أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - -ترامب- بلباس -البابا-.. مزحة عابرة أم رسالة سلطوية؟














المزيد.....

-ترامب- بلباس -البابا-.. مزحة عابرة أم رسالة سلطوية؟


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8332 - 2025 / 5 / 4 - 18:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"دونالد ترامب" الذي كان قد أكد خلال حملته الرئاسية لعام ٢٠١٦ على عقيدته "المشيخية"، عاد في أكتوبر/٢٠٢٠ ليعلن أنه لم يعد يعتبر نفسه "مشيخيا" بل "مسيحيا غير طائفي" وهي نوع يتكون من "الكنائس والمسيحيين الأفراد الذين ينأون بأنفسهم عادة عن الطائفية".

اليوم يصرح أنه يرغب أن يكون خلفا ل "البابا فرانشيسكو" الذي توفي بتاريخ ٢٦/ابريل/٢٠٢٥ ، قائلا "أود أن أصبح البابا، سيكون هذا خياري".
ثم ظهر بتاريخ ٣/مايو/٢٠٢٥ بلباس "البابوية" في صورة أثارت جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وهذه الصورة لا يمكن قراءتها كمجرد مزحة عابرة، بل إنها تبدو وكأنها جزء من استراتيجية رمزية مدروسة، تهدف إلى إعادة ترسيخ صورته كقائد يتجاوز السياسة وكونه رئيس للولايات المتحدة الأمريكية، ويتلبّس دورا هو يراه أبعد من السياسة ألا وهو "البعد الروحي المقدس" الذي يمنحه ما يريد. وما يريده "ترامب" اليوم هو امتلاك "الحق المطلق" في اتخاذ قرارات كبرى دون مساءلة.
صورة إنما تعبر عن إعلان سلطوي خطير للعالم أنه أي "ترامب" هو منبع القرارات، والحكم المطلق عليه".

هذا التوظيف الرمزي للدين ليس جديدا على ترامب. فمنذ بداياته في البيت الأبيض، لم يتردد في مخاطبة "القاعدة الإنجيلية المحافظة" بلغة "دينية"، بحيث جعل من نفسه أداة لتنفيذ "إرادة إلهية" كما رآها أنصاره على حد زعمهم.

وصورة اليوم تتجاوز القارة الأميركية وتصل رسائلها إلى الشرق الأوسط الملتهب، حيث ملفات كبرى كإيران، اليمن وغزة،.
وقد شاهدنا خطاب ترامب الأخير في حفل تنصيبه الأخير كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية وسمعنا تلويحه باستخدام القوة، وقدم نفسه كصاحب القرار الحاسم في القضايا الدولية الشائكة ووعد حينها بسلام اتضح فيما بعد أنه كاذب. فالحرب على بلداننا تضاعفت وباتت أكثر عنفا ووحشية. ومارس بالنسبة لدولة الاحتلال دوره ك "ماشيح مخلص" وقائدا لمعركة الخلاص الأخيرة، المعركة التي تحدث عنها قادة الاحتلال "المعركة بين الظلام والنور".

فهدد هذا "المخلص" أيران وقصف اليمن وزاد جرعة الوحشية على غزة، وأخيرا ظهر بهيئة "رجل دين"، ليضيف إلى قوته السياسية والعسكرية كما ذكرنا آنفا ذلك البعد "اللاهوتي" في محاولة لإضفاء قداسة على قراراته، لتظهر أي معارضة له كأنها معارضة من وجهة نظره لما هو "حق إلهي".

ففي غزة، حيث يعاني شعبنا المكلوم من القصف والحصار والجوع، وحيث تتداخل المصالح الأميركية مع سياسات الدولة الصهيونية المتطرفة، تبدو هذه الصورة بمثابة استفزاز رمزي. ف "ترامب" الذي نقل السفارة الأميركية إلى القدس في ولايته الأولى، واعترف بضم الجولان السوري، يظهر اليوم وكأنما يكرّس فكرة أنه "المخلص" بالفعل للشعب اليهودي. وهذا يعطي غطاء أيديولوجيا لأي دعم غير مشروط من الولايات المتحدة الأمريكية لدولة الاحتلال، ويجعل من عدائه للمقاومة الفلسطينية وكل من يساندها وتحديدا اليمن، أمرا مطلقا .

فالصورة ليست عبثية، بل رسالة سياسية مدروسة تُبث عبر الإعلام تحمل رموزا وإشارات يريدها "ترامب" ويقول للعالم من خلالها "أنا فوق الجميع، وأقاضي بالسلطة الدينية وأفعل ما أراه صوابا دون أن يحاسبني أحد".



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنظمة بلا ضمير... وأطفال بلا خبز
- الحرب الرمادية على غزة حرب تدار في الخفاء..
- وجه آخر لحرب التجويع في غزة
- أجهزة الحجارة الناطقة بالكاميرات..تسقط أمام وعي المقاومة..
- -نتنياهو- يكذب بغباء...
- غزة تكتب حكاية كسر السيف وتعيد صياغة معادلات الردع
- قصف بالجملة..والأرواح مجرد أرقام وسط عاصفة الخلافات..
- من -كامب ديفيد- إلى طوابير الجوع وقرقعة الأواني الفارغة
- الصور كأداة قمع وحرب نفسية ضد الأسرى في سجون الاحتلال
- مجزرة صفّورية....جرح في ذاكرة الوطن
- لغة استعمارية وقحة..-دانييلا فايس-
- - فتحت أبواب الجحيم في غزة- القناة العبرية ١٤
- “فحم ليوم الاستقلال بأسعار زهيدة جدا-..
- -كتائب الدفاع الإقليمي- والاستيطان
- دخان يخرج من جثامين الشهداء وأنظمة عربية لن تخرج من لعنة الل ...
- دعم بلا قيود..شحنات الموت وتمكين الاستعمار الصهيوني
- اقتحامات تدوس على كرامة الأمة وأقصى لا يحرره غير السلاح
- معتقل الموت..مجدو وحادثة تسمم الأسرى ابريل/٢٠ ...
- ليلة حرق المعمداني 13/أبريل/2025 وسياسة التدجين
- الضفة الغربية...إلى أين؟؟؟


المزيد.....




- أين اختفى اليورانيوم الإيراني -عالي التخصيب-؟.. و-قيصر- أقوى ...
- زيلينسكي: يجب محاكمة جميع مجرمي الحرب الروس بمن فيهم بوتين
- الاحتلال يقصف نازحين ويجدد استهداف المجوعين في غزة
- -قرار أميركي صارم- بعد تسريب نتائج الضربات على إيران
- إسرائيل تتساءل: أين 400 كيلوغرام من يورانيوم إيران المخصب؟
- قوات إسرائيلية في إيران.. زامير يكشف -مفاجأة ما بعد الحرب-
- هل انتهى «العد التنازلي لزوال إسرائيل»؟ فرانس24 تتحق
- الناتو يرسم مستقبل الامن الجماعي في لاهاي
- ويتكوف يأمل باتفاق سلام مع إيران وماكرون يدعوها للتعاون مع و ...
- إيران تعيد فتح مجالها الجوي جزئيا بعد وقف إطلاق النار مع إسر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - -ترامب- بلباس -البابا-.. مزحة عابرة أم رسالة سلطوية؟