أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - -القربان- كأداة استعمار...الأقصى بين سلاحين














المزيد.....

-القربان- كأداة استعمار...الأقصى بين سلاحين


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8341 - 2025 / 5 / 13 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للقرابين في الفكر الصهيوني عمق رمزي يرتبط بفكرة "الخلاص" وعودة "المخلص المنتظر" الذي لن تتم عودته إلا بإعادة بناء "الهيكل الثالث" المزعوم مكان المسجد الأقصى بعد هدمه. وبحسب خرافات كتب اليهود فإنه في القرن الأول الميلادي حيث تم تدمير الهيكل الثاني" على يد الرومان، فقد انتهى زمن الذبائح في اليهودية التقليدية. غير أن الفكر الصهيوني الحديث، أعاد إحياء هذه الفكرة العقائدية بهدف ربطها بالأرض والهوية والدولة. بمعنى أن هدف إحياء هذه الفكرة، هو سياسي استعماري إحلالي.

واليوم ما تسمى بمنظمات "جبل الهيكل" وهي جماعات يمينية متطرفة تعمل لأجل "هدم المسجد الأقصى" وبناء "الهيكل الثالث" على أنقاضه وتحظى بدعم حكومي، لم تعد تخفي أهدافها، بدليل التصريحات الموثقة من قبل قياداتهم والتي تقول "نحن نهيئ المذبح، وننتظر اللحظة المناسبة لإقامته مكان المسجد الأقصى".

وبناء على ذلك فإنه لا مجال للغرابة أو الدهشة من مشهد المستوطن الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يحاول إدخال "قربان" إلى المسجد الأقصى عبر باب الغوانمة بتاريخ ١٢/مايو/٢٠٢٥. فهو إعلان عقائدي صريح ومحاولة لتطبيق ما تسعى إليه جماعة "جبل الهيكل" لإحياء ما يسمى "الهيكل الثالث"، ومحاولة لفرض السردية "التوراتية" بالقوة على حساب التاريخ والهوية الإسلامية وأحقية الأمة الإسلامية بالمسجد الأقصى الذي يعتبر رمزا إسلاميا.

هذا المسجد الذي يجتمع عليه اليوم سلاحين. سلاح الاحتلال العسكري وسلاح "اللاهوت الاستيطاني".
وما محاولة ذلك المستوطن إدخال "القربان" وذبحه، إلا إعادة مشهد تتواطأ فيه دولة الاحتلال مع "جماعات الهيكل"، بهدف تحطيم أحد أعمدة ثوابت الهوية الإسلامية في القدس.

فأين هي الامة الاسلامية مما يحدث؟ أين هي من صلاح الدين الذي حرر مسجدها ذات وقت؟ بل أين هي من معركة البراق، حين انتفضت فلسطين بكامل مدنها وقراها وزحفت نحو حائط براق نبيهم دفاعا عنه؟ أين هذه الأمة ممن ضحوا بأرواحهم فداء لقدسية المكان؟ أين هي من محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير الذين علقتهم بريطانيا على أعواد مشانقها لتربي بهم الأمة؟ أين الأزهر؟ وأين الجيوش العربية التي باتت بضاعة تُعرض في "فاترينات" الدول بعتادها ودباباتها وطائراتها، تتحرك فقط لحماية العدو؟.
أي ذل هذا الذي وصلت إليه خير أمة أخرجت للناس، وخطوط الكرامة والعقيدة تُداس بأقدام مستوطني الشتات؟ فهل تنتظر أن ينصب المذبح فوق قبة الصخرة حتى تنتفض؟
هل تنتظر أن يراق دم "القرابين" على ساحات المسجد الأقصى؟ ألا يكفيها ان ساحات المسجد الأقصى باتت مسرحا لأداء الطقوس "التلمودية" الفاسدة؟

ولكن....يبقى الأمل...

فبالأمس حين نامت الأمة عن استباحة المسجد الأقصى، أيقظها صلاح الدين. والعدو إن ظن أن بوابات المسجد ستبقى مغلقة أمام الجهاد إلى الأبد، فهو قد نسي أن خلفها أمة وإن خمدت فإنها لا تموت..



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تفقد القوة بوصلتها..التيه العبري تحت أقدام السابع من أكت ...
- القسام تفتح أبواب الجحيم في رفح
- -مايك هكابي- من دبلوماسي إلى صاحب -نبوءات- و -مبشر-
- المؤامرة الصامتة والأسلحة المحرمة..احموا الأرحام في غزة
- غزة ستكتب نهاية -جدعون- وعرباته
- من اللد إلى -بن غوريون-..صاروخ اليمن يفتح ذاكرة ٤¤ ...
- -ترامب- بلباس -البابا-.. مزحة عابرة أم رسالة سلطوية؟
- أنظمة بلا ضمير... وأطفال بلا خبز
- الحرب الرمادية على غزة حرب تدار في الخفاء..
- وجه آخر لحرب التجويع في غزة
- أجهزة الحجارة الناطقة بالكاميرات..تسقط أمام وعي المقاومة..
- -نتنياهو- يكذب بغباء...
- غزة تكتب حكاية كسر السيف وتعيد صياغة معادلات الردع
- قصف بالجملة..والأرواح مجرد أرقام وسط عاصفة الخلافات..
- من -كامب ديفيد- إلى طوابير الجوع وقرقعة الأواني الفارغة
- الصور كأداة قمع وحرب نفسية ضد الأسرى في سجون الاحتلال
- مجزرة صفّورية....جرح في ذاكرة الوطن
- لغة استعمارية وقحة..-دانييلا فايس-
- - فتحت أبواب الجحيم في غزة- القناة العبرية ١٤
- “فحم ليوم الاستقلال بأسعار زهيدة جدا-..


المزيد.....




- هدوء حذر في العاصمة الليبية بعد اشتباكات دامية أوقعت 6 قتلى ...
- -أكبر صفقة أسلحة في التاريخ-...اتفاق ضخم بين واشنطن والرياض ...
- مصدر لـCNN: رهائن مٌطلق سراحهم من غزة يتوجهون إلى قطر تزامنً ...
- -هذه ليست السعودية التي زارها ترامب من قبل- - نيويورك تايمز ...
- إسبانيا: حادث مأساوي في لا غوميرا.. انقلاب حافلة يودي بحياة ...
- مقتل ثاني مرشح لرئاسة بلدية في المكسيك قبيل انتخابات الأول م ...
- تونس.. أين وصل ملف النفايات الإيطالية وما مصير المتورطين؟
- اجتماع ولي العهد السعودي والرئيس الأمريكي في قصر اليمامة بال ...
- -ذا ناشيونال-: الرئيس السوري أحمد الشرع سيتوجه إلى السعودية ...
- البيت الأبيض ينشر أبرز الصفقات الموقعة مع السعودية عقب جولة ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - -القربان- كأداة استعمار...الأقصى بين سلاحين