أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - -مايك هكابي- من دبلوماسي إلى صاحب -نبوءات- و -مبشر-














المزيد.....

-مايك هكابي- من دبلوماسي إلى صاحب -نبوءات- و -مبشر-


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8336 - 2025 / 5 / 8 - 13:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حملت زيارة السفير الأمريكي لدى دولة الاحتلال "مايك هكابي" بتاريخ ٧/مايو/٢٠٢٥ لمستوطنة "شيلو" الواقعة شمال رام الله، دلالات رمزية وسياسية تتجاوز مجرد زيارة بروتوكولية، بعد أن افتتح جولته برؤية استشرافية لما أسماه بناء "الهيكل الثالث"، مع خمس بقرات حمراء كإشارة "نبوئية دينية"، في كشف واضح للعلاقة العميقة بين الأيديولوجيا الدينية للتوراة المحرفة وبين سياسية أمريكا الخارجية تجاه فلسطين.

حيث أن هذه السياسة لها امتدادها التاريخي، فقد دعمت الولايات المتحدة الأمريكية المشروع الصهيوني الاستيطاني الإحلالي منذ نشأته. والتاريخ لطالما اعاد نفسه وإن اختلفت الأدوات. فمن "وودرو ويلسون" وحتى "ترامب" الذي أعلن القدس عاصمة لدولة الاحتلال في فترة ولايته الأولى وحتى اليوم، ظلت الولايات المتحدة هي الرافعة الدولية الاقوى لتكريس الاستعمار الصهيوني في فلسطين.

وما فعله "هكابي" اليوم، هو استمرار لهذا النهج ولكن بلهجة "دينية متطرفة"، يعيد إلى أذهاننا "الخطاب التوراتي" للمهاجرين الأوروبيين الأوائل إلى أرض "كولومبس" الجديدة، "العالم الجديد"، الذين أبادوا أصحابها الشرعيين من الهنود الحمر واقتلعوا من بقي منهم ثم جمعوهم في محميات كالحيوانات، ثم برروا جريمتهم بأنها تنفيذا ل "إرادة إلهية" كما زعموا.

والمستوطنات اليوم في الضفة الغربية، تُبنى بذات عقلية الأوروبيين التي قامت عليها مستوطناتهم في الأمريكتين.
هذه العقلية التي يقوم المستوطن الإحلالي من خلالها بتنصيب نفسه لتنفيذ ما يزعم أنها "إرادة إلهية" و "حق مقدس"، ويمنحها الحق في الأرض وأصحابها الشرعيين، فيقتل ويهجر ويستولي تحت مظلة تلك الإرادة المزعومة.

وتصريحات "هكابي" بحسب صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية، فإن السفير أشاد بالمستوطنين واستشهد"بأحقيتهم التوراتية في الأرض" وقال أن "من يعارضونهم لا يؤيدون الله"، لا تمثل فقط خطرا من ناحية دينية، بل هي دعوة صريحة لإضفاء الطابع المقدس على الاحتلال وتجريم أي مقاومة له. وهذا الخطاب يحول المستوطن الإرهابي القادم من شتات الأرض إلى صاحب حق تاريخي، ويجعل من الفلسطيني صاحب الأرض الشرعي قربانا على مذبح ذلك "الحق الإلهي" المزعوم.

"هكابي" الذي عبر عن تأييده الشخصي وبصفته الرسمية أيضا، لجهود المستوطنين في تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية واعتبرها تحقيقا "لإرادة الرب المقدسة"، أزال المسافة بين الدين والدولة وبين السفير والمبشر، وخطابه لا يختلف عن خطابات الاستعمار الأوروبي التي اعتبرت "تمدين الشعوب المتخلفة" مهمة ربانية تبرر الغزو والنهب والإبادة.
وهو أي "هكابي" لا يتحرك من فراغ بل بعكس سياسة رسمية ترى في التوسع الاستيطاني جزءا من مشروعها في الشرق الأوسط، تحول صاحب الحق إلى طارئ وتنفي وجوده، وتعطي الأرض والتاريخ والمستقبل للمستوطن، بناء على خرافات دينية لا تعترف بالحق ولا بالقانون...

ولكن التاريخ يشهد أيضا أن لا بقاء لمستعمر، ولا يصح الا الصحيح فالأرض تتمسك بأهلها ولا تمنح شيفرة الوجود إلا لهم، وتلفظ عنها ما علق بها من شتات الأرض الغرباء وترفض وجودهم عليها.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤامرة الصامتة والأسلحة المحرمة..احموا الأرحام في غزة
- غزة ستكتب نهاية -جدعون- وعرباته
- من اللد إلى -بن غوريون-..صاروخ اليمن يفتح ذاكرة ٤¤ ...
- -ترامب- بلباس -البابا-.. مزحة عابرة أم رسالة سلطوية؟
- أنظمة بلا ضمير... وأطفال بلا خبز
- الحرب الرمادية على غزة حرب تدار في الخفاء..
- وجه آخر لحرب التجويع في غزة
- أجهزة الحجارة الناطقة بالكاميرات..تسقط أمام وعي المقاومة..
- -نتنياهو- يكذب بغباء...
- غزة تكتب حكاية كسر السيف وتعيد صياغة معادلات الردع
- قصف بالجملة..والأرواح مجرد أرقام وسط عاصفة الخلافات..
- من -كامب ديفيد- إلى طوابير الجوع وقرقعة الأواني الفارغة
- الصور كأداة قمع وحرب نفسية ضد الأسرى في سجون الاحتلال
- مجزرة صفّورية....جرح في ذاكرة الوطن
- لغة استعمارية وقحة..-دانييلا فايس-
- - فتحت أبواب الجحيم في غزة- القناة العبرية ١٤
- “فحم ليوم الاستقلال بأسعار زهيدة جدا-..
- -كتائب الدفاع الإقليمي- والاستيطان
- دخان يخرج من جثامين الشهداء وأنظمة عربية لن تخرج من لعنة الل ...
- دعم بلا قيود..شحنات الموت وتمكين الاستعمار الصهيوني


المزيد.....




- حكم العيسى.. من هو القيادي البارز في -حماس- الذي أعلنت إسرائ ...
- نهائي درامي - إنجلترا تهزم ألمانيا وتتوج بأمم أوروبا تحت 21 ...
- هل تنجح مساع واشنطن لوقف الحرب في السودان ؟
- اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية تطال الجنود الإسرائيليي ...
- -مسيرة الفخر- تشعل التوتر مجددا بين المجر والاتحاد الأوروبي ...
- لأول مرة منذ ثلاة عقود، بريطانيا تعيد العمل بالردع النووي ال ...
- كوريا الشمالية تفتتح أكبر منتجع سياحي .. مخصص للسياح الأجان ...
- إيران تشيع جثامين قادة وعلماء نوويين قضوا في الهجوم الإسرائي ...
- هل تعرف كيف تحمي نفسك وعائلتك من لدغة القراد في كل فصول السن ...
- مقتل عدة أطفال من عائلة واحدة في غارة إسرائيلية على غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - -مايك هكابي- من دبلوماسي إلى صاحب -نبوءات- و -مبشر-