محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)
الحوار المتمدن-العدد: 8351 - 2025 / 5 / 23 - 16:08
المحور:
قضايا ثقافية
كانت بيننا نارٌ...
تستعرُ في الكلماتِ دون أن نراها
تكبرُ في الخفاء
مثل كراهيةٍ تُرضِعُها الأمهاتُ مع الحليب
وكان بيننا نورٌ أيضاً
طفلٌ صغير…
يلعب بيننا
يضحكُ حين نختلف
ويصفقُ حين نلتقي
لكن النارَ أقوى
التهمت النورَ
أحرقته وهو يركض نحونا
صرخ: "أنا إنسان!"
فقالوا: "ولكنك... من طائفةٍ أخرى!"
الطائفية…
ليست خِلافاً في الرأي
بل لعنةٌ تنامُ بين الأحرف
تستيقظُ حين ننسى أننا بشر
الطائفية…
نفقٌ طويل،
فيه نخلعُ عقولنا
ونلبسُ جلدَ الوحش
ونُقسم: أن لا نغفر… حتى بعد الموت
الطائفية…
شعلةٌ من الجحيم
تنكرُ النورَ
وتبني وطناً من جثث الهوية
الطائفية…
كذبةٌ مقدسة
يحرسها الشيوخُ من على المنابر
ويغذّيها الجهلُ باسم الإيمان
هي التي علّمت الطفلَ
أن يسأل زميله:
"أأنت منا… أم من أولئك؟"
قبل أن يشاركه اللعب
هي التي رسمت حدودًا داخل القلب
فصار الأخُ غريبًا
وصار الجارُ تهديدًا
وصارت المحبةُ... تهمة
لكن...
رغم هذا الركام
رغم الرماد المتطاير من الأرواح
ورغم النيران التي مزّقت الدفاتر والضحكات
ما زال في الزاويةِ طفلٌ لم يحترق
يمسكُ شمعةً بيده الصغيرة
ويركض عكس الريح
يقول: "سأشعل من دمي ضوءًا جديدًا"
"سأبني وطنًا لا يُسأل فيه أحد: مَن أنت؟
بل: هل تُحب؟ هل تتألم؟ هل تحتاج؟"
ما زال في الترابِ بذور
ما زال في العيونِ دموع لم تُذرف بعد
ما زال في هذا الليل
أغنيةٌ تنتظرُ أن نغنّيها معًا... بلا خوف
#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)
Mohammad_Abdul-karem_Yousef#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟