أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد عبد الكريم يوسف - هاندل : عبقري الموسيقى الذي كان يحب المزاح!














المزيد.....

هاندل : عبقري الموسيقى الذي كان يحب المزاح!


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 8359 - 2025 / 5 / 31 - 20:00
المحور: قضايا ثقافية
    


جورج فريدريك هاندل (1685-1759) هو أحد أعظم المؤلفين الموسيقيين في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية، ويُعرف بأعماله الجليلة في مجال الأوبرا والموسيقى الدينية. ورغم شهرته كمؤلف موسيقي مبدع، فقد كان يمتلك جانبًا فكاهيًا مرِحًا للغاية، وكان له العديد من الطرائف التي جعلته واحدًا من الموسيقيين المحبوبين، سواء في محيطه الاجتماعي أو بين أصدقائه. ومن خلال قصصه وحكاياته الطريفة، يظهر أن هاندل كان يحب المزاح، وكان يرى في الموسيقى وسيلة للتعبير عن شخصيته المُفعمة بالحياة.

إليك أبرز الطرائف التي ارتبطت بـ هاندل خلال مسيرته الموسيقية المدهشة.

1. الجدية المبالغ فيها مع المال... ثم النكتة

كان هاندل معروفًا بجديته الشديدة في التعامل مع المال، وخاصة عندما كان يعمل في لندن. فقد كان يبحث دائمًا عن طرق لزيادة دخله من خلال الحفلات الموسيقية التي كان يعزفها، وكان يولي تفاصيل الأمور المالية اهتمامًا كبيرًا. وفي أحد المرات، اتفق هاندل مع أحد المنتجين على دفع أجر مُحدد مقابل أدائه في إحدى الحفلات. وعندما وصل وقت الدفع، طلب هاندل المبلغ بشكل جاد وصارم، مما أثار دهشة المنتج.

وفي اليوم التالي، عندما ذهب المنتج إلى هاندل ليُسلمه المبلغ المتفق عليه، وجد هاندل في مزاجٍ فكاهي، فألقى نكتة قائلاً: "إذا كنت قد دفعت لي هذا المال من أجل الموسيقى، فأنا أعتقد أنني سأحتاج إلى المزيد من المال لكي أستطيع أن أشرح لهم لماذا لا يحبونها!". كانت هذه النكتة خفيفة وتُظهر مرونة هاندل في التعامل مع الأمور المالية.

2. اللقاء الساخر مع الملك

في إحدى الحفلات التي كانت تحت رعاية الملك البريطاني جورج الثاني، كان هاندل قد أعدّ عرضًا موسيقيًا ضخمًا مليئًا بالإبداع. وعندما كان الملك يستمع للموسيقى، بدأ يشعر بالملل، فحاول أن يظهر علامات الضجر على وجهه. فلاحظ هاندل ذلك، فوقف فجأة وقال له ممازحًا: "يا جلالة الملك، إذا كنت لا تحب هذه الموسيقى، فبإمكانك أن تجد شيئًا آخر تحبه في المسرح المجاور!". لم يتوقع الملك هذا الرد، ولكنه ضحك، وأُعجب بروح الدعابة التي كان يتمتع بها هاندل.

3. الطرفة مع العازفين

كان هاندل معروفًا بصرامته في العمل، وكان يدير فرقته الموسيقية بحزم. ومع ذلك، كان دائمًا يُسهم في إضافة نكهة من المرح في أثناء التدريبات. في إحدى الحفلات، كان أحد العازفين يخطئ في عزفه بشكل مستمر، فبدلاً من أن يُغضب هاندل أو يعنفه، التفت إليه قائلاً: "هل تعتقد أنني قد أضع موسيقى محبطة في هذا الجزء؟ إذن سنكتفي بعزف الجزء المفقود معًا". ضحك الجميع، وتقبل العازف مزاحه، وأصبح الجو أكثر استرخاءً بعد ذلك.

4. المفاجأة في "المسيح"

أحد الأعمال الشهيرة التي قام بتأليفها هاندل هو "المسيح" (Messiah)، الذي يُعد من أعظم الأعمال الموسيقية في التاريخ. أثناء تحضيره لهذه القطعة الموسيقية الضخمة، أظهر هاندل مزاجًا متقلبًا، حيث كان بين لحظة وأخرى يتنقل بين الجدية التامة والسخرية الخفيفة. في أحد الأيام، أثناء انشغاله بتأليف هذا العمل، طلب من مساعده أن يجلب له قلمًا، وقال له: "أنا أحتاج إلى قلم حتى أتمكن من كتابة هذه القطعة، وإلا سأقوم بكتابة جزء من "المسيح" بمخالب القط!". تلك الدعابة كانت تعكس كيف أن هاندل لم يكن يأخذ الأمور بجدية مطلقة حتى في ظل تأليفه لأحد أعظم أعماله.

5. المرح مع الأصدقاء والموسيقيين

كان هاندل يحب أن يتنقل بين محيطه الاجتماعي بشكل منتظم، وكان يُحيي حفلات مع أصدقائه الموسيقيين. في إحدى الحفلات التي جمعت بينه وبين بعض المؤلفين البارزين، كانت الجوائز تُوزع على الفائزين في مسابقات موسيقية طريفة. وقبل أن يبدأ هاندل عزفه، قام بتقديم عرض نكتة عن "الموسيقيين الفقراء"، مما جعل الجميع يضحكون بشدة.

وكان هاندل يصر على أنه إذا لم يتمكن من إضافة لحظات من الفرح والسخرية في حياته، فلن تكون لديه القوة لإكمال أعماله الفنية. في إحدى الأمسيات، قال لرفاقه: "نحن الموسيقيين نحتاج إلى كميات هائلة من الطعام والشراب... وإن لم تُعطونا ذلك، سنُصبح موسيقيين فقيرين مثل الألحان التي نعزفها!".

6. الرفض المضحك لعرض تكريم

في إحدى المرات، حاول أحد الداعمين الماديين لهاندل أن يُقدّم له جائزة كبيرة، قائلاً له: "أنت تستحق التكريم، وبالتأكيد يمكنني منحك شيئًا يليق بك". فابتسم هاندل وأجاب: "أشكرك على الجائزة، ولكن إذا كانت الجائزة بمثل هذه السخاء، فربما ستحتاج إلى فئة جديدة من الجوائز: الجائزة للذين لا يعرفون كيف يكسبون المال!". كانت هذه إجابة ساخرة لكنه في الوقت ذاته أظهر تواضعه وعدم اكتراثه بالمال.

خلاصة

كان هاندل شخصًا مليئًا بروح الدعابة التي تُكمل عبقريته الموسيقية. رغم الجدية التي كانت تهيمن على عمله كمؤلف موسيقي، فقد كان دائمًا يتنقل بين العزف الجاد والنكات الطريفة، مما جعله شخصًا محببًا ليس فقط للموسيقيين الذين كانوا يعملون معه، بل أيضًا لجمهوره.

لطالما كان هاندل يُظهر للآخرين أن الموسيقى ليست مجرد شيء جاد ومهيب، بل هي وسيلة للفرح والضحك أيضًا. وأثبت بذلك أن المرح والسخرية لا يتعارضان مع العبقرية الفنية، بل يمكن أن يكونا جزءًا من تكوين الموسيقى التي تجلب البهجة للجميع.



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكاء الصناعي والذكاء الروحي والمحاكاة الافتراضية للوعي الب ...
- عناق... تحت قمر المساء
- أنا وظلي...
- خبّروها...
- وتبقى في قلبي للأبد
- في الغرب يمنحون الإحساس للروبوتات
- غدًا... عندما نهرم
- أسمهان : الجمال والفكاهة في عالم الفن
- فيض غياب
- الطائفيةُ ليلٌ داجٍ
- لعينيكِ
- طبقُ اليومِ الملكيّ
- أحلى خبرْ
- نورٌ ونار
- الأبعاد الفلسفية في شعر هنري زغيب
- إلياس الرحباني... النغمة الثالثة في عائلة الإبداع
- السنباطي... الذي رفض الغناء كي لا يُقارن بأم كلثوم!
- ظننتك ستهل علي هذا المساء
- هذا المساء
- كنت شقية


المزيد.....




- -تُبت إلى الله-.. داعية مصري يثير التكهنات حول اعتزال المطرب ...
- طهران تهدد بالردّ الصارم على أي خطوة إسرائيلية متهورة
- جولة مفاوضات ثانية في إسطبول بين الروس والأوكرانيين
- إيران: سنرد على المقترحات الأمريكية وفق مصالحنا الوطنية والت ...
- السيسي يلتقي وزير خارجية إيران ويحذر من حرب شاملة
- تركيا تأمل بأن يتم في نهاية المطاف لقاء بين بوتين وزيلينسكي ...
- غروسي يؤكد دور مصر -الواضح- في محاولة تسوية الملف النووي الإ ...
- السعودية.. حجّاج من الصين ينظفون شوارع مكة المكرمة
- مباحثات أمنية بين مديري المخابرات السودانية والإثيوبية في بو ...
- مغردون: هجوم أوكرانيا على روسيا يستدعي ذكريات بيرل هاربر ومخ ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد عبد الكريم يوسف - هاندل : عبقري الموسيقى الذي كان يحب المزاح!