أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الضفة الغربية...إلى أين؟؟؟














المزيد.....

الضفة الغربية...إلى أين؟؟؟


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8310 - 2025 / 4 / 12 - 16:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ استيلاء دولة الاحتلال على الضفة الغربية وشرقي القدس عام ٦٧، كانت سياسة هدم المنازل والمنشآت الفلسطينية قد شكلت واحدة من أبرز أدواتها في فرض السيطرة وإعادة تشكيل الجغرافيا الديموغرافية بما يخدم مشروعها الاستيطاني الإحلالي. وقد وثق المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان مؤخرا تصعيدا خطيرا في هذه السياسة، حيث نفّذ الاحتلال في غضون عشرة أيام فقط، خمسة عشر عملية هدم، دمر خلالها ٢٤ منزلًا و ٥٨ منشأة، وهو مؤشر على توجه متسارع نحو تطهير مساحي جديد.

هذه السياسة ليست معزولة عن السياق الاستعماري الطويل، بل هي امتداد لمنظومة أيديولوجية بدأت مع المشروع الصهيوني نفسه الذي رأى في الأرض الفلسطينية "أرضا بلا شعب لشعب بلا أرض". لكن الواقع الحقيقي يقول أن الشعب الفلسطيني موجود ومتجذر في أرض أجداده، وله حقوق تاريخية وسياسية وثقافية.
سياسة الهدم ليست بالجديدة، فمنذ عام ٤٨ ودولة الاحتلال تستخدم آليات الهدم بشكل ممنهج. حيث هجرت ما يزيد عن 750 ألف صاحب حق من الشعب الفلسطيني، ودمرت أكثر من ٥٠٠ قرية.

ثم تكرّر المشهد ذاته بعد عام ٦٧, حين هُدمت أحياء بأكملها في القدس مثل حي المغاربة.

اليوم، يُمارس الهدم تحت ذرائع قانونية زائفة، مثل البناء "غير المرخص"، رغم أن ما تسمى بسلطات الاحتلال نادرا ما تمنح الفلسطينيين تصاريح للبناء، بينما تسهل التوسع الاستيطاني بوتيرة متسارعة.

هذا الاستخدام "القانوني" للهدم ليس إلا غطاء لسياسة تهدف إلى تقليص الوجود الفلسطيني بل والتخلص منه، خاصة في المناطق التي تستهدفها دولة الشتات للضم الفعلي، مثل القدس والمنطقة التي يطلق عليها بالمنطقة "ج" والتي تشكل ٦٠% من الضفة الغربية.

سياسة الهدم تنتهك بشكل صارخ القانون الدولي المزيف، واتفاقيات جنيف الرابعة التي تحظر تدمير الممتلكات في الأراضي المحتلة إلا "للضرورة العسكرية" القصوى، وما أكثر ضرورات دولة الاحتلال!!.

كما تنقض قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة التي أكدت مرارا عدم شرعية الاستيطان ووجوب وقف جميع الإجراءات الأحادية. ومع ذلك، تستمر دولة الاحتلال بالإفلات من العقاب، مدفوعة بدعم دولي، أو على الأقل بصمت دولي، يُفسَّر في الغالب على أنه ضوء أخضر للمضي قدما. ومن يقرأ تاريخ الجمعية العامة ولمَ قامت، سيعرف أنها من المظلات السياسية التي تحمي هذه الدولة منذ ١٩٤٨.

والجدير بالذكر أن عمليات الهدم ليست فقط تدميرا ماديا بالنسبة للفلسطيني، بل هو تدمير اجتماعي واقتصادي ونفسي. فالعائلات تُشرّد، والأطفال يفقدون شعورهم بالأمان، والمجتمع يُضعف من الداخل. بالإضافة إلى أنه رسالة سياسية واضحة،، أن هذا الفلسطيني غير مرحّب به في أرضه، وأن أي محاولة للثبات ستُقابل بالقمع، والمتتبع للأحداث سيكتشف ذلك..
كما سيكتشف بأن المحافل الدولية تقف خلف ذلك كله بدعمها الفاضح له، بما فيها المحاكم الجنائية الدولية. ولن ينفع ما ينقله الإعلام لهذه المحافل من حقيقة أن هذا التصعيد في سياسة الهدم، ما هو إلا جزء من محاولة الدولة المارقة فرض "حقائق على الأرض" قبيل أي تسوية سياسية محتملة، لتظهر فيها كأنها تحكم وقائع لا يمكن الرجوع عنها.

غير أن التاريخ الفلسطيني علمنا أن الجغرافيا قد تُجرح، لكنها لا تُمحى، طالما بقي هناك شعب يؤمن بعدالة قضيته ويتمسّك بأرضه.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشجاعية لم ولن تسقط...مجزرة ٩/إبريل/٢٠٢ ...
- بيت دراس...ذاكرة لا تنسى
- رأس حمزة شاهد في محكمة الآخرة
- البوابات الحديدية..ما قصتها؟؟
- ماذا بقي من الإنسانية؟ مجزرة رجال الدفاع المدني
- ليلة حرق الكلمة السادس من إبريل/٢٠٢٥
- هل ستكون رمال موراغ مقبرة أخرى؟؟
- متى نكسر الأقفال ونخرج من الأقفاص؟؟
- مجازر الثالث من نيسان/٢٠٢٥ في مدارس غزة
- لماذا رفح؟؟
- لو كانت جثة فرعون تنطق لأخبرته بذلك.
- حين ألبسته الكفن بدل ثياب العيد
- امرأة من رفح.. وجع يمشي على الأرض
- ستفشل كما فشلت كل مرة...
- الحرب الفاشية تعود إلى غزة ١٨/آذار
- القوانين الدولية والاتفاقيات تسقط في وحل حصار غزة
- ما بين قرط ساندي بيل وقرط روح الروح يتقزم الخيال وتتضخم الحق ...
- الاستيطان الرعوي أداة سريعة لقضم الأراضي الفلسطينية
- البحث عن الهوية في رواية مرايا القدس-سفر سقوط الأقنعة للكاتب ...
- كأنه لم يجرب أداة الحصار من قبل


المزيد.....




- صحيفة: فرنسا تدرس نقل سجنائها إلى دول في أوروبا الشرقية
- الشرع: سوريا طوت صفحة الماضي ولن تكون ساحة لتقاسم النفوذ
- نجاة مسؤول أمني ليبي من محاولة اغتيال في طرابلس (فيديو)
- الإمارات تعلن تنفيذ إجلاء طبي عاجل لــ188 من المرضى ومرافقيه ...
- وزير الخارجية الأوكراني يلتقي روبيو والسيناتور غراهام في ترك ...
- بتوجيه من القيادة.. وزير الدفاع السعودي يلتقي الرئيس الإمارا ...
- ليبيا.. المجلس الرئاسي يعلن وقفا شاملا لإطلاق النار في طرابل ...
- الدفاع الهنغارية تنفي التقارير التي تفيد بإسقاط مسيرة أوكران ...
- -مخلفات حرب-.. انفجار مدو بمستودع نفايات يسقط قتلى وجرحى في ...
- واشنطن بوست: زيلينسكي اعترض على إرسال وفده إلى إسطنبول


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الضفة الغربية...إلى أين؟؟؟