أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - - فتحت أبواب الجحيم في غزة- القناة العبرية ١٤














المزيد.....

- فتحت أبواب الجحيم في غزة- القناة العبرية ١٤


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8318 - 2025 / 4 / 20 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"فتحت أبواب الجحيم في غزة" القناة العبرية ١٤

بثت القناة ١٤ العبرية صورة تحمل عنوان "فُتِحت أبواب الجحيم في غزة".

ما حملته هذه العبارة ليس مجرد رسالة إعلامية عابرة، بل هي بيان صريح يكشف عن نهج أيديولوجي عميق الجذور في الوعي الصهيوني، يعكس استعلاء دمويا ونزعة تدميرية تستند إلى مبدأ الإبادة المعنوية والمادية للشعب الفلسطيني.

وهذا الخطاب ليس جديدا، بل يندرج في سياق تاريخي طويل من الشيطنة والتجريد من الإنسانية، ابتدأ منذ ٤٨ ولا يزال مستمرا حتى اليوم.

إن تصوير العدوان على غزة بهذه العبارات الملتهبة يحمل دلالة مزدوجة؛ فهو من جهة يحاول التسويق للعمل العسكري كعمل "مقدس"، ومن جهة أخرى هو تعبير عن سادية فكرية ترى في الدم الفلسطيني وقودا لتحقيق ما يسمى ب "الأمن القومي"، وفق منطق الأمن من جانب واحد لا يعترف بحقوق الآخر.

"أبواب الجحيم"، ليست توصيفا لحالة الصراع، بل تعبير عن رغبة محمومة في تحويل غزة إلى نموذج للعقاب الجماعي. وخطاب كهذا، حين يصدر عن مؤسسة إعلامية رسمية أو قريبة من اليمين السياسي المتطرف، ينسجم تماما مع سياسات حكومات الاحتلال المتوالية والتي ترى في غزة كيانا يجب احتواؤه بالنار، لا بالحوار، هو امتداد لخطاب "بن غوريون" حين قال إن "الكبار سيموتون والصغار سينسون"، وهو إعادة إنتاج لسياسات "آرييل شارون" الذي لم ير في القطاع إلا "قنبلة ديموغرافية موقوتة يجب تفكيكها".

منذ الانتفاضة الأولى وحتى حرب ٢٠٠٨، ثم الحروب المتعاقبة في ٢٠١٤، وحتى حرب ٢٠٢١ وغزة كانت دوما ساحة لتجريب الذخائر والأسلحة، ومسرحا لإرسال رسائل سياسية عبر الدم والركام.

ولعل أكثر ما يثير الغضب أن هذا التوصيف المتوحش، الذي يربط غزة بالجحيم، لا يصدر في الفراغ، بل يجد من يصفق له، ويجده مقبوللا بل ومبررا في عيون جزء كبير من الجمهور اليهودي الذي تربى على أن الفلسطيني هو التهديد الذي يهدد وجوده. فالفلسطيني في هذا الخطاب، هو "الإرهابي" الذي لا يستحق الحياة، بل الحصار والتجويع ثم القصف والإبادة.

لكن ما يغيب عن هذا الخطاب، عن قصد أو جهل، هو أن غزة، رغم الحصار والدمار، لم ولن تنكسر. فمن رحم النكبة خرجت المقاومة، ومن قلب المخيمات خرجت الانتفاضات، ومن تحت الأنقاض تخرج الحياة كل مرة بشكل أعند. هذا هو الجحيم الحقيقي بالنسبة لمن أراد لغزة أن تكون هشيما.

إن الصورة التي بثتها القناة ١٤ تمثل قمة التحريض وخطاب الكراهية، وهي جريمة أخلاقية يجب أن تُدان، لا أن تمر مرور االكرام. وعلى الاعلام الحر، وعلى الضمير العالمي، أن يتوقف عن الكيل بمكيالين، وأن يرى في كل قطرة دم فلسطيني مرآة لعجزه وتخاذله، لا مجرد خبر عاجل يُستهلك وينسى.

وحين يفتح الاحتلال "أبواب الجحيم" في غزة، فإنه يفتح أبواب التاريخ أيضا على مصراعيها، ليعيد كتابة الرواية من جديد، ولكن هذه المرة بدم الشهداء، وصمود شعب لا يعرف الانكسار.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- “فحم ليوم الاستقلال بأسعار زهيدة جدا-..
- -كتائب الدفاع الإقليمي- والاستيطان
- دخان يخرج من جثامين الشهداء وأنظمة عربية لن تخرج من لعنة الل ...
- دعم بلا قيود..شحنات الموت وتمكين الاستعمار الصهيوني
- اقتحامات تدوس على كرامة الأمة وأقصى لا يحرره غير السلاح
- معتقل الموت..مجدو وحادثة تسمم الأسرى ابريل/٢٠ ...
- ليلة حرق المعمداني 13/أبريل/2025 وسياسة التدجين
- الضفة الغربية...إلى أين؟؟؟
- الشجاعية لم ولن تسقط...مجزرة ٩/إبريل/٢٠٢ ...
- بيت دراس...ذاكرة لا تنسى
- رأس حمزة شاهد في محكمة الآخرة
- البوابات الحديدية..ما قصتها؟؟
- ماذا بقي من الإنسانية؟ مجزرة رجال الدفاع المدني
- ليلة حرق الكلمة السادس من إبريل/٢٠٢٥
- هل ستكون رمال موراغ مقبرة أخرى؟؟
- متى نكسر الأقفال ونخرج من الأقفاص؟؟
- مجازر الثالث من نيسان/٢٠٢٥ في مدارس غزة
- لماذا رفح؟؟
- لو كانت جثة فرعون تنطق لأخبرته بذلك.
- حين ألبسته الكفن بدل ثياب العيد


المزيد.....




- السعودية: فيديو القبض على 3 أشخاص سرقوا مركبة في وضع التشغيل ...
- ترامب يشعل ضجة بتصريح جديد عن سد النهضة الإثيوبي وتمويل أمري ...
- دون مغادرة الأرض.. محاكاة المشي على القمر في مدينة ألمانية
- إسبانيا: توقيف عشرة أشخاص إثر اشتباكات بين متطرفين يمينيين و ...
- جيل الاتفاق النووي بإيران بين رحى الخيبة وضريبة العقوبات
- حركة الشباب تسيطر على بلدة وسط الصومال وتواصل تقدمها
- عشرات الشهداء والجرحى بغارات الاحتلال على غزة
- الصين تتحدى رسوم ترامب الجمركية وتسجل نموا أفضل من المتوقع ف ...
- محاكمة مراهق سوري في برلين على خلفية مخطط لاستهداف حفل تايلو ...
- إصابة أربعة أشخاص في آخر جولة لمهرجان سان فيرمين للركض مع ال ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - - فتحت أبواب الجحيم في غزة- القناة العبرية ١٤