أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - جيش مضطرب وجنود منتحرون..انهيار داخلي في المؤسسة العسكرية الصهيونية














المزيد.....

جيش مضطرب وجنود منتحرون..انهيار داخلي في المؤسسة العسكرية الصهيونية


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8347 - 2025 / 5 / 19 - 21:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ظل الأوضاع التي يشهدها الجيش الصهيوني، يبدو أن عملية "عربات جدعون" والتي كنت قد تناولتها في مقال سابق، ولدت وهي تحمل بذور فشلها.
طالعني مؤخرا خبرا على صحيفة "هآرتس" العبرية يقول أن -الجيش "الإسرائيلي" يستدعي جنودا مصابين باضطراب ما بعد الصدمة للحرب بسبب نقص قواته وانتحار جنديين على الأقل.
-انتحار ٣٥ جنديا "اسرائيليا" منذ السابع من أكتوبر على الاقل. -وزارة الأمن "الإسرائيلية" يصنف ٩ آلاف جندي باعتبارهم معاقين نفسيا منذ السابع من أكتوبر. انتهى

ومقول بهذا الشأن، إن جيشا يستدعي جنودا مصابين باضطرابات نفسية للقتال، ويواجه حالات انتحار متزايدة في صفوفه، ويصف آلاف الجنود كمعاقين نفسيا، هو ليس جيش مستعد لخوض معركة طويلة أو معقدة، جيش بهذه المواصفات هو جيش متدهور نتيجة تراكمات داخلية تنخر في جسد المؤسسة العسكرية منذ كشفت هشاشتها عملية السابع من أكتوبر ٢٠٢٣.

إن الانهيار المعنوي الذي بلغ حد رفض جنود المشاه دخول غزة بحسب قناة "كان"، إن عنى شيئا فإنما يعني وجود أزمة قيادة حقيقية. فعندما يهدد قائد، جنوده بالسجن إن لم ينفذوا الأوامر ويدخلوا غزة، فإن ذلك يعني أن مبدأ الانضباط القائم على القناعة القتالية قد تآكل واستبدل بالتخويف بالسجن والإكراه.

وقد شهد الجيش الصهيوني مثل هذا التآكل في الحروب السابقة، بدءا من حرب الاستنزاف، مرورا بلبنان عام ٢٠٠٦ وأخيرا حرب غزة، ولا ننسى مأساتهم عام ١٩٧٣ حين فوجئت دولة الاحتلال بهجوم منسق أدى إلى خلخلة ثقتها بنفسها لسنوات طويلة.

اليوم يخوض جيش الاحتلال حرب غزة داخل مجتمع ممزق سياسيا وفكريا، وهذا ما يميز الوضع الحالي عن الأزمات السابقة.
اليوم يغيب الإجماع، وثقة الجنود تتآكل بقادتهم، أضف إلى هذا رفض "الحريديم" التجند في صفوف الجيش. وهذا يعني انكشاف عورة الهشاشة التي تعيشها المؤسسة العسكرية.

ومن هنا فإن عملية "عربات جدعون" إنما جاءت كقناع يخفي خلفه إخفاق الجيش بالقوة الرمزية التي حملها اسم العملية.
و "عربات جدعون" اليوم في غزة لا تسير قدما بل تتعثر بألف عثرة، فالجنود كما ذكرنا، ما بين منهك ومعاق نفسي ورافض للخدمة أو كبير في السن نسي كيف يحمل السلاح. فكيف ستنجح "العربات".

غير أن الحقيقة أن دولة الاحتلال بقيادة "نتن ياهو" تحاول كسب الوقت سياسيا عبر إنجاز ميداني نتيجته معروفة وواضحة، دون أن تدرك أنها تستنزف جيشها، وأن الانهيار قد يأتي بأي لحظة.

كما تبدو هذه العملية أقرب إلى محاولة من دولة الاحتلال لاسترجاع ما لم يعد موجودا، وهذا الذي لم يعد له وجود هو خرافة "الجيش الذي لا يهزم"، الجيش "القوي"، "القادر" على الانتصار في أي مكان وزمان. فالواقع الميداني والتقارير الداخلية كالتي ذكرناها آنفا، والانقسامات السياسية، كلها ترسم ملامح نقيضة، وتثبت العكس، فالجيش منهك ولم يعد قوي، متمرد ورافض للخدمة، تقوده قيادة تمضي في مغامرة قد تفتح أبواب المجهول.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وامعتصماه إلى موائد النفاق...غزة تقاتل وحدها
- غزة ليست للبيع..حين يتحدث المستعمر بلسان المستثمر
- من -تسالا جيس- إلى نساء غزة، وازدواجية المعايير
- مستشفى غزة الأوروبي يخرج عن الخدمة..ومليارات عربية لسيد القص ...
- -القربان- كأداة استعمار...الأقصى بين سلاحين
- حين تفقد القوة بوصلتها..التيه العبري تحت أقدام السابع من أكت ...
- القسام تفتح أبواب الجحيم في رفح
- -مايك هكابي- من دبلوماسي إلى صاحب -نبوءات- و -مبشر-
- المؤامرة الصامتة والأسلحة المحرمة..احموا الأرحام في غزة
- غزة ستكتب نهاية -جدعون- وعرباته
- من اللد إلى -بن غوريون-..صاروخ اليمن يفتح ذاكرة ٤¤ ...
- -ترامب- بلباس -البابا-.. مزحة عابرة أم رسالة سلطوية؟
- أنظمة بلا ضمير... وأطفال بلا خبز
- الحرب الرمادية على غزة حرب تدار في الخفاء..
- وجه آخر لحرب التجويع في غزة
- أجهزة الحجارة الناطقة بالكاميرات..تسقط أمام وعي المقاومة..
- -نتنياهو- يكذب بغباء...
- غزة تكتب حكاية كسر السيف وتعيد صياغة معادلات الردع
- قصف بالجملة..والأرواح مجرد أرقام وسط عاصفة الخلافات..
- من -كامب ديفيد- إلى طوابير الجوع وقرقعة الأواني الفارغة


المزيد.....




- صَدمة وقوالب حلوى والكثير من الأمنيات نانسي عجرم تحتفل بعيد ...
- جمال روبرتس بطل جديد لـ -أمريكان أيدول-
- غـــزة: أي تــداعــيــات لــلــعــمــلـيـة الــبــريـة ؟
- ماكرون وستارمر وكارني يهددون إسرائيل بإجراءات -عقابية- بسبب ...
- قادة بريطانيا وفرنسا وكندا يهددون بمعاقبة إسرائيل إذا لم تُو ...
- نائبة المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط في لبنان مجددا ...
- أكثر من 100 دولة تؤكد مشاركتها في مؤتمر الأمن في موسكو
- خبير مصري يحذر من خطر داهم يهدد مصر والسودان بعد تأخير إثيوب ...
- أوشاكوف: ترامب أكد لبوتين أن العلاقات الأمريكية الروسية ستكو ...
- مساعد الرئيس الروسي يحدد مخرجات المحادثة بين بوتين وترامب


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - جيش مضطرب وجنود منتحرون..انهيار داخلي في المؤسسة العسكرية الصهيونية