أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - من -كامب ديفيد- إلى طوابير الجوع وقرقعة الأواني الفارغة














المزيد.....

من -كامب ديفيد- إلى طوابير الجوع وقرقعة الأواني الفارغة


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8323 - 2025 / 4 / 25 - 17:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجوع هو اللاعب الأساسي اليوم في غزة.. فمشهد الأطفال المتكرر وهم يحملون الأواني الفارغة وينتظرون وجبة قد لا تأتي في طواابير الحظ استطاع تعرية الأنظمة العربية وفضح تواطئها الممنهج منذ بدايات الحرب بعد السابع من أكتوبر.
فحين يصبح الحصار أداة تفاوض، والجوع ورقة ضغط، فإن مشهد الطوابير على لقمة الحياة يصبح بالفعل تواطئ واضح يخدم استراتيجية العدو الصهيوني.

التقارير الدولية، كبيان منظمة أوكسفام الأخير، تشير إلى واقع مرعب...معظم الأطفال في غزة يعيشون على أقل من وجبة واحدة في اليوم وبعضهم لا يجدها، و٤٢٠ ألف شخص نزحوا من أماكنهم نتيجة الغارات ونقص الغذاء. ومع ذلك، لم نسمع موقفا نرفع به رؤوسنا من أي نظام عربي، فقط صمت مريب والصمت كما يقولون علامة الرضا.
الحدود مغلقة والمساعدات ممنوعة من الدخول والمعابر تخضع لعدو لا يرحم، تُحركه خرافات التلمود الدموية، وكأن الأطفال الذين يموتون هم ثمن مسبق لاستقرار كراسيها، وأقصد الأنظمة الصهيوعربية.

هذه الأنظمة، التي تتشدق بالسيادة، كانت أول من فرط بفلسطين، منذ لحظة توقيع اتفاقيات الذل، من كامب ديفيد إلى أوسلو، مرورا بوادي عربة وصفقات التطبيع واتفاقيات "أبراهام". كل تلك الاتفاقيات لم تكن إلا تنازلات متراكمة، أخرجت فلسطين من أولوياتها، وقدمت الأمن لدولة الشتات الغاصبة على كل ما عداه.

واليوم غزة من يدفع ثمن ذلك، ويُدفع الثمن من بطون الصغار الجائعة ودموع الأمهات اللواتي لا حيلة لهن أمام صراخهم.

ما نشهده اليوم هو امتداد مباشر لقرارات اتُخذت منذ عقود، أدت إلى قتل القضية، وإسكات الشعوب، وترويض الخطاب السياسي والإعلامي العربي. الأنظمة التي كانت تدّعي أن "القدس خط أحمر" بالنسبة لها، أصبحت اليوم علنا ترحب بمستوطني روسيا وبولونيا والمجر وغيرها من دول الشتات في منتجعاتها وفنادقها وتسوّق لاحتلالهم في إعلامها، وتشرعن وجودهم فوق الأرض التي اغتُصبت بالدم والحديد والنار.

إن أسوأ ما في هذا الواقع هو الموقف المخزي الرسمي العربي من دعم فلسطين إلى تجاهلها، ثم إلى الانخراط في تسويق الاحتلال نفسه كشريك اقتصادي وأمني.

وحتى بيانات الشجب المزيفة لم تعد تُكتب، ولم تعد المؤتمرات تُعقد حتى شكليا. أما الشعوب، فهي للأسف إما مكبّلة بالقمع، أو مغيّبة بالإعلام، أو منهكة بالبحث عن لقمة العيش، في بلدان تشبه غزة في فقرها، ولكن بلا صواريخ.

غزة اليوم عارية من الغطاء العربي. وكل من يتحدث عن التضامن دون فعل، هو شريك في الجريمة. وما يحدث هو نتيجة طبيعية لاستعمار لا زال يتحكم ببلداننا، حيث يقدّم الولاء للغرب ويقايض المبادئ بالمصالح، ودماء أهلنا في غزة تُستخدم لتبييض وجوه المطبعين التي ستبقى سوداء مهما حاولوا.

السكوت جريمة. والتبرير خيانة. وكل نظام عربي لم يتخذ موقفا حقيقيا من المجاعة في غزة خاصة والإبادة عامة، هو طرف مباشر في هذه المأساة. والتاريخ لا يرحم، وهذه اللحظة ستظل شاهدة على من ساند بالخذلان، وساهم بالصمت، وباع فلسطين مقابل ضمان كرسي أو صفقة سلاح.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصور كأداة قمع وحرب نفسية ضد الأسرى في سجون الاحتلال
- مجزرة صفّورية....جرح في ذاكرة الوطن
- لغة استعمارية وقحة..-دانييلا فايس-
- - فتحت أبواب الجحيم في غزة- القناة العبرية ١٤
- “فحم ليوم الاستقلال بأسعار زهيدة جدا-..
- -كتائب الدفاع الإقليمي- والاستيطان
- دخان يخرج من جثامين الشهداء وأنظمة عربية لن تخرج من لعنة الل ...
- دعم بلا قيود..شحنات الموت وتمكين الاستعمار الصهيوني
- اقتحامات تدوس على كرامة الأمة وأقصى لا يحرره غير السلاح
- معتقل الموت..مجدو وحادثة تسمم الأسرى ابريل/٢٠ ...
- ليلة حرق المعمداني 13/أبريل/2025 وسياسة التدجين
- الضفة الغربية...إلى أين؟؟؟
- الشجاعية لم ولن تسقط...مجزرة ٩/إبريل/٢٠٢ ...
- بيت دراس...ذاكرة لا تنسى
- رأس حمزة شاهد في محكمة الآخرة
- البوابات الحديدية..ما قصتها؟؟
- ماذا بقي من الإنسانية؟ مجزرة رجال الدفاع المدني
- ليلة حرق الكلمة السادس من إبريل/٢٠٢٥
- هل ستكون رمال موراغ مقبرة أخرى؟؟
- متى نكسر الأقفال ونخرج من الأقفاص؟؟


المزيد.....




- 60 قتيلًا في فيضانات مدمّرة شمال الصين.. ودار للمسنين تتحول ...
- استقالة رئيس وزراء ليتوانيا في إطار تحقيق بشأن مخالفات مالية ...
- ملف حصر السلاح يضع حزب الله والدولة اللبنانية على مفترق طرق ...
- السجن مدى الحياة لسويدي لدوره بقتل طيار أردني
- روبيو: الاعتراف بدولة فلسطينية يقوض المفاوضات ويزيد تعنت حما ...
- كاتب تركي: ما أهمية ميثاق التعاون الدفاعي بين تركيا وسوريا؟ ...
- العلاقات الروسية السورية.. اتفاقيات للمراجعة وملفات للمستقبل ...
- استهدفتها بأسلحة جديدة في مواقع مختلفة.. ما رسائل موسكو لكيي ...
- 15 قتيلا في هجوم روسي على كييف وزيلينسكي يدعو إلى -تغيير الن ...
- شاهد.. لحظة انقسام لعبة -البندول- في مدينة ملاهي بالسعودية إ ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - من -كامب ديفيد- إلى طوابير الجوع وقرقعة الأواني الفارغة