محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)
الحوار المتمدن-العدد: 8358 - 2025 / 5 / 30 - 03:20
المحور:
الادب والفن
تعانقَ ظلُّنا خلساً
تَحَتَ قمرِ المساءِ المُنطفئْ،
كأنّ الليلَ
ينفثُ ما تبقّى من وجيبِ العاشقينَ
ولم يَقُلْ...
تمدُّ يديك نحوي
لا لألمسَ دفءَ راحَتِكِ،
ولكنْ...
كي أؤكّدَ أنّني
ما زلتُ فيكِ
ولستُ ظلًّا يُستبدلُ في الغيابْ...
---
تعانقنا...
كأنّ الكونَ أطفأ ضوءَهُ
لينامَ في أعماقِنا،
كأنّ الصمتَ
يفتحُ ألف نافذةٍ
ويُدْخلُنا إلى أُخرى
نغيبُ بها،
ولا نرجعْ!
تعانقنا،
وفي أعماقِ صوتِكِ
كنتِ تبكينَ احتراقَ الزهرِ
في لحْنِ الهواءْ،
وكنتُ أنسى...
أنّ لي جسدًا
سيُتركُ عند أوّلِ فَجرِنا
للذكرياتْ.
---
أحقًّا كنتِ أنتِ؟
أم كنتُ أُحلمُ باسمكِ
في ارتباكِ الليلِ؟
أم طيفًا تلبّسَني
فصرتُ أنا...
وأنتِ،
حقيقةً لا تنتهي!
وكان المسكُ
يرتفعُ على كَتِفي،
كأنّكِ كنتِ تغزلينَ الليلَ من أنفاسيَ
المكسورةِ...
وتُطرزينَ الهمسَ بالأحلامِ،
ثم تعودُ أغنيتي إليكِ.
---
تَعانقنا...
ولكنْ لم نكنْ جسدينْ،
كنّا رؤى
تتقاطعُ فوقَ نافذةِ الشتاءِ،
وتذبلُ في الضبابْ.
كأنّ اللقاءَ محضُ وهمٍ
في منامٍ لم نرهْ،
ولكنّا صدّقناهُ
فذابَ... على الشفاهْ.
---
فإذا صحوتُ...
تذكّري:
أنّي تركتُ على يديكِ
دفءَ نَفْسٍ
لم تجد في الأرضِ حضنًا...
غير عينيكِ النقيّةِ
في المساءْ.
#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)
Mohammad_Abdul-karem_Yousef#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟