محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)
الحوار المتمدن-العدد: 8353 - 2025 / 5 / 25 - 00:16
المحور:
الادب والفن
(إلى روح أمي سميحة – أم محمد)
على طاولةِ الصبحِ،
كانتْ يدَاها
تُرتِّبُ صحنَ المودَّةِ
بالزيتِ
والزيتونِ
وشيءٍ من النعنعِ المتعبِ القلبِ
من ماضياتِ الغيومْ…
تُضيفُ الحكاياتِ
رَشّةَ حامضْ،
وتنثرُ حبّاً
كأنّ الثّرى
تفتّحَ بالزعترِ المختومْ…
وتهمسُ:
خذْ خبزكَ،
كُنْ طيّباً مثلَ ثومي،
بصوتٍ خفيفٍ،
وشيءٍ من السُّكْرِ
في نَغمةِ المرحومْ…
أيا صحنَ زيتٍ
تحنَّى بظلِّ يديها،
أما آنَ للصبحِ أن يستقيمْ؟
رحلتْ
وتركتَ لنا الطبقَ الملكيَّ…
هذا السلامُ الذي لا يُهزمُ
هذا الوطنْ…
من نعناعِها
والحنانِ القديمْ…
---
وعندما كبرْنا…
وباتتْ يدانا
تُعدّانِ أطباقنا كيف نشاءْ،
بقي طبقُها المفضَّلُ
مفضَّلًا…
يُعَلّمني الحنينُ إليهِ
كيف يكون ردُّ الجميلْ،
كيفَ تُصاغُ العواطفُ
من زيتِ قلبٍ
ومن طهْرِ ثومٍ
ومن نَفَسِ الخبزِ
حين يلينْ…
أيا أمِّيَ…
يا سرَّ هذا المذاقِ
الذي لا يُقالْ…
سأبقى إذا جاءني ضيفُ وجعي،
أُقدّمُه صامتاً،
كما كنتِ،
أحملُ حبّكِ
في صحنِ زيتٍ
ونعناعِ طهرٍ
وشيءٍ من الحامضِ الدافئِ
العالقِ الآنَ
بين فمي
والسنينْ…
#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)
Mohammad_Abdul-karem_Yousef#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟