|
أسطورة صغيرة عن الرقص
محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)
الحوار المتمدن-العدد: 8375 - 2025 / 6 / 16 - 20:31
المحور:
الادب والفن
غوتفريد كيلر ترجمة محمد عبد الكريم يوسف يروي القديس غريغوري في حكاياته أن موسى كانت راقصة بين القديسين. كانت ابنةً لعائلةٍ طيبة، وفتاةً رشيقةً خدمت والدة الإله بجدٍّ واجتهاد، ولم تعرف سوى شغفٍ واحد، حبٌّ للرقص لا يُقهر، لدرجة أنه إن لم تكن الفتاة تصلي، فهي ترقص بلا شك. وكانت ترقص بكل الطرق الممكنة. كانت موسى ترقص مع رفاقها في اللعب، ومع الأطفال، ومع الشباب، وحتى بمفردها. كانت ترقص في غرفتها الصغيرة، وفي القاعة الكبرى، وفي الحدائق، وفوق المروج، وحتى عندما تقترب من المذبح، كانت تبدو وكأنها ترقص رقصةً شهيةً لا تمشي. وعلى أعلام الرخام الناعمة عند باب الكنيسة، لم تنسَ أبدًا أن تجرّب بضع خطواتٍ سريعة. في الواقع، في أحد الأيام، عندما كانت بمفردها في الكنيسة، لم تستطع الامتناع عن رقص بعض الأشكال أمام المذبح، وإذا جاز التعبير، رقصت صلاة جميلة للعذراء. نسيت نفسها تمامًا حتى ظنت أنها تحلم عندما جاء رجل عجوز وسيم يرقص أمامها، وأكمل أشكالها ببراعة شديدة، حتى أنهما أديا معًا رقصة "باس دو دو" متقنة. كان الرجل يرتدي رداءً ملكيًا أرجوانيًا وتاجًا ذهبيًا على رأسه، وله لحية سوداء لامعة، مائلة للون الفضي بفعل التقدم في السن، كما لو كان ضوء نجم بعيد. وصدرت موسيقى من الجوقة، حيث كان ستة ملائكة يجلسون أو يقفون هناك على قمة الشاشة، وهم يهزون أرجلهم الصغيرة الممتلئة فوقها، بينما كانوا يعزفون أو ينفخون على آلات موسيقية متنوعة. واسترخى الصغار، إذ أسند كلٌّ منهم موسيقاه على أحد الملائكة الحجرية التي تُزيّن ستار الجوقة. لكن أصغرهم، عازف مزمار ذي خدين مستديرين، كان استثناءً، إذ شبك ساقيه ودبّر أن يُمسك موسيقاه بين أصابع قدميه الورديتين. وكان هو الأكثر حماسةً بينهم. أرجح الآخرون أقدامهم، ومدّوا أجنحتهم المُحفوفة حتى تلألأت كصدور الحمام، وداعبوا بعضهم بعضًا أثناء العزف. لم تجد موسى وقتًا لتعجب بكل هذا حتى انتهى الرقص الذي استمرّ بعض الوقت. بدا الرجل المرح مستمتعًا به بقدر الفتاة، التي ربما كانت، بدورها، تتهادى في الجنة. ولكن عندما توقفت الموسيقى ووقفت موسى تلهث، بدأت تشعر بخوف شديد ونظرت إلى الرجل العجوز بدهشة، لأنه لم يكن يلهث ولا يشعر بحرارة. بدأ يتحدث، وعرّف عن نفسه بأنه داود، الجدّ الملكي لمريم العذراء، ورسولها. سألها إن كانت ترغب في قضاء حياة أبدية من النعيم في رقصة فرح لا تنتهي، رقصة لا تُقارن بالرقصة التي انتهيا منها للتو إلا بزحف كئيب.
أجابت على الفور أنها لا تتمنى شيئًا أفضل. عندها، ردّ الملك المبارك داود بأن كل ما عليها فعله هو أن تتخلى عن كل الرقص وكل الفرح لبقية أيامها الأرضية، وأن تُكرّس نفسها للتوبة والتمارين الروحية، دون تردد أو انتكاس.
عند هذا، دهشت الفتاة قليلًا، وسألتها إن كان عليها أن تتخلى عن الرقص تمامًا. شككت في وجود رقص حقيقي في السماء، فلكل شيء وقت.
بدت الأرض الصلبة مكانًا جيدًا ومناسبًا للرقص. لذلك، لا بد أن السماء لديها أشياء أخرى لتقدمها؛ وإلا لكان الموت ببساطة لا لزوم له.
شرح لها داود كم كانت على خطأٍ فادح، وأثبت بآياتٍ عديدة من الكتاب المقدس، أسطورة قصيرة عن الرقص ، وبمثاله هو، أن الرقص مهنةٌ مباركةٌ للمباركين. لكن عليها الآن أن تُقرر بسرعة، نعم أم لا، سواءً رغبت في دخول النعيم الأبدي بالتخلي عن الدنيا أم لا؛ وإن لم تفعل، فلا بد أنه يُوفق، فالسماء بحاجةٍ إلى بعض الراقصين.
كانت موسى لا تزال واقفةً هناك مترددةً، أطراف أصابعها تُداعب فمها بقلق. بدا من الصعب جدًا ألا ترقص مرةً أخرى لمجرد مكافأةٍ مجهولة.
ثم أشار داود، وفجأة عزف الموسيقيون بضعة مقاطع من رقصة، كانت في غاية البهجة والغرابة، حتى قفزت روح الفتاة في جسدها، وارتعشت في كل عضو من أغضائها. لكنها لم تستطع تحريك أي منهم على المقياس، ورأت أن جسدها متيبس وثقيل جدًا على تلك الموسيقى. فامتلأت شوقًا، فمدّت يدها إلى يد الملك، وأعطته وعدها.
فاختفى على الفور، وراح عازفو الكروب يطنّون ويرفرفون ويتزاحمون عبر نافذة مفتوحة في الكنيسة، لكنهم أولًا لفّوا أوراقهم الموسيقية، وكأطفال مشاغبين، صفعوا وجوه الملائكة الصبورين حتى دوّت أصداء الكنيسة.
سارت موسى إلى منزلها بخطوات ورعة، واللحن السماوي في أذنيها. صنعت ثوبًا خشنًا، وخلعت كل ثيابها الفاخرة، وارتدته. ثم بنت صومعة في مؤخرة حديقة والديها حيث كانت ظلال الأشجار كثيفة، وفرشتها بطبقة صغيرة من الطحالب، وعاشت منذ ذلك الحين منفصلة عن رفاقها تائبة وقديسة. كانت تقضي كل وقتها في الصلاة، وكثيرًا ما كانت تجلد نفسها.
لكن أشدّ كفاراتها كانت أن تُبقي أطرافها ساكنة ومتصلبة. فبمجرد سماع صوت واحد في الهواء، كزقزقة طائر أو حفيف أوراق الأشجار، كانت قدماها ترتعشان وتشعران بضرورة الرقص. ولأن هذه الارتعاشة اللاإرادية لم تكن لتختفي، وأحيانًا، قبل أن تُدرك ذلك، لم تستطع كبت حركة دوران خفيفة، رُبطت قدماها الهزيلتان بسلسلة خفيفة.
تعجب أقاربها وأصدقاؤها ليل نهار من هذا التغيير، لكنهم ابتهجوا بامتلاك قديسة كهذه، وحرسوا المنزل تحت الأشجار كقرة أعينهم. جاء الكثيرون طلبًا للمشورة والشفاعة. وفوق كل ذلك، أُحضرت إليها فتيات صغيرات كنّ ثقيلات بعض الشيء على أقدامهن، إذ لوحظ أن أي شيء تلمسه يصبح خفيفًا ورشيق الحركة. وهكذا أمضت ثلاث سنوات في عزلتها، وقرب نهاية السنة الثالثة أصبح موسى نحيفًا وشفافًا كسحابة صيف. لم تعد تتحرك من فراشها الطحلبي الصغير، وارتمت تنظر بشوق إلى السماء. ظنت أنها ترى باطن قدمي القديسة الذهبية ترقص وتنزلق في الزرقة. في يوم خريفي قارس، انتشر خبر أن القديسة ترقد على شفا الموت. لقد سُلب منها رداء التوبة الداكن، وارتدت ثياب زفاف بيضاء زاهية. فاستلقت متشابكة اليدين تنتظر ساعة الموت مبتسمة. امتلأت الحديقة بأناسٍ أتقياء، وهبت النسائم، وتساقطت أوراق الأشجار من كل جانب. لكن همس الأشجار تحول، على نحوٍ غير محسوس، إلى موسيقى، بدا أنها تتردد في كل قمة شجرة، وعندما رفع الناس رؤوسهم، ها هو! كل شيء قد اكتسى بخضرة رقيقة. تفوح من الآس والرمان عبيرٌ زكي. تزينت الأرض بالزهور، وسقط ضوء وردي اللون على جسد الفتاة الواهن المحتضر. في تلك اللحظة، أسلمت الروح. انفصلت السلسلة التي كانت على قدميها بصوت رنين واضح. انفتحت السماء على مصراعيها، مليئة بروعة لا متناهية، ليرى الجميع ما وراءها. شوهدت جيوش متوالية من الفتيات الجميلات والشباب في أبهى صورهم يرقصون في دوائر لا نهاية لها. ملكٌ باهر، مُتوّجٌ على عرش سحابة، وعلى حافتها فرقةٌ من ستة ملائكة، نزل قليلًا نحو الأرض، فظهرت له صورة موسى المباركة أمام أعين جميع من ملأوا البستان. رأوا كيف رُفعت إلى السماء، ورقصت بعيدًا عن الأنظار وسط غناء الجيوش المتألقة. في السماء، كان الاحتفال عظيمًا. أما في أيام الأعياد (وهو ما يُناقضه القديس غريغوريوس النيصي، ولكن يُصرّ عليه نازينز الذي يحمل اسمه)، فقد جرت العادة على دعوة آلهة الإلهام، الجالسة في الجحيم، إلى السماء لتقديم يد العون. وقد استُضيفت إليهن استقبالًا رائعًا، ولكن بعد أن فرغن من عملهن، كان عليهن العودة إلى المكان الآخر. عندما انتهت الرقصات والطقوس، وجلست الجيوش السماوية على المائدة، اقتيد موسى إلى المائدة التي كانت تجلس عليها الإلهامات التسع. جلسن متكتلات، شبه خائفات، يحدقن حولهن بعيون سوداء ملتهبة أو زرقاء داكنة. خدمتهن مارثا المنشغلة، كما في الإنجيل، بيديها. كانت قد ارتدت أفضل مئزر مطبخ لديها، ووضعت لمسة خفيفة رقيقة على ذقنها الأبيض، ومسحت بلطف على الإلهامات. ولكن فقط عندما جاء موسى والقديسة سيسيليا ونساء أخريات مشهورات في الفن، ورحبن بأهل بيريان الخجولين بمرح، وجلسن بجانبهن، أشرقت قلوبهن وزادت الألفة، بينما انتشر بهجة ساحرة في جميع أنحاء دائرة النساء. جلس موسى بجانب تيربسيكور، وسيسيليا بين بوليهيمنيا وإيوتيربي، وكن جميعًا ممسكات بأيدي بعضهن البعض. ثم صعد عازفو الملائكة الصغار وأشادوا بالنساء الجميلات، آملين في الحصول على بعض الفاكهة الزاهية على مائدة الطعام. حضر الملك داود شخصيًا، وأحضر كأسًا ذهبيًا شرب منه الجميع. مرّ بلطف حول المائدة، ولم ينس أن يربت على ذقن إراتو الجميلة أثناء مروره. وبينما كانت الأمور تسير على ما يرام على مائدة ربات الشعر، ظهرت سيدتنا العزيزة بكل جمالها ولطفها، لتجلس مع ربات الشعر لفترة. قبّلت أورانيا الجليلة بحنان على فمها تحت تاجها المرصع بالنجوم، وبينما كانت تودعها، همست أنها لن تهدأ حتى تعود ربات الشعر إلى الجنة إلى الأبد.
لكن لم يحدث ذلك. لإظهار امتنانهن للطف الذي أُبدي لهن، اجتمعت آلهة الموسيقى، وفي ركن بعيد من العالم السفلي، أنشدن ترنيمة تسبيح، حاولن إضفاء طابع التراتيل الجليلة المعتادة في السماء. انقسمن إلى مجموعتين، كلٌّ منهما بأربعة أصوات، مع أورانيا تُغني نوعًا من التراتيل المتدفقة، وأنتجن بذلك مقطوعة موسيقية رائعة.
وعندما حلّ العيد التالي في السماء، وعادت آلهة الموسيقى إلى العمل، انتهزن لحظةً بدت مواتية، فتجمعن، وبدأن غنائهن بهدوء، وسرعان ما تحول إلى جوقة عظيمة. لكن في تلك الأماكن، بدا الصوت كئيبًا للغاية - بل متحديًا وقاسيًا - ثقيلًا بالشوق والشكوى، لدرجة أنه ساد في البداية صمتٌ مرعب. ثم استحوذت على الجمعية بأكملها معاناة الأرض والشوق إلى الأرض، وانفجر بكاءٌ عام. خفقت تنهدات لا تنتهي في السماء. نهض جميع الشيوخ والأنبياء، مرعوبين ومذعورين، بينما غنّت ربات البيوت، بحسن نية، بصوت أعلى وأسى أشد. كان أهل الجنة، مع الآباء والشيوخ والأنبياء، وكل من سار أو استلقى على مراعٍ خضراء، في حالة من الهياج. ولكن في النهاية، صعد الثالوث الأقدس ليُصلح الأمور، وأسكت ربات البيوت المتحمسات بصوت رعد طويل مدوٍّ.
ثم عاد السلام والسكينة إلى السماء، لكن الأختين المسكينتين اضطرتا إلى الرحيل - ولم يُسمح لهما بالعودة منذ ذلك الحين.
المصدر: GOTTFRIED KELLER A Little Legend of the Dance,An Anthology of the shortest short stories, EDITED BY IRVING HOWE AND ILANA WIENER HOWE with an Introduction by Irving Howe,Bantam Books ,1983.
#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)
Mohammad_Abdul-karem_Yousef#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجمهورية الإسلامية على الحبال
-
أغاني الغجر
-
سحر الغجر
-
كيف يمكن لحلف شمال الأطلسي الدفاع عن الأطلسي
-
أسرار المخابرات البريطانية وإيران عام 1953
-
عندما جاء الساموراي إلى أمريكا
-
اعرف عدوك
-
الحياة الخفية لنساء الساموراي
-
العيون الخمس للمخابرات
-
التحالف الأمريكي الياباني - ماضيه وحاضره ومستقبله الغامض
-
العميل المزدوج الذي أدخل اليابان إلى الغرب
-
عادل إمام: رائد السينما السياسية العربية
-
عندما نبعثُ نحنُ الموتى
-
لكلِّ شدةٍ... مدة
-
الفصل قبل الأخير
-
كيف يتعامل الفاتيكان مع الجغرافيا السياسية
-
جروح السيدة دلوي في الحرب
-
سقط إلى الأبد: نهاية الأسد في سوريا
-
سقوط الأسد: درس لجورجيا
-
فاطمة لا تصلح للبيع
المزيد.....
-
حضور لافت للسينما العراقية في مهرجان عمان السينمائي
-
إستذكار الفنان طالب مكي ..تجربة فنية فريدة تتجاوز كل التحديا
...
-
براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
-
السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر
...
-
-البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة
...
-
تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك
...
-
هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو
...
-
بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن
...
-
ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
-
كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف
...
المزيد.....
-
الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية
...
/ عبير خالد يحيي
-
قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي.
/ رياض الشرايطي
-
خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية (
...
/ عبير خالد يحيي
-
البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق
...
/ عبير خالد يحيي
-
منتصر السعيد المنسي
/ بشير الحامدي
-
دفاتر خضراء
/ بشير الحامدي
-
طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11
...
/ ريم يحيى عبد العظيم حسانين
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
-
إعدام عبد الله عاشور
/ عقيل الخضري
المزيد.....
|