أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - ماذا بقي من الإنسانية؟ مجزرة رجال الدفاع المدني














المزيد.....

ماذا بقي من الإنسانية؟ مجزرة رجال الدفاع المدني


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8306 - 2025 / 4 / 8 - 15:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رسمت همجية الاحتلال في نهاية آذار/٢٠٢٥ أبشع لوحاتها حين استهدفت من يفترض أنهم آخر خطوط الإنسانية...
فحين لبى فريق مشترك من الدفاع المدني والهلال الأحمر وإحدى الوكالات الأممية نداءات استغاثة أطلقها مدنيون جرحى ومحاصرون في منطقة تل السلطان غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة، أمطرهم جيش الاحتلال اللاأخلاقي بالرصاص والقذائف فاختلطت أجسادهم بأجساد من هرعوا لإنقاذهم، في مشهد لم يكن مجرد مأساة مكررة بل إعلان صريح أن لا حرمة حتى لمن يمثلون رمزا لنجدة الآخرين.

واستهداف طواقم الدفاع المدني في غزة ليس بالأمر الجديد. فقد أقدمت عصابات الاحتلال ومنذ بداية الحرب على غزة بعد السابع من أكتوبر وتحديدا بتاريخ ١٦/أكتوبر/٢٠٢٣ على قصف مقرين للدفاع المدني أحدهما يقع شرق غزة والثاني في حي تل الهوى جنوب غرب غزة. حيث أسفر الاستهدافان عن ارتقاء عدد من شهداء الدفاع المدني. وغيرها من الاستهدافات كان آخرها استهداف نهاية آذار/٢٠٢٥، ليصل عدد شهداء الدفاع المدني إلى ١١٠ بحسب مصادر الدفاع المدني. والذريعة من قبل دولة الاحتلال دائما أنهم عناصر من حماس.

فالفلسطيني منذ عام ٤٨ وهو يركض بقدمين عاريتين فوق حقول من رماد. يحمل على كتفيه تاريخه وقضيته بالإضافة إلى طفله وذكرياته.
سبعة عقود ونيف من الجراح والآلام والفقد لم تروض إرادة شعب آمن أن البقاء مقاومة، وبرغم الاجتياح والقصف والتهجير المتكرر ينهض ويواصل لملمة روحه المبعثرة أسفل الركام.

والسياسة التي لطالما سُلب منها الضمير حين يتعلق الأمر بالفلسطيني، تتذرع دائما "بحق الدفاع عن النفس" وتنسى أن هذا المدافع ما هو إلا مصاص دماء يعتاش على هذه الكذبة، يوجه سلاحه نحو من هرع بسترته البرتقالية التي لا تقيه غدر ذلك السلاح ليضمد الجراح وينتشل جثامين الأبرياء الذين جلهم من الأطفال فق لأنه فلسطيني.
هرع صاحب السترة البرتقالية لا ليخوض معارك غير معركة إنقاذ الأرواح المكلومة المظلومة. فأي حق في الدفاع عن النفس هذا الذي يعطي الحق في استهداف كوادر الدفاع المدني؟.

لا شيء يبرر تلك المجزرة ولا نص قانوني ولا اعذار حرب يمكنها التبرير، غير أن كل ما يُرتكب في غزة قابل للتبرير والتزوير وقلب المسميات..

ونقول للصامتين والداعمين وخاصة من الدول العربية أن غزة هي البوصلة، من يخذلها يخذل الإنسانية، ومن يصمت على هذه الجريمة وغيرها من الجرائم البشعة هو مشارك في الجريمة.
والمشهد مهما حاولوا طمسه سيبقى مرآة لزمن يُختبر فيه معدن البشر فإما أن تكون مع الحق وتدافع عنه بالفعل لا بالكلام والشعارات الكاذبة وإما أن تكون مشاركا بالجرائم ملعونا إلى يوم القيامة.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة حرق الكلمة السادس من إبريل/٢٠٢٥
- هل ستكون رمال موراغ مقبرة أخرى؟؟
- متى نكسر الأقفال ونخرج من الأقفاص؟؟
- مجازر الثالث من نيسان/٢٠٢٥ في مدارس غزة
- لماذا رفح؟؟
- لو كانت جثة فرعون تنطق لأخبرته بذلك.
- حين ألبسته الكفن بدل ثياب العيد
- امرأة من رفح.. وجع يمشي على الأرض
- ستفشل كما فشلت كل مرة...
- الحرب الفاشية تعود إلى غزة ١٨/آذار
- القوانين الدولية والاتفاقيات تسقط في وحل حصار غزة
- ما بين قرط ساندي بيل وقرط روح الروح يتقزم الخيال وتتضخم الحق ...
- الاستيطان الرعوي أداة سريعة لقضم الأراضي الفلسطينية
- البحث عن الهوية في رواية مرايا القدس-سفر سقوط الأقنعة للكاتب ...
- كأنه لم يجرب أداة الحصار من قبل
- قرية ناصر الدين..كانت هنا وستنتفض كفينيق
- التحدي الكبير لا يجابه إلا بالتصدي الكبير
- مياه الليطاني والأردن ولاحقا النيل والفرات
- لا بقاء للصهيونية دون توسع
- من هو القادر على تقويض خطط التهجير؟؟


المزيد.....




- صحيفة: فرنسا تدرس نقل سجنائها إلى دول في أوروبا الشرقية
- الشرع: سوريا طوت صفحة الماضي ولن تكون ساحة لتقاسم النفوذ
- نجاة مسؤول أمني ليبي من محاولة اغتيال في طرابلس (فيديو)
- الإمارات تعلن تنفيذ إجلاء طبي عاجل لــ188 من المرضى ومرافقيه ...
- وزير الخارجية الأوكراني يلتقي روبيو والسيناتور غراهام في ترك ...
- بتوجيه من القيادة.. وزير الدفاع السعودي يلتقي الرئيس الإمارا ...
- ليبيا.. المجلس الرئاسي يعلن وقفا شاملا لإطلاق النار في طرابل ...
- الدفاع الهنغارية تنفي التقارير التي تفيد بإسقاط مسيرة أوكران ...
- -مخلفات حرب-.. انفجار مدو بمستودع نفايات يسقط قتلى وجرحى في ...
- واشنطن بوست: زيلينسكي اعترض على إرسال وفده إلى إسطنبول


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - ماذا بقي من الإنسانية؟ مجزرة رجال الدفاع المدني