أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - مستشفى غزة الأوروبي يخرج عن الخدمة..ومليارات عربية لسيد القصر














المزيد.....

مستشفى غزة الأوروبي يخرج عن الخدمة..ومليارات عربية لسيد القصر


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8342 - 2025 / 5 / 14 - 15:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الوقت الذي كانت فيه العواصم العربية منشغلة بفرش السجاد الأحمر لرئيس اعتاد أن يبتزهم علنا ويصفهم بالأغبياء، انهالت الصواريخ على من تبقى من حياة في ساحة الطوارئ لمستشفى غزة الأوروبي، حتى أن جنازة كانت تعبر إلى المشرحة لم تسلم في مشهد مؤلم يتحول فيه حاملوا النعش إلى أشلاء محمولة.

"دونالد ترامب" الذي اعترف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال قبل سنوات، يعود اليوم في فترة ولايته الثانية إلى الشرق الأوسط، ليُكرّم بهدايا من خزائن العرب، كانت ستكفي لإعمار غزة لو قُدمت لذلك. فيما حليفته الفاشية تقصف وتبيد بضوء أخضر منه، وكأن ما حدث ليس سوى مسرحية بين "ترامب" و "نتنياهو"، "أنا أبتز هنا، وأنت تبيد هناك"، فعن أي خصام تتكلمون...

وذريعة الإبادة هي نفسها، وجود "إرهابيين" ونشاطات عسكرية في محيط المستشفى. ذريعة قديمة متجددة، لا تختلف عن تلك التي قصفت باسمها المدارس والمنازل والمقابر والخيم ومستودعات الأغذية وخطوط المياه والحجر والشجر.
إنها دولة الاحتلال المدللة التي لم تحتج يوما إلى دليل كي توجه وحشيتها تجاه الفلسطيني منذ ١٩٤٨. فيكفيها أن تقول "هنا إرهابي".
أمس بتاريخ ١٣/مايو/٢٠٢٥ وجهت هذه الوحشية تجاه أهداف إنسانية هي في أقصى درجات ضعفها، إلى مرضى وجرحى بعضهم على أسرّة وآخرين على أرضيات باردة معمدة بالدم. تجاه مسعفين وأطباء وممرضين يحاولون إنقاذ من تبقى، وحتى الموتى لم يسلموا من الوحشية.
هذه هي دولة الاحتلال تنتقم حتى من الأموات لخوفها أن تُكتب لهم حياة أخرى، فتقدم على قتلهم مرتين وأكثر.

دولة كانت تنتظر الليل لتقصف واليوم بات القصف علنا، والرضى أميركي غربي، والغطاء عربي والصمت له مغرياته وأثمانه، وهل أكثر إغراءا من كرسي حاكم؟؟

عشرات الشهداء والجرحى من مرضى وطواقم طبية ارتقوا شهداء، و "دونالد ترامب" يتسلم طائرته الجديدة ومليارات الدولارات من العربان الذليلة. الهدايا كانت باهضة الثمن هناك بينما دماء الشهداء التي لا تقدر بثمن في غزة كانت لا تزال تسيل، فالعدو الجبان لم يكتف بحزام ناري واحد، بل عاد ليستهدف من هرع من رجال الدفاع المدني والإسعاف في محاولة لانتشال المصابين، فأباد الجميع حتى أخرج المستشفى عن الخدمة.

والأنظمة العربية لا زالت على الطرف الآخر تتمسح ب "ماسيخ اليهود" وعراب القتل، ثم تدعي السيادة على أوطان استبيحت أراضيها، فكانت مخازن وقواعد لسلاح يوجه إلى صدر المكلومين في غزة.
فأي سيادة تلك التي يدعون وهم يغسلون أيديهم بدماء أطفال غزة وينحنون أمام القاتل، كالعبد الذليل الذي يخدم في قصر استعمار يرتدي قناع الديمقراطية بينما وجهه الحقيقي ملطخ بالدم العربي منذ عقود.

ما حدث ويحدث تعدى حدود اللغة، فأي كلمات قد تفي بمآسي تخطت استيعاب عقولنا؟ والعدو منذ ٤٨ ذاته والتواطؤ ذاته، غير أنه اليوم أصبح أكثر وقاحة، يعلن عن فعلته دون حياء، يلعق أحذية السيد ويلون الذل بشعارات صنعت له خصيصا..

ولكن يموت المتواطئون وتبقى غزة، وإن دمرت المستشفيات وأطفئت المولدات وتوقف الأجهزة ما دامت الأرحام تحمل نطف المقاتلين، حافري الأنفاق، الخارجين منها حفاة إلا من تراب الكرامة يلتصق بأقدامهم، المفجرين فخر صناعة العدو من دبابات بعبوة يلصقونها من مسافة فخر وصفر.....
تموتون يا عربان الذل وتبقى غزة .........



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -القربان- كأداة استعمار...الأقصى بين سلاحين
- حين تفقد القوة بوصلتها..التيه العبري تحت أقدام السابع من أكت ...
- القسام تفتح أبواب الجحيم في رفح
- -مايك هكابي- من دبلوماسي إلى صاحب -نبوءات- و -مبشر-
- المؤامرة الصامتة والأسلحة المحرمة..احموا الأرحام في غزة
- غزة ستكتب نهاية -جدعون- وعرباته
- من اللد إلى -بن غوريون-..صاروخ اليمن يفتح ذاكرة ٤¤ ...
- -ترامب- بلباس -البابا-.. مزحة عابرة أم رسالة سلطوية؟
- أنظمة بلا ضمير... وأطفال بلا خبز
- الحرب الرمادية على غزة حرب تدار في الخفاء..
- وجه آخر لحرب التجويع في غزة
- أجهزة الحجارة الناطقة بالكاميرات..تسقط أمام وعي المقاومة..
- -نتنياهو- يكذب بغباء...
- غزة تكتب حكاية كسر السيف وتعيد صياغة معادلات الردع
- قصف بالجملة..والأرواح مجرد أرقام وسط عاصفة الخلافات..
- من -كامب ديفيد- إلى طوابير الجوع وقرقعة الأواني الفارغة
- الصور كأداة قمع وحرب نفسية ضد الأسرى في سجون الاحتلال
- مجزرة صفّورية....جرح في ذاكرة الوطن
- لغة استعمارية وقحة..-دانييلا فايس-
- - فتحت أبواب الجحيم في غزة- القناة العبرية ١٤


المزيد.....




- فيديو لموكب من الجمال في استقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترام ...
- ترامب يوجه انتقادات لاذعة لسناتور طلب إجابات حول الطائرة الق ...
- ترامب يرفع العقوبات عن سوريا، ويمد غصن الزيتون إلى إيران - و ...
- ارتفاع حصيلة قتلى الحرب على غزة إلى 52 ألفا و928 فلسطينيا
- دراسة جديدة تكشف: نهاية الكون قد تأتي أسرع مما كان يُعتقد
- المعاملة بالمثل.. فرنسا تطرد دبلوماسيين جزائريين
- اجتماع مغلق بالدوحة برئاسة ترامب حول غزة بمشاركة غير مباشرة ...
- لغز جيولوجي عمره 500 مليون عام.. اكتشاف سلسلة جبلية مختبئة ت ...
- -أنسا-: واشنطن تعارض دعوة زيلينسكي لحضور قمة -الناتو- في يون ...
- بعد تعديلات دستورية.. ألمانيا تسعى لقيادة القوة العسكرية الت ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - مستشفى غزة الأوروبي يخرج عن الخدمة..ومليارات عربية لسيد القصر