروز كنت اشعر بان الدنيا ربيع دائم , ولكن حين صرت انتظر طبخ الفاصوليا في القدور التقليدية ادركت ان الحياة بليدة )) , يحيرنا هذا الثمانيني , ولكن لندعه يكمل بوحه , فالأرواح حين تحب لا تملك حق الإختيار, يُحكى أن جلال الدين الرومي سُئل عن تعريفه للسُّم , فقال : (( هو كلُّ شيءٍ يزيد عن حاجتنا , قد يكون القوة , أو الثروة , أو الجوع , أو الطمع , أو الحب , أو الغرور, أو الطموح , أو الكراهية , أو الكسل , أو أيَّ شيءٍ آخر)) .

يقول المثل الإنجليزي المشهور : (( ((If you don’t belong, don’t be long , إذا لم تشعر بالانتماء فلا تطل البقاء , وتعني إذا لم تشعر بقيمتك في المكان الذي أنت فيه , أو عند الشخص الذي تحبه , لا تكمّل , وأنت تملك خيار الرحيل , لا تستنزف وقتك ومشاعرك ونفسك بالمجان , لأنها ستتحول في المدى البعيد إلى ذكريات مؤلمة تحاصر أيامك وتساهم في تغيير مجرى حياتك )) , فهل لك في قرار كهذا ؟ وخل في البال ان الذين كانوا يرفعون لافتة (( يا بابا لا تسرع , الموت أسرع )) حوّلوها الآن إلى (( بابا لا تُسرع , الماما تأخذ غيرك )) .
تقول الشاعرة الأمريكية تيس غالاغر في قصيدتها المكتوبة بالأنجليزية : (( دخلت هذا العالم وأنا لا أريد أن آتي إليه , وسأغادره وأنا لا أرغب في الذهاب عنه , كل هذا الوقت , عندما بدا لي أن ثمة بابان , كان هناك بالحقيقة , باب واحد فقط للمرور من خلاله )) , وعلى نحو مماثل يقول صلاح چاهين في احدى رباعياته :
(( مرغم عليك يا صبح مغصوب يا ليل , لادخلتهـا برجليا ولا كــان لي ميــل ,
شايلني شــيل دخلت انـا في الحياة , وبكره ح اخرج منهـا شايلني شيــل ,عجبي)) , فهلا أخترت بين أمرأة الفجر وبين طبخ الفاصوليا مادام باب الخروج منفردا ؟

تأخر بوحك , كان عليك ان تعرف وأنت العارف ان الأقنعة ستسقط دائما , مهما طال العرض , وأنت تذكرني بعتب العباس لأبن أخيه : (( لم أرفعك في شيء الا رجعت الي مستأخرا بما أكره, أشرت عليك عند وفاة رسول الله ان تسأله فيمن هذا الأمر , فأبيت, وأشرت عليك بعد وفاته ان تعاجل الأمر فأبيت , وأشرت عليك حين سماك عمر في الشورى ألا تدخل معهم , فأبيت , أحفظ عني واحدة , كلما عرض عليك القوم فقل لا , الا ان يولوك , وأحذر هؤلاء الرهط فأنهم لا يبرحون يدفعوننا عن هذا الأمر , حتى يقوم لنا به غيرها , وأيم الله لا يناله الا بشر لا ينفع معه خير)) .

هذا التعبير البسيط الذي نشرته يخفي ألما أو آلاما هائلة , ولكنها جاءت خريفية متأخرة , أما قرأت ماكتبه الأديب العالمي ألبير كامو في روايته (( la chute )) :, (( إن الرعب الحقيقي في الوجود ليس الخوف من الموت , بل الخوف من الحياة , إنه الخوف من الإستيقاظ كل يوم لمواجهة نفس الصراعات , نفس الخيبات , نفس الألم , إنه الخوف من أن لا يتغير أي شيء أبدا , وأن نكون عالقين في دائرة من المعاناة التي لا مفر منها , وداخل هذآ الخوف تنشأ رغبة , رغبة في شيء , أي شيء يكسر الرتابة , ليمنح معنى للتكرار , الذي لا نهاية له للأيام )) .

أوسكار وايلد َ, في كتابه (( من الأعماق ... رسائل أوسكار وايلد من السجن )) , يقول : لم أعد أوافق أو أعترض في هذه الأيام , فقد وجدت أن هذه فلسفة سخيفة نواجه بها الحياة , هُناك لحظات يجبُ على المرء أن يختار ما بين أن يحيى حياتهُ بالطريقة التي يُريدها كُليا بحُرية تامة , أو ما بين أن يُجر ليحيى حياة ضحلة كاذبة تتطلب الكثير من النفاق والمُداهنة للاستمرار )) , وشكسبير يقول : (( الجلوس مع شخصيه واعيه راحه ومتعه عظيمه , حتى وإن خالفك الرأي , فانهُ يفتح لكَ آفاقًا جديده )) , فمن الطبيعي حنينك لدنيا الربيع الدائم , ورفضك للبلادة .

نشرت كاتبة اسمها شمس الشموس : (( تمر بنا الحياة ولا نفيق , إلا عند ما نجد قطار العمر قد مر بنا ,هناك مقولة رافقتنا تقول , أن الغد أجمل , حتى كبرنا واكتشفنا أن الجمال الحقيقي , كان بالأمس وليس فى الغد )).

صباح الزهيري .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الوسوسة .
- مقامة العشعشة .
- مقامة الساكن و المتحرك .
- مقامة الشاعرة .
- مقامة الثايات .
- مقامة العباءة .
- مقامة جبر الخواطر .
- مقامة فتوى الجلد .
- مقامة صرخة وطن .
- مقامة العتاب .
- مقامة الأسكافي .
- مقامة البصرة .
- مقامة تكريم كريم .
- مقامة الطيور .
- مقامة المصطلم .
- مقامة النداوة .
- مقامة دين ابن عربي .
- مقامة الجزع .
- مقامة المطارف و الحشايا .
- مقامة يا أمة ضحكت .


المزيد.....




- السينما لا تموت.. توم كروز يُنقذ الشاشة الكبيرة في ثامن أجزا ...
- الرِّوائي الجزائري -واسيني الأعرج-: لا أفكر في جائزة نوبل لأ ...
- أحمد السقا يتحدث عن طلاقه وموقفه -الغريب- عند دفن سليمان عيد ...
- احتفال في الأوبرا المصرية بالعيد الوطني لروسيا بحضور حكومي ك ...
- -اللقاء القاتل-.. وثيقة تاريخية تكشف التوتّر بين حافظ الأسد ...
- هنا رابط الاستعلام عن نتيجة مسابقة تعيين 20 ألف معلم مساعد ا ...
- فيلم -مجموعة العشرين-.. أول رئيسة أميركية تواجه تحديات صعبة ...
- راشد عيسى: الشعر رسالة جمالية تنتصر للفكر الإبداعي وتتساءل ع ...
- بوتين: روسيا تفتخر بتنظيم مسابقة -إنترفيجن 2025-
- ترامب يواجه -البؤساء- على المسرح و-الاستهجان- خارجه! (صور)


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الفاصوليا .