محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)
الحوار المتمدن-العدد: 8368 - 2025 / 6 / 9 - 16:11
المحور:
الادب والفن
"وجوهٌ تُقتل... لأنها مختلفة"
1.
في الحيِّ...
سألوا الجثة عن اسمها،
لم يُعجبهم النطق...
فأعادوها إلى التراب.
2.
من أي طائفةٍ أنفاسك؟
من أي سلالةٍ نبضك؟
من أي مقبرة خرجت أمك؟
الأسئلةُ كانت رصاصًا...
والإجابةُ موتًا على درج البيت.
3.
هويتي؟
هي ظلّي حين أهرب،
وصوتُ أمي في لهفتها،
ووشمُ الطفولة في راحة كفّي.
لكنهم لا يرون إلا اسمي...
ويختصرونني بطائفةٍ
لم أشارك في صنع جدرانها.
4.
طفلٌ...
قُتل لأنه شبِهَ والده،
والأبُ قُتل لأنه قال "لا".
والأمُّ تنفستْ آخر وجعٍ،
حين أخبروها أن ابنتها...
من الطرف الآخر.
5.
أيها الموتُ،
اخترْ أسبابًا أصدق.
فليس في اسمي خنجر،
ولا في لهجتي لغمٌ،
ولا في صلاتي نار.
6.
رأيتُ القاتلَ يصلي بعد الجريمة،
يرفع يديه،
وينزلُ مطمئنًا…
كأن الله غُرٌّ لا يرى الدمَ على كفيه.
7.
صديقي الذي كنا نقتسمُ الحلوى،
قال لي يومًا:
"أنت لست منا."
ثم سلّم وجهي إلى من لا يعرفون
إلا شكل القتلِ في الأسماء.
8.
في الهويةِ
كان التاريخُ مفخخًا،
والوطنُ في خانة "مكان الولادة"
خريطةٌ بلا بيت،
وبلا نجاة.
#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)
Mohammad_Abdul-karem_Yousef#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟