أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - من -تسالا جيس- إلى نساء غزة، وازدواجية المعايير














المزيد.....

من -تسالا جيس- إلى نساء غزة، وازدواجية المعايير


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8343 - 2025 / 5 / 15 - 17:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتفضت دولة الاحتلال بتاريخ ١٤/مايو/٢٠٢٥ على نفوق المستوطنة الحامل بشهرها التاسع خلال عملية نفذها فلسطيني من قرية برقين، ليخرج رئيس الصهيونية الدينية وزير المالية "بتسلئيل سموتريتش" بتصريح شوفيني تحريضي مقزز يقول فيه "كما دمرنا رفح وخان يونس وغزة، يجب علينا أن ندمر أوكار الإرهاب في يهودا والسامرة، بروقين وكفر الديك، يجب أن تبدو مثل الشجاعية وتل السلطان". بينما كانت طائرات دولته الجبانة تدك بأحزمة نارية منازل الفلسطينيين في غزة، دون تمييز بين امرأة حامل من غيرها، بين طفل أو شيخ.

وهذه الإبادة ليست بالجديدة، فمنذ بداية الحرب وجيش الاحتلال لا يستثني بقصفه أحد. فكم من النساء الحوامل ارتقين شهيدات تحت أنقاض المنازل أو محترقات تحت خيم بلاستيكية، أو في مراكز التوليد؟ بدليل ما وثقته منظمة الصحة العالمية "أن الاستهداف للمنشآت الصحية ومراكز التوليد، أدى إلى كارثة إنسانية للنساء الحوامل مع حالات إجهاض وتشوهات ولادية بفعل الأسلحة المحرمة دوليا". وقد تطرقت لهذا الموضوع مفصلا في مقال سابق.

ورغم ذلك لم نسمع بأن واحد من قادة الاحتلال جاء لينعت جيشه بالحيوانات البشرية، تلك التي وُصف بها الفلسطيني منفذ عملية برقين. بل لقد حرض أكثر من واحد على تدمير القرى والمدن الفلسطينية بحجة أنها تحوي أوكارا "للإرهابيين". فوزير الدفاع "يسرائيل كاتس" يعرب عن تعاطفه مع حزن العائلة على "مقتل "المرحومة" تسالا على يد حيوانات بشرية متعطشة للدماء" ويقول "سنواصل محاربة الإرهاب بكل قوة في كافة أنحاء يهودا والسامرة".

أما "غانتس" فيقول "الوحوش البشرية فقط هي القادرة على إطلاق النار على امرأة حامل في مرحلة متقدمة من الحمل".
هذه التصريحات وغيرها، إنما تعكس استعمارية قائمة على محو الآخر بالكامل، حيث أن أصحابها وأقصد التصريحات، يفتخرون بما فعله الجيش من تدمير لغزة والذي شمل الأطفال والنساء الحوامل وغيرهن في المستشفيات والخيم ومدارس وكالة الغوث والتحريض على تكراره في قرى ومدن الضفة الغربية.

فكيف يُغضّ الطرف عن مئات الطائرات التي مسحت مدينة كاملة بقنابل ارتجاجية، وتسببت بارتقاء عائلات كاملة لم يعد لها اسما في السجل المدني، تحت ذريعة " التجمع الإرهابي" وينتفض اليوم لمقتل مستوطنة واحدة؟ إن هذا إنما يعكس ازدواجية وهي ليست بالجديدة على دولة قامت على أنقاض شعب آخر.
دولة منذ ١٩٤٨ وهي تبني سردية الضحية المطلقة التي تُمنح "الحق" في القتل الجماعي دفاعا عن النفس، بينما يُجرّد الفلسطيني من إنسانيته لمجرد رفضه للظلم والقمع وسرقة كل ما يمتلك من أرض وكرامة، فيوصف بالإرهابي بينما الإرهابي الحقيقي من عصابات جيش الاحتلال يوصف بالبطل؟.

فهل الدم الفلسطيني رخيص عند العالم إلى درجة أن آلاف الأجنة المشوهة والميتة بسبب القصف في غزة لا يحدثوا ضجة مثلما أحدثه جنين المستوطنة "تسالا"؟؟

لكن التباكي على "تسالا جيس" وجنينها، بينما ترتقي آلاف الأمهات في غزة مع أجنتهن إنما يعبر عن حضارة مشوهة ومفصومة، تكيل بمكيالين وتعيد إنتاج خطاب استعلائي لا يرى بالفلسطيني إلا أنه "حيوان بشري".

وكل هذا الإجرام ما كان ليحدث لولا الغطاء الدولي، والتواطؤ العربي المذل، وصمت الأنظمة التي ارتضت أن تكون شهود زور على مذابح القرن. فلو كان في عروقهم دم، لما تُركت غزة تذبح وحدها، ولما بُعثرت كرامة الأمة تحت أقدام المحتل. إن تواطؤهم أخطر من صواريخ العدو، وخيانتهم أقسى من نيرانه.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستشفى غزة الأوروبي يخرج عن الخدمة..ومليارات عربية لسيد القص ...
- -القربان- كأداة استعمار...الأقصى بين سلاحين
- حين تفقد القوة بوصلتها..التيه العبري تحت أقدام السابع من أكت ...
- القسام تفتح أبواب الجحيم في رفح
- -مايك هكابي- من دبلوماسي إلى صاحب -نبوءات- و -مبشر-
- المؤامرة الصامتة والأسلحة المحرمة..احموا الأرحام في غزة
- غزة ستكتب نهاية -جدعون- وعرباته
- من اللد إلى -بن غوريون-..صاروخ اليمن يفتح ذاكرة ٤¤ ...
- -ترامب- بلباس -البابا-.. مزحة عابرة أم رسالة سلطوية؟
- أنظمة بلا ضمير... وأطفال بلا خبز
- الحرب الرمادية على غزة حرب تدار في الخفاء..
- وجه آخر لحرب التجويع في غزة
- أجهزة الحجارة الناطقة بالكاميرات..تسقط أمام وعي المقاومة..
- -نتنياهو- يكذب بغباء...
- غزة تكتب حكاية كسر السيف وتعيد صياغة معادلات الردع
- قصف بالجملة..والأرواح مجرد أرقام وسط عاصفة الخلافات..
- من -كامب ديفيد- إلى طوابير الجوع وقرقعة الأواني الفارغة
- الصور كأداة قمع وحرب نفسية ضد الأسرى في سجون الاحتلال
- مجزرة صفّورية....جرح في ذاكرة الوطن
- لغة استعمارية وقحة..-دانييلا فايس-


المزيد.....




- -طرابلس قالتلك خُد الشرعية-.. حقيقة فيديو مظاهرة طرابلس الدع ...
- قصف روسي بالطائرات المسيّرة يشعل حرائق ضخمة في منطقة سومي ال ...
- -كيف يرى الإسرائيليون زيارة ترامب إلى الخليج؟- - جولة الصحف ...
- مواقف ترامب تصدم إسرائيل وتكرّس اختلافًا في الأولويات
- محادثات الفرصة الأخيرة؟ روسيا وأوكرانيا تتفاوضان في اسطنبول ...
- إدارة مدينة موسكو: نرى إمكانية للتعاون مع عدة دول عربية
- فلسطينيو الأردن يحيون ذكرى النكبة
- الجيش الإسرائيلي والشاباك يعلنان القضاء على مسؤول تجنيد الأم ...
- مرض شديد العدوى يضرب مدينة أمريكية كبرى ويهدد الملايين
- وزير خارجية إيران: لو كانت الولايات المتحدة قادرة على تدمير ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - من -تسالا جيس- إلى نساء غزة، وازدواجية المعايير