أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - حين تفقد القوة بوصلتها..التيه العبري تحت أقدام السابع من أكتوبر














المزيد.....

حين تفقد القوة بوصلتها..التيه العبري تحت أقدام السابع من أكتوبر


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8340 - 2025 / 5 / 12 - 13:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يطالعنا تقرير للصحفي والمراسل العسكري "آفي أشكنازي" في صحيفة "معاريف" العبرية بتاريخ ١١/مايو/٢٠٢٥ يبرز فيه تآكل الثقة في قدرة حكومة "نتنياهو" على الخروج من الحرب على غزة بنجاح، كما ينتقدها بصراحة ويحذرها من تكرار أخطاء تاريخية.

فبعد العام والسبعة أشهر من الحرب لا زالت دولة الاحتلال تقف أمام مشهد يخلو من المعالم والإحداثيات الواضحة. ورغم كل الدمار والإبادة التي تعرضت لها غزة فإن أهداف "نتنياهو" التي وعد في بداية الحرب بتحقيقها، لم تتحقق إلى اليوم. والنصر المطلق الذي يتبجح بإحرازه، لا يزال سمك صعب المنال في بحر تتلاطم فيه الأمواج. حتى أن وزير الدفاع الصهيوني السابق "يوآف غالانت" اعترف بأن دولته تبحر بلا خارطة.

يعيد هذا التخبط إلى أذهاننا ما حدث عقب اجتياح بيروت عام ٨٢ تحت عملية أطلقت عليها دولة الاحتلال "سلامة الجليل" بذريعة أن جماعة أبو نضال حاولت اغتيال سفير دولة الاحتلال لدى بريطانيا، ولكن الحقيقة كانت غير ذلك فمن ضمن أهدافها أن دولة الاحتلال أرادت إنشاء شريط أمني لإبعاد المقاومة الفلسطينية وحماية المستوطنات في الجليل. لكنها أي دولة الاحتلال سرعان ما اكتشفت بأنها تغرق في مستنقع مقاومة استنزافية، دامت حتى عام ٢٠٠٠ وخروجها المذلّ من لبنان.

واليوم يعيد المشهد نفسه ولكن في غزة المختلفة جغرافيا وديمغرافيا التي دخلها "نتنياهو" واعدا شعبه بتدمير حماس وتحرير الرهائن. غير أن المشهد لم يكن كما أراده "نتنياهو" فهو اليوم يبدو مشوشا وخاصة مع العمليات العسكرية البرية التي عمقت التناقضات وسط المفاوضات المتقطعة في القاهرة والدوحة. عداك عن أن الجيش يخوض حربا طويلة دون ميزانية مصادق عليها بسبب الخلافات السياسية حول التمويل العسكري ورفض المعارضة تمرير الميزانية لانعدام الأهداف الواضحة.
وتعتبر هذه سابقة منذ قيام دولة الاحتلال. ما ينعكس على الاستقرار الداخلي حيث الانقسامات بين تيار الأمن الذي يدعو إلى وقف الحرب واستعادة جميع الرهائن وبين تيار ديني متطرف يقوده اليمين ويرى في غزة معركة وجود يصعب التراجع عنها.

ومن النقاط الحساسة التي آثارها تقرير "أشكنازي" الآنف الذكر، هو إسقاط هذه الحرب على الوعي التاريخي اليهودي، حيث شبه دولته اليوم بتيه ما يسمى "تيه بنو إسرائيل" الذي استمر ٤٠ عاما بسبب المعصية وعدم الطاعة. ومعنى كلامه أن الدولة التي تأسست بعد ألفي عام من الشتات والتي لطالما تفاخر قادتها بتفوقها العسكري و الاستخباراتي، تجد نفسها اليوم عاجزة عن تحقيق نصر حقيقي على مقاومة محاصرة منذ ١٧ عاما.

لذلك فقد تكون هذه الحرب هي القاصمة لظهر دولة الاحتلال، والخسارة قد لا تكون عسكرية أو سياسية، بل وجودية.

فاستمرار الحرب دون أهداف واضحة يهدد بتقويض الفكرة التي قامت عليها العقيدة الصهيونية منذ عام ٤٨، وهي فكرة الردع. وإذا لم تراجع المؤسسة الصهيونية حساباتها وتدرك أن الأمن لا يبنى على القوة وحدها بل على رؤية تقنع الداخل قبل أن تردع الخارج.

ويأمل "آفي" في نهاية تقريره ساخرا أن يكون التيه الذي يجر "نتنياهو" دولة الاحتلال إليه بسبب المضي في الحرب بلا خريطة ولا بوصلة أن يكون قصيرا.

هذا التقرير يكشف لنا أهميةالسابع من أكتوبر، وأنه لم يكن دمارا لغزة كما يروج البعض، بل كان الشرارة المباركة التي كشفت هشاشة دولة الاحتلال وأسقطت وهم ردعها. لقد زلزل ذلك اليوم أركان منظومة أمنية تفاخر بها الاحتلال طويلا، وفضح تناقضاته الداخلية.
ما بعد السابع، ليس كما قبله، فهو بداية النهاية لمشروع استعماري فقد بوصلة البقاء.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القسام تفتح أبواب الجحيم في رفح
- -مايك هكابي- من دبلوماسي إلى صاحب -نبوءات- و -مبشر-
- المؤامرة الصامتة والأسلحة المحرمة..احموا الأرحام في غزة
- غزة ستكتب نهاية -جدعون- وعرباته
- من اللد إلى -بن غوريون-..صاروخ اليمن يفتح ذاكرة ٤¤ ...
- -ترامب- بلباس -البابا-.. مزحة عابرة أم رسالة سلطوية؟
- أنظمة بلا ضمير... وأطفال بلا خبز
- الحرب الرمادية على غزة حرب تدار في الخفاء..
- وجه آخر لحرب التجويع في غزة
- أجهزة الحجارة الناطقة بالكاميرات..تسقط أمام وعي المقاومة..
- -نتنياهو- يكذب بغباء...
- غزة تكتب حكاية كسر السيف وتعيد صياغة معادلات الردع
- قصف بالجملة..والأرواح مجرد أرقام وسط عاصفة الخلافات..
- من -كامب ديفيد- إلى طوابير الجوع وقرقعة الأواني الفارغة
- الصور كأداة قمع وحرب نفسية ضد الأسرى في سجون الاحتلال
- مجزرة صفّورية....جرح في ذاكرة الوطن
- لغة استعمارية وقحة..-دانييلا فايس-
- - فتحت أبواب الجحيم في غزة- القناة العبرية ١٤
- “فحم ليوم الاستقلال بأسعار زهيدة جدا-..
- -كتائب الدفاع الإقليمي- والاستيطان


المزيد.....




- بسبب زيارة إيران.. قائد الجيش في جنوب أفريقيا يضع بلاده في أ ...
- الهولنديون يهربون من حرّ الصيف إلى مياه القنوات والأنهار
- أزمة السكك الحديدية .. الحكومة الألمانية تطيح برئيس -دويتشه ...
- شروط نتنياهو لإنهاء الحرب وخطط إسرائيل لاحتلال غزة
- تفاصيل مشروع -إسرائيل الكبرى- كما يتخيله نتنياهو
- شاهد: غزية تنتشل جثمان والدها بعد 45 يوما من استشهاده
- زهران ممداني يكشف نصائح أوباما له بعد الفوز المفاجئ في الانت ...
- الحرائق المستعرة في اليونان تحاصر البشر والشجر والحيوانات أي ...
- قمةٌ بين ترامب وبوتين في ألاسكا - هل تَكتُبُ نهايةَ حرب أوكر ...
- تركيا تعلن عودة أكثر من 411 ألف سوري إلى بلادهم منذ سقوط الأ ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - حين تفقد القوة بوصلتها..التيه العبري تحت أقدام السابع من أكتوبر