أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - -كتائب الدفاع الإقليمي- والاستيطان














المزيد.....

-كتائب الدفاع الإقليمي- والاستيطان


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8316 - 2025 / 4 / 18 - 17:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظاهرة "كتائب الدفاع الإقليمي"، أو كما تُعرف بالعبرية "هاغمار"، هي مجموعات عسكرية شبه نظامية تتشكل من المستوطنين في الضفة الغربية، بدعم وتنسيق مباشر من جيش الاحتلال.

تعكس هذه الظاهرة سياسة صهيونية قديمة متجددة، تقوم على تسليح المدنيين اليهود تحت غطاء أمني، وتوظيفهم كأذرع ميدانية في خدمة المشروع الاستيطاني والهيمنة الأمنية، خاصة في المناطق التي تشهد احتكاكا دائما مع الفلسطينيين.

ظهرت هذه الكتائب بعد عملية السابع من أكتوبر ٢٠٢٣, التي شكلت نقطة تحول كبرى في التعامل الأمني والعسكري لدولة الاحتلال داخل الأراضي المحتلة. ويبدو أن صدمة العملية دفعت المؤسسة الأمنية إلى تبني سياسات أكثر تطرفا تتضمن إشراك المدنيين في المهام العسكرية، في ظل تراجع ثقة يهود الشتات في دولة الاحتلال بقدرة الجيش وحده على تأمين المستوطنات، خاصة تلك المعزولة في قلب المدن والبلدات الفلسطينية.

من الناحية التاريخية، لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تعتمد فيها دولة الاحتلال على تسليح المستوطنين، فقد سبق ذلك منذ الانتفاضة الأولى ١٩٨٧، وتزايد خلال الانتفاضة الثانية ٢٠٠٠. كما ويمتد هذا النوع من التسليح إلى ما قبل قيام الدولة بعقود وأقصد منذ إنشاء أول مستعمرة على أرض فلسطين.

وما يميز كتائب "الدفاع الإقليمي"، طابعها المؤسسي والرسمي، حيث يتم تدريب أفرادها وتسليحهم ببنادق من طراز "إم ١٦"، كما يتم منحهم صفة أمنية تكاد توازي صفة الجنود النظاميين، حتى أن بعضهم يرتدي الزي العسكري الصهيوني.

هذه الكتائب، التي تضم أكثر من ٥٥٠٠ مستوطن، تُعد بمثابة جيش ظل يعمل بشكل مباشر في خدمة مشروع السيطرة على الضفة الغربية وتوسيع الاستيطان.

سياسيا، تمثل هذه الظاهرة تكريسا لسياسة الأبارتهايد الصهيوني، حيث تُمنح طائفة من المدنيين اليهود صلاحيات أمنية داخل أراض محتلة، في حين يُحرم سكان الأرض الأصليون من أدنى حقوق الحماية أو الدفاع عن النفس. بل وتتحول هذه الكتائب إلى أداة مباشرة للاعتداء على الفلسطينيين، وفرض وقائع جديدة على الأرض عبر التهجير القسري، وحماية البؤر الاستيطانية، وفرض الطوق الأمني حول التجمعات الفلسطينية.

من الجدير بالذكر أن هذه الكتائب تنشط في كافة مدن وبلدات الضفة الغربية، لكن التركيز الأكبر لها يتمركز في مدينة الخليل، المعروفة بتعقيداتها الأمنية ووجود مستوطنات في قلب أحيائها. وقد شهدت المدينة في السنوات الأخيرة تصاعدا في وتيرة اعتداءات المستوطنين، ما يجعل وجود هذه الكتائب مقدمة لانفجار واسع قد يعيد مشهد الانتفاضات الفلسطينية إلى الواجهة.

وأخيرا يمكن القول أن كتائب "الدفاع الإقليمي" ليست مجرد رد فعل أمني طارئ، بل انها تشكل جزءا من بنية الاحتلال العميقة، الهادفة إلى تكريس الاستيطان وتحويل المستوطن إلى جندي دائم. وهذا ما عمل ويعمل عليه "بتسلئيل سموتريتش" و "بن غفير" حاليا بهدف إقامة بؤر استيطانية تعمل على تطويق البلدات الفلسطينية وقد أفردت مقالا لهذا الموضوع..
فمتى يستيقظ العرب على هذا الخطر الذي سيمتد إلى عقر دارهم؟؟



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دخان يخرج من جثامين الشهداء وأنظمة عربية لن تخرج من لعنة الل ...
- دعم بلا قيود..شحنات الموت وتمكين الاستعمار الصهيوني
- اقتحامات تدوس على كرامة الأمة وأقصى لا يحرره غير السلاح
- معتقل الموت..مجدو وحادثة تسمم الأسرى ابريل/٢٠ ...
- ليلة حرق المعمداني 13/أبريل/2025 وسياسة التدجين
- الضفة الغربية...إلى أين؟؟؟
- الشجاعية لم ولن تسقط...مجزرة ٩/إبريل/٢٠٢ ...
- بيت دراس...ذاكرة لا تنسى
- رأس حمزة شاهد في محكمة الآخرة
- البوابات الحديدية..ما قصتها؟؟
- ماذا بقي من الإنسانية؟ مجزرة رجال الدفاع المدني
- ليلة حرق الكلمة السادس من إبريل/٢٠٢٥
- هل ستكون رمال موراغ مقبرة أخرى؟؟
- متى نكسر الأقفال ونخرج من الأقفاص؟؟
- مجازر الثالث من نيسان/٢٠٢٥ في مدارس غزة
- لماذا رفح؟؟
- لو كانت جثة فرعون تنطق لأخبرته بذلك.
- حين ألبسته الكفن بدل ثياب العيد
- امرأة من رفح.. وجع يمشي على الأرض
- ستفشل كما فشلت كل مرة...


المزيد.....




- نائبة رئيس الوزراء الأوكراني تكشف بنود اتفاق المعادن المبرم ...
- تونس.. إيداع -تيك توكر- معروف السجن بتهم -ذات صبغة إرهابية- ...
- الكتب أم الشاشات؟.. دراسة تكشف الفرق في نشاط دماغ الطفل بين ...
- خطر كامن في البلاستيك يفاقم أمراض القلب عالميا
- طبيب نفسي يحدد الأسباب الحقيقية للغيرة
- دراسة صادمة.. أطعمة شائعة الاستهلاك تهدد الحياة أكثر من أحد ...
- طبيب يكشف عن فوائد صحية غير متوقعة للنوم عاريا
- رغم فوائدها العديدة.. دراسة تكشف عن تأثير خطير للقرفة على ال ...
- غزة.. أعلى معدل لمبتوري الأطراف عالميا
- المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: إيران لن تتنازل عن حقها ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - -كتائب الدفاع الإقليمي- والاستيطان