محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)
الحوار المتمدن-العدد: 8361 - 2025 / 6 / 2 - 01:44
المحور:
الادب والفن
نمشي…
وحقيبةُ أعمارِنا مثقلةٌ
بالأسى،
بالعناوينِ التي تغيّرت،
بالوجوهِ التي لم تَعُد
تتذكرُ أسماءَنا.
نحنُ أبناءُ الانتظارِ،
نغني للحلمِ حينَ يشيخ،
ونرسمُ للغدِ
عصفورَ طينٍ،
وأجنحةً من وهم.
في الليلِ،
يهمسُ ظلُّنا لظلِّه:
"هل ننجو؟
هل نحنُ حقًا هنا؟
أم محضُ فكرةٍ
تاهت في دماغِ إلهٍ ناعس؟"
نطرقُ أبوابَ الصباحِ
ولا أحد يفتحُ...
فكلّ الأجراسِ
مُبرمجةٌ على الصمت،
وكلّ الأملِ مؤجَّلٌ
لحكومةِ الغدْ،
وكلُّ الذي في الجيوبِ
هواءٌ…
وقليلٌ من أغنيةٍ
لم تكتمل.
وغدًا…
يومٌ آخر،
تنهضُ فيه المقابرُ
تعدُّ أرقامَها،
وتنسى أن تمسحَ
دمعَ الأمهاتِ،
ويبدأ العشبُ
يبحثُ عن لونٍ جديدٍ
لا يشبه الدم.
وغدًا…
يومٌ آخر،
نَعلِّقُ فيه القصائدَ
على حبالِ الغسيل،
ونرجو أن تمطرَ
غيمةٌ
من معنى.
وغدًا…
حين يشيبُ الانتظارُ
في صدورِ المساكين،
سنفهمُ أن الغدَ
ليس وعدًا،
بل وهمٌ
يصنعهُ الخائفونَ
كي ينجوا من لحظاتهم.
لكننا…
سنكتبُه رغم كلّ شيء،
ونرسمُه في دفاتر أطفالنا
بسعادةٍ مزيفة،
ونقول:
"غدًا… يومٌ آخر،
وقد يأتي الخير…
وقد لا يأتي".
#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)
Mohammad_Abdul-karem_Yousef#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟