أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - إيران تكسر وهم الحصانة الصهيونية....الوعد الصادق٣...














المزيد.....

إيران تكسر وهم الحصانة الصهيونية....الوعد الصادق٣...


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8373 - 2025 / 6 / 14 - 19:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"ريشون لتسيون" المدينة التي تقع جنوب "تل أبيب"، أصيبت مساء أمس الجمعة ١٣/يونيو/٢٠٢٥ في مقتل، نتيجة الضربة الإيرانية التي جاءت كرد مباشر على الهجوم الصهيوني الغادر الذي استهدف منشآت حساسة داخل الأراضي الإيرانية صباح الجمعة.
"ريشون لتسيون" أول مستوطنة صهيونية تأسست عام ١٨٨٢. وتعني التسمية "قلت أنا أولا لصهيون"، وهي مأخوذة من ما يسمى ب "سفر أشعياء". لذلك فهي تمثل رمزا مركزيا في المشروع الاستيطاني اليهودي.
وقد شُيدت بواسطة مجموعة "أحباء صهيون" بدعم من البارون "إدموند روتشيلد"، لتكون نموذجا للنهضة الزراعية الصهيونية. وقد تمددت هذه المستوطنة جغرافيا واقتصايا مع الوقت، لتصبح اليوم رابع أكبر مدينة في دولة الاحتلال من حيث عدد السكان، كما أنها تعد مركزا صناعيا وتكنولوجيا يلتقي فيه الطابع المديني مع العمق الأيديولوجي الصهيوني.

ولأنها تحمل في طياتها ذلك الرمز الذي يحمل بين طياته دلالات سياسية وأمنية يفتخر به المشروع الصهيوني ولا ينفصل عن طبيعة الصراع، فقد حمل استهدافها من قبل إيران رسالة ذات أبعاد استراتيجية مفادها أن عمق دولتكم المزعومة والتي تزعمون بأنها محصنة، لم تعد بمنأى عن صواريخنا ونصلها متى أردنا.

ومن هنا فإن الهجوم الذي نفذته إيران مساء أمس والذي كما ذكرت، جاء ردا على الأحداث التصعيدية أهمها الهجوم الأخير الذي طال مواقع عسكرية وعلمية في اختراق فاضح لسيادتها كدولة ذات نفوذ إقليمي، نُفذ باستخدام صواريخ دقيقة وطائرات مسيرة متطورة مثل مسيرة آرش التي يصل مداها إلى ألفي كيلومتر تقريبا، استطاعت تخطي منظومات الدفاع من "القبة الحديدية" إلى "مقلاع داوود" ف "ثاد الأمريكية" وغيرها من المنظومات، برغم الدعم الأمريكي والبريطاني وقلبت أسطورة "الملاذ الآمن" داخل المدن الكبرى في دولة الاحتلال وأنها مجرد وهم. وقد صرح الحرس الثوري الإيراني*استخدمنا منظومات وصواريخ ذكية ذات دقة عالية في عملية الوعد الصادق ٣*.

و "نتنياهو" الذي بات يراهن على الحرب كمهرب من أزماته السياسية والشخصية، وجد في استهدافه لإيران فرصة لتوحيد الجبهة الداخلية وتحويل الأنظار عن الانقسامات الداخلية الشعبية داخل دولته، وخاصة بعد التظاهرات المتواصلة ضد تعديلات القضاء واتهامات العبث بالديمقراطية.

إن رعونة "نتنياهو" في اتخاذ قرار بهذا الحجم جاءت نتيجة شعور متضخم بالعزلة السياسية ورغبة عميقة في فرض نفسه كلاعب إقليمي مهيمن، حتى لو كان الثمن إدخال دولته في مواجهة مباشرة مع قوة كبرى مثل إيران.

كما أن الأهم من كل ذلك، قد يكون البعد النووي الذي دفعه لهذه الضربة في هذا التوقيت وبأن إيران باتت تملك مخزونا من اليورانيوم المخصب بنسبة تقترب تقنيا من حد التصنيع العسكري للقنبلة النووية. بل إن بعض التقديرات تشير إلى أن طهران قد تكون على بعد أسابيع فقط من امتلاك القدرة الكاملة لصنع رأس نووي واحد على الأقل. وقد صرح الصحفي والكاتب اليهودي "نداف ايال" بهذا الشأن في منشور نشره على حسابه على منصة إكس قائلا "إن أحد الأهداف المهمة لعملية "كأشبال الأسد" هو إحباط البرنامج النووي الإيراني".

وأمام هذا السيناريو، رأى نتنياهو أن تأخير الضربة قد يعني التسليم بإيران نووية، وهو ما يعتبره تهديدا وجوديا لدولة الاحتلال، ولا يمكن السكوت عنه ضمن العقيدة "الأمنية الصهيونية". ومن هنا، جاء الهجوم كخطوة استباقية تهدف إلى كبح هذا التقدم.

وعودا إلى "ريشون لتسيون" فإن ضربها قد شكل لحظة فارقة في تاريخ الصراع. فقد تهشمت أسطورة "التفوق المطلق"، وبدأ الداخل اليهودي يتذوق مرارة الهشاشة التي لطالما عاشها المدنيون في غزة ولبنان وسوريا واليمن. وأن الصراع لم يعد محصورا في الحدود فقط بل انتقل إلى المدن والمنازل والمراكز الحيوية.

ونستطيع القول أن نتنياهو اختار الوقت الأخطر، وفتح الباب الأصعب، فتحولت "ريشون لتسيون" من رمز للتمدن الصهيوني إلى شاهد على فشل ادعائهم بفكرة "الأمن المطلق والحصانة"، وعلى أن بداية مرحلة جديدة قد بدأت، تكشفها الأيام القادمة...



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفكيك المكان لا يُفكك الهوية..مخيم جنين لن ينحني
- -لافندر- و-أين أبي-.. أنظمة قتل ذكية أم أدوات إبادة رقمية؟
- رغم القهر.. العيد يولد في غزة..
- التجويع كسياسة..والكرامة كعقيدة..لن نرفع الراية البيضاء..
- *ما تعالجني يا دكتور*...حينما يصبح الوجع أكبر
- -مسيرة الأعلام-...طقوس رعب أم احتفال نصر؟
- مجزرة مدرسة فهمي الجرجاوي وطغيان ما بلغ مداه إلا تمهيدا لانك ...
- الخبز الممنوع.. مصطفى صرخة لن تهدأ في زمن الخذلان
- المتطرف -موشيه فيجلين- وحربه مع جيوش الرضّع في غزة..
- مجزرة أبو شوشة...جريمة في ظلال النكبة
- نداء عاجل إلى ما تبقى من وجه الإنسانية
- من فردان إلى خانيونس..لا شيء تغير في المنظومة الأخلاقية
- جيش مضطرب وجنود منتحرون..انهيار داخلي في المؤسسة العسكرية ال ...
- من وامعتصماه إلى موائد النفاق...غزة تقاتل وحدها
- غزة ليست للبيع..حين يتحدث المستعمر بلسان المستثمر
- من -تسالا جيس- إلى نساء غزة، وازدواجية المعايير
- مستشفى غزة الأوروبي يخرج عن الخدمة..ومليارات عربية لسيد القص ...
- -القربان- كأداة استعمار...الأقصى بين سلاحين
- حين تفقد القوة بوصلتها..التيه العبري تحت أقدام السابع من أكت ...
- القسام تفتح أبواب الجحيم في رفح


المزيد.....




- باسل عدرا.. مخرج فلسطيني حائز على -الأوسكار- لـCNN: جنود إسر ...
- النيبال تفتح صفحة جديدة.. رئيسة الوزراء تبدأ ولايتها بزيارة ...
- أوروبا تحت ضغط -الحرب الهجينة-: هل يقترب الناتو من لحظة المو ...
- فرنسا وألمانيا ترسلان طائرات للمساعدة في حماية المجال الجوي ...
- -أقسم على القرآن-.. قائد الدعم السريع رئيسًا للحكومة الموازي ...
- رئيس الوزراء العراقي للجزيرة: العدوان على قطر تهديد لأمن كل ...
- الحرب على غزة مباشر.. عشرات الشهداء في غزة ومواجهات بين الفل ...
- اتفاق ينهي أشهرا من التوتر بطرابلس الليبية
- العملاق البافاري يحقق فوزا بخماسية على هامبورغ.. ودورتموند ي ...
- إيقاف طبيبة بريطانية بارزة عن العمل بعد تضامنها مع غزة والمق ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - إيران تكسر وهم الحصانة الصهيونية....الوعد الصادق٣...