أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الكريم يوسف - السنباطي... الذي رفض الغناء كي لا يُقارن بأم كلثوم!














المزيد.....

السنباطي... الذي رفض الغناء كي لا يُقارن بأم كلثوم!


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 8350 - 2025 / 5 / 22 - 16:47
المحور: الادب والفن
    


رياض السنباطي، أحد أعظم الملحنين في تاريخ الموسيقى العربية، كان يمتاز بموهبة فذة وذوق رفيع في تلحين الأغاني. رغم موهبته الكبيرة في الغناء، إلا أنه رفض أن يكون مغنيًا، ليظل دائمًا في الظل، مبتعدًا عن الأضواء التي تسلطت على أم كلثوم، والتي كانت تشع في سماء الفن المصري والعربي. لكنه كان مبدعًا في صنع ألحانه التي عزفت على أوتار القلوب وأسطورة أم كلثوم.
إليك بعضًا من الطرائف التي رافقت السنباطي طوال مسيرته:

رفض الغناء: خوفًا من المقارنة
في بداية حياته الفنية، كان رياض السنباطي يمتلك صوتًا قويًا ومميزًا جدًا، وكان بإمكانه أن يصبح مطربًا لا يقل شأنا عن كبار المطربين في عصره. ولكن، كان له موقف حاسم جعل كل شيء يختلف. عندما طلب منه أحد الأصدقاء أن يغني في الحفلات، قال السنباطي: "أنا لا أريد أن أغني، لماذا؟ لأنني لا أريد أن يُقارن صوتي بأم كلثوم!". كان يدرك تمامًا حجم مقارنة الجماهير بينه وبين أم كلثوم، وفضل أن يظل خلف الكواليس كملحن، حيث كان يقدم أجمل الألحان التي أضافت رونقًا جديدًا للغناء العربي.

الموقف الساخر من نفسه: "لا أبتسم أمام الناس!"
كان السنباطي دائمًا يظهر بمظهر الجدية، وكان معروفًا بعدم إظهار ابتساماته أمام الجمهور أو حتى في مواقف اجتماعية. في إحدى المناسبات، قال لأحد أصدقائه المقربين: "أحيانًا، يقولون لي إنني لا أبتسم أبدًا، وأنا دائمًا في حالة من الجدية. لكن في الحقيقة، لا أبتسم لأنني أخشى أن أُسجل في التاريخ كمُلحن مبتسم!".
وظهر هذا الموقف بشكل فكاهي خلال أحد اللقاءات الإعلامية، عندما سُئل عن سبب تعبيره الجاد، فأجاب السنباطي ضاحكًا: "أنا لا أبتسم، لكن هذا لا يعني أنني لا أستمتع. أنا أستمتع بصوت الموسيقى أكثر من أي شيء آخر. ليس كل شيء يحتاج إلى ابتسامة!". وكان في إجابته يعكس شخصيته العميقة التي لا تبالي بالأضواء أو الانطباعات الجانبية.

تعليق طريف على تعبيراته أثناء العزف
في أحد اللقاءات الصحفية، سُئل السنباطي عن السبب وراء تعبيره الجاد والمركّز أثناء عزفه على البيانو. فأجاب قائلاً: "لو كنت أبتسم، كان الجميع سيظن أنني ألعب وأهزر، بينما أنا أخلق أعظم لحن في تاريخ الموسيقى العربية! يجب أن أكون جادًا لتقديم فنٍ حقيقي". وكان ذلك ردًا فكاهيًا يعكس التزامه العالي بالموسيقى، بالرغم من طبيعته الجادة.

قصة "إبريق الشاي" في بروفات العمل
في إحدى البروفات الموسيقية، كان السنباطي مع فرقته يعمل على أحد الألحان الجديدة، وعندما أخذت البروفات وقتًا أطول من المتوقع، بدأ أحد العازفين في الحديث عن موضوع بعيد عن الموسيقى. في تلك اللحظة، رد السنباطي قائلًا: "إذا كنت تريدون الشاي، فلا تعكرون جوّنا بمناقشاتكم، علينا أن نركز في اللحن! لكن إذا أردتم، يمكنني أن أغني لكم أغنية إبريق الشاي !". بالطبع، كان السنباطي يمازحهم بأسلوبه الطريف.

ردًّا على من قال له: "أنت لا تبتسم"
ذات مرة، قال له أحد المقربين: "يا رياض، أنت لا تبتسم أبدًا! لماذا؟". أجاب السنباطي بنبرة هادئة: "ابتسامي في الموسيقى أصدق من ابتساماتي أمام الناس. في لحظات العزف والتلحين، أنا في عالم آخر، لا أحتاج إلى أية ابتسامات أمام الجمهور، لأنني أعيش لحظة الفن الحقيقية".
وكان السنباطي يعبر عن فكرة أن الفنون الحقيقية لا تحتاج إلى مسرحيات وابتسامات سطحية، بل تحتاج إلى تركيز وتفاني في العمل. هذه كانت رؤيته الخاصة للفن، والتي جعلته يبقى دائمًا في طليعة المبدعين.

الطرائف في تعاملاته مع الفرق الموسيقية
أثناء بروفات إحدى الحفلات، كان السنباطي دائمًا يفرض نظامًا دقيقًا على الفرق الموسيقية. في إحدى المرات، فوجئ أحد العازفين وهو يعزف بطريقة غير دقيقة في إحدى المقطوعات، فقال له السنباطي مازحًا: "عندما تعزف بهذه الطريقة، تصبح موسيقاك كالماء الساخن! لا يمكن لأحد أن يشربه!". أثار هذا التعليق ضحك الجميع، ولكن كان السنباطي يقصد من ورائه أن الموسيقى يجب أن تكون شديدة الدقة والتركيز.

غضب السنباطي من المقارنة بأم كلثوم
في أحد الحوارات الصحفية، سُئل السنباطي عن رأيه في المقارنة المستمرة بينه وبين أم كلثوم، وخاصة في ظل شهرتها الواسعة وحجم النجاح الذي حققته. فأجاب بغضب ساخر: "هل تعرفون لماذا لا أريد أن أغني مثل أم كلثوم؟ لأنني لو فعلت ذلك، سأكون في قفصٍ لا أستطيع الخروج منه، في ظل تلك المقارنات المستمرة! أنا أحب أن أظل خلف الكواليس، حيث أستطيع أن أعيش حياتي كما أريد". هذا الرد كان مليئًا بالتواضع والسخرية في آن واحد، مما يعكس شخصيته المركبة.
رياض السنباطي، رغم جديته وتركيزه العميق في عمله، كان أيضًا صاحب روح مرحة وطريفة في بعض الأحيان. وبدلاً من أن يتحمل عبء المقارنات والتوقعات، اختار أن يكون خلف الأضواء ملحنًا عبقريًا يضيف للبشرية أجمل الألحان. كانت روح السخرية في ردوده وحس الدعابة الذي يرافقه دائمًا جزءًا من شخصيته التي لا تُنسى.



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظننتك ستهل علي هذا المساء
- هذا المساء
- كنت شقية
- هكذا ترحل الفراشات
- لنا لقاء
- ثَمَّةَ بُعدٌ ثامنٌ للغُربة
- زرياب الموسيقي... زرياب المخترع
- فريدريك شوبان: شاعر البيانو وعبقري الألحان
- طرائف فريدريك شوبان
- موزارت... العبقري الذي عزف وهو يضحك
- وليد غلمية: رائد النهضة السمفونية العربية
- الأقليات في الشرق الأوسط بقلم جوزيف ب. شيختمان
- فريدريك شوبان: شاعر البيانو وعبقري الألحان، محمد عبد الكريم ...
- بيتهوفن: بين العبقرية والفوضى، محمد عبد الكريم يوسف
- عبد الوهاب... والمزمار المكسور: طرائف الأسطورة الموسيقية
- باخ: الأب الذي أنجب 20 عازفًا، محمد عبد الكريم يوسف
- خصّص مساحة لنفسك، بيتر أتكنز، ترجمة محمد عبد الكريم يوسف
- بيتهوفن... الذي صرخ في وجه الكون: -أنا لا أسمعكم!-، محمد عبد ...
- طرائف منصور الرحباني، محمد عبد الكريم يوسف
- عاصي ومنصور وفيروز: الثالوث الماسي الذي غزا قلوب العرب، محمد ...


المزيد.....




- -عرس الجن-.. فنان كويتي شهير يدعو الأهالي لتجنب اصطحاب أطفال ...
- بعد أكثر من 14 عاما من الغياب .. مسرح الغرفة إلى الواجهة مجد ...
- أفلام صيف 2025.. منافسة ساخنة بين توم كروز وبراد بيت وسوبرما ...
- كيف يغير الذكاء الاصطناعي بيئة العمل الصحفي؟
- الوجه المخفي ل -نسور الجمهورية- في فيلم طارق صالح
- -فنان العرب- يتعرض لوعكة صحية ويكشف عن حالته بعد اعتذاره عن ...
- مهرجان كان: الممثل طاهر رحيم يفقد 20 كيلوغراما لأداء دور مدم ...
- شاكيرا تتعرض لموقف محرج على المسرح وتعلق عليه (فيديو + صورة) ...
- دور الرواية الفلسطينية كسلاح في مواجهة الإحتلال
- الشتات الفلسطيني والمقاومة ضد التحيزات الإعلامية في أميركا ا ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الكريم يوسف - السنباطي... الذي رفض الغناء كي لا يُقارن بأم كلثوم!