أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد عبد الكريم يوسف - عاصي ومنصور وفيروز: الثالوث الماسي الذي غزا قلوب العرب، محمد عبد الكريم يوسف














المزيد.....

عاصي ومنصور وفيروز: الثالوث الماسي الذي غزا قلوب العرب، محمد عبد الكريم يوسف


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 8339 - 2025 / 5 / 11 - 00:47
المحور: قضايا ثقافية
    


عاصي ومنصور وفيروز: الثالوث الماسي الذي غزا قلوب العرب


عندما نتحدث عن الموسيقى اللبنانية والفن العربي بشكل عام، لا يمكن أن نغفل عن "الثالوث الماسي" الذي أسّس لأسلوب موسيقي رائع ومتألق: عاصي الرحباني، منصور الرحباني، وفيروز. هذا الفريق الذي أسهم في تحويل الأغنية اللبنانية إلى أداة للتمثيل الثقافي والفني على مستوى الوطن العربي.

نستعرض في هذا المقال طرائف هذا الثالوث الماسي، الذي تمكّن من جعل الفن اللبناني جزءًا لا يتجزأ من الذاكرة الفنية العربية. ورغم الجدية والمهنية التي ميزت أعمالهم، كانوا دائمًا ما يتمتعون بحس فكاهي ومرِح يعكس قوتهم الشخصية ودفء علاقتهم ببعضهم البعض.


1. "عاصي الرحباني.. الأب الروحي للثلاثي":

عاصي الرحباني كان عراب الموسيقى في الثالوث الماسي، ورغم عبقريته الفنية وموهبته الكبيرة، إلا أنه كان يتمتع بروح مرحة وفكاهية تنعكس على تعامله مع الزملاء وأفراد أسرته. في إحدى المرات، كان عاصي يتدرب مع فيروز على أحد الأغاني، فغضب منها لأنها كانت تُخطئ في غناء كلمة واحدة بشكل متكرر، ثم انفجر ضاحكًا وقال: "إن لم تعجبك الكلمات، سنجعلها مجرد أصوات، المهم أن تكون فيروز". هذه الطرفة تُظهر مدى التفهم والتسامح الذي كان يتمتع به عاصي، فقد كان يعلم أن الفن يحتاج إلى الإبداع، ويريح نفسه بنفسه باستخدام خفة الظل في مواجهة المواقف الصعبة.


2. "منصور الرحباني.. الفكاهي والمبدع":

كان منصور الرحباني معروفًا بحسه الفكاهي، الذي يعكس شخصيته الهادئة والمرحة في نفس الوقت. في إحدى المرات، كان منصور يعمل على ترتيب كلمات إحدى الأغاني الجديدة، فأصابته نوبة ضحك مفاجئة عندما قال في مزاح لفيروز: "إذا غنتِ هذه الأغنية بهذه الطريقة، ستكسرين كل القلوب". كان منصور، مع شقيقه عاصي، يحرص على إضافة لمسات من الدعابة بين فترة وأخرى في عملية الكتابة والتلحين. مما جعلهما يتمتعان بمسيرة فنية ليست فقط عميقة في معانيها، ولكن مرحة وملهمة أيضًا.

3. "فيروز.. السيدة التي لا تغني فقط، بل تعيش الفن":

أما فيروز، تلك الأسطورة التي حملت في صوتها عبق لبنان وجماله، فقد كانت دائمًا تثير الجدل مع لحظات طريفة داخل الاستوديو وخارجه. في أحد الأيام، بينما كانت في الاستوديو مع عاصي ومنصور في أثناء تحضير ألبوم جديد، كانت تفكر في كيفية أداء أحد المقاطع بشكل أفضل. فقالت لهم بابتسامة: "إذا لم أتمكن من أداء هذه الجملة كما يجب، سأغنيها بطريقة مختلفة تمامًا!"، وفعلاً غنت الجملة بشكل مختلف، مما جعل الجميع ينفجرون في الضحك. لم تكن فيروز فقط فنانة عالية القدر، بل كانت أيضًا تتقن خفة الظل في اللحظات التي تحتاج فيها إلى التفريغ النفسي وسط الضغوطات.


4. "التفاهم الفطري بين عاصي ومنصور وفيروز":

من أروع الطرائف التي تجمع عاصي و منصور و فيروز، كانت تلك اللحظات التي كانوا فيها يتعاونون سويًا على مشروع فني. كان منصور معروفًا بحبه للمرح، بينما كان عاصي جادًا جدًا في شغفه بالموسيقى، وكان فيروز توازن بين الجدية والفكاهة بطريقتها الخاصة. في إحدى الجلسات، تبارى الثلاثة في استخدام كلمات غريبة وغير مألوفة لصياغة كلمات أغنية جديدة. كان منصور يضحك قائلاً: "نحن لا نحتاج إلى كلمات عادية، دعونا نكتب أغنية عن كل ما هو غير عادي!"، في حين كان عاصي يضيف بجدية، "لكن يجب أن تكون الكلمات متناغمة مع اللحن حتى تصبح الأغنية قادرة على التأثير". في النهاية، كانت النتيجة مزيجًا من الجدية والمزاح، أسفر عن عمل فني يتجاوز جميع الحدود.

5. "فيروز والمزاح مع الجمهور":

رغم شهرتها الكبيرة وصوتها الذي يخطف الأنفاس، كانت فيروز تتمتع بروح الدعابة الخفية، التي كانت تظهر بشكل بسيط أثناء حفلاتها. في إحدى المرات، بينما كانت تقدم إحدى أغانيها الشهيرة، سقط منها الميكروفون فجأة، فابتسمت وقالت للجمهور: "أعتقد أن الميكروفون أصبح يفضل الراحة الآن!"، مما أسعد جمهورها وضحكهم. كانت لحظات من هذا النوع تبين أن فيروز لم تكن مجرد فنانة كبيرة، بل كانت أيضًا شخصًا محببًا للجميع بحسها اللطيف.


6. "عاصي ومنصور.. الغرابة في اختيار المواضيع":

في إحدى المرات، أثناء تحضير عاصي و منصور لعمل فني جديد، قررا العمل على فكرة غريبة جدًا لم تكن قد تم تناولها في الأغاني العربية من قبل، وهي قصة "الغريب الذي جاء من بعيد" و"الشخص الذي لا ينتمي لأي مكان". كان ذلك في فترة سبعينات القرن الماضي، وهي فترة كانت تحفل بالعديد من القضايا الاجتماعية. ومن خلال دعابتهما، قررا أن يضمنا كلمات الأغنية أغاني عن "الجبال" و "البحار" و"الغيوم"، ليأتي الصوت الأنثوي لـ فيروز ويغنيها بكل رقة وجمال.


7. "العمل الجماعي في أروع صوره":

في النهاية، كان عاصي و منصور و فيروز يشكلون معًا واحدًا من أكثر الفرق تكاملًا في تاريخ الموسيقى العربية. ورغم الجدية التي تميز أعمالهم، كانوا يملكون ذلك الإحساس بالفكاهة الذي كان يظهر في اللحظات غير المتوقعة. كان عاصي و منصور دائمًا يعبران عن فكرتهما بروح من التعاون والمرونة، في حين كانت فيروز تضفي على أعمالهم لمسة من السحر الذي لا يُضاهى.


عاصي الرحباني، منصور الرحباني، وفيروز، ليسوا فقط رموزًا للفن اللبناني، بل أيضًا للنضوج الفني والإنساني الذي يجمع بين الجدية والمرح. ومع كل طن من الفن الذي قدماه للأجيال، يظهر أن الطرائف واللحظات الفكاهية كانت تشكل جزءًا من شخصية هذا الثالوث الذي أسس لقاعدة موسيقية قوية جدًا في عالمنا العربي.



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط بشار الأسد: نقطة تحول تاريخية في سوريا وتداعيات إقليمية
- التدريب الافتراضي بالمحاكاة في التفاوض والقيادة ، محمد عبد ا ...
- كيف تدفع المرأة زوجها إلى الخيانة الزوجية؟ محمد عبد الكريم ي ...
- كيف يُدمر الإهمال العاطفي وغياب الحميمية الزواج؟ محمد عبد ال ...
- لماذا تستخدم الجيوش البدو في عملياتها العسكرية ، محمد عبد ال ...
- تاريخ الاحتلال في سوريا: من الأكاديين إلى الأتراك ، محمد عبد ...
- في سوريا ، كل الطرق تؤدي إلى روما
- لماذا تقبل المرأة أن تكون زوجة ثانية؟ محمد عبد الكريم يوسف
- سوريا في خطر: أمة على مفترق طرق
- يساء فهمها ومعاملتها وتتعرض للتحريف: محنة العلويين المسلمين ...
- عقلية الثورة و عقلية الدولة، محمد عبد الكريم يوسف
- علم الأخطاء: أهم عشر فوائد للتعلم من الأخطاء
- عطش الثورات للدماء: دراسة مقارنة للثورتين الفرنسية والإنجليز ...
- متى تنتهي الصراعات داخل الإسلام؟ محمد عبد الكريم يوسف
- مفهوم الحنين
- هل يقف المؤرخ دانيال بايبس إلى جانب إسرائيل في أعماله؟
- التهديد الذي يواجه الفكر البشري: دور الذكاء الاصطناعي في الت ...
- الإبداع: التدفق الفكري وعلم نفس الاكتشاف والاختراع،
- العوامل الاقتصادية التي تحدد نتائج الانتخابات،
- الفجوة بين الإيمان والعقل في المجتمع العربي، محمد عبد الكريم ...


المزيد.....




- بيانات جديدة وتراشق بين بوسي شلبي وورثة محمود عبدالعزيز
- بوتين: قوات كييف انتهكت مرارا وتكرارا قرار وقف الضربات على م ...
- بوتين: روسيا تدعو كييف لاستئناف المحادثات المباشرة دون شروط ...
- قبيل جولة جديدة من المفاوضات إيران تحذّر: لن نتراجع عن حقوقن ...
- فرض إغلاق شامل على 150 ألف شخص لعدة ساعات بعد انتشار سحابة س ...
- نواب فرنسيون يحيون في الجزائر ذكرى مجازر 8 مايو عام 1945
- احتفالات النصر.. فشل الغرب بعزل روسيا
- الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يزور جمهورية الشيشان ال ...
- بوتين يجري 14 مباحثات على هامش احتفالات عيد النصر
- حين تتمرّد الآلات.. موجة حوادث مروّعة حول العالم تكشف الوجه ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد عبد الكريم يوسف - عاصي ومنصور وفيروز: الثالوث الماسي الذي غزا قلوب العرب، محمد عبد الكريم يوسف