أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - التجويع كسياسة..والكرامة كعقيدة..لن نرفع الراية البيضاء..














المزيد.....

التجويع كسياسة..والكرامة كعقيدة..لن نرفع الراية البيضاء..


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8364 - 2025 / 6 / 5 - 12:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التجويع كسياسة..والكرامة كعقيدة..لن نرفع الراية البيضاء.

نشر الدكتور منير البرش مدير عام الصحة في غزة، تغريدة على حسابه في منصة إكس بتاريخ ٣/يونيو/٢٠٢٥ يقول فيها * الإحتلال "الإسرائيلي" لا ينام عن المخططات ضد شعبنا..دمر المستشفيات وأخرج جميع المراكز الصحية عن الخدمة..ثلاث مصانع أدوية كنا نفتخر بها في غزة تم تدميرها بالكامل..يتعمد خلق الفوضى والتجويع لتفكيك العقد الاجتماعي وضرب الكرامة..حاصرنا في مستشفى الشفاء ١٤ يوما ثم ألقى الطعام وطلب من الناس الجوعى التهافت عليه، صورهم وقال "أنتم لا تستحقون الحياة".. هو لا يريد فقط احتلال الأرض، بل احتلال العقول..لكنه سيفشل..والله سيفشل الاحتلال في كل مخططاته..هذا الشعب فقد أبناءه ولم يرفع الراية البيضاء..إحنا بنعرف نبني، هو بس بعرف يهدم*.

من المعروف أن المشروع الصهيوني منذ نشأته لم ينفصل عن الأيديولوجية الاستعمارية الإحلالية التي تنفي وجود الآخر ليس فقط سياسيا، بل تتعداه إلى النفي الإنساني والثقافي والأخلاقي، وبالتالي فإن هذا الاحتلال بعد قيام دولته المزعومة، لم يتعامل مع الفلسطيني إلا كعقبة تاريخية يجب إزالتها من أمام مخططاته.

هذه الأيديولوجية ملازمة لمنظومة دولة الاحتلال بالكامل، وتدار بوعي عميق بحيث جعلت من إذلال الفلسطيني منهجا، ومن التجويع سياسة. تضيّق عليه سبل الحياة أينما توجه ولا تترك له متنفسا واحدا، فقط لتقنعه بأن "لا حياة لكم في دولتنا"، فاخرجوا إلى أي مكان آخر".
وقد صرحت قائدة في حركة الاستيطان بذلك ونفثت سمها قائلة "لا مكان للفلسطينيين في الشرق الأوسط، بعضهم قدم من مصر، فليعودوا إليها، بعضهم سيذهب إلى تركيا، وبعضهم إلى أمريكا الشمالية والجنوبية أو إلى اندونيسيا، لكن لا مكان لهم هنا، لقد ثبت أن بقاءهم في الشرق الأوسط ضرب من المستحيل".

تلك الأيديولوجية الخبيثة تتجلى بوضوح في التغريدة التي ذكرتها في مقدمة المقال للدكتور منير البرش. فالمستشفيات تخرج عن الخدمة، ومصانع الأدوية تُدمر عن قصد، ثم تحاصر المستشفى لأيام، ثم يُلقى بالطعام للجوعى مع عبارة..
"أنتم لا تستحقون الحياة"، عبارة تكشف عن الحملة العنصرية لعقيدة الصهاينة التي تمارس السحق النفسي للآخر، والتي لا ترى بهذا الآخر إلا "حيوان بشري لا يستحق الحياة".

منذ ١٩٤٨ مرورا بعام ٦٧ وانتهاء بالحرب على غزة ٢٠٢٣، ودولة الاحتلال تعتمد على تقويض البنية المجتمعية الفلسطينية، من هدم للبيوت، للمدارس، للمستشفيات، بالإضافة إلى استهداف الصحفيين الأطباء كوادر الدفاع المدني وغيرها من الاستهدافات، كل هذا بهدف كسر المجتمع الفلسطيني من الداخل بتفكيك نسيجه وتحويله إلى مجموعات متناحرة.

يقول الدكتور منير البرش الاحتلال لا يكتفي باحتلال الأرض، بل يسعى لاختراق الوعي بهدف إعادة تعريف معنى الكرامة للفلسطينيين، حتى يصبح القبول بالمهانة هو الحد الأعلى الممكن، وهنا تتقاطع السياسية مع الأيديولوجيا، فكل حصار هو إعلان أن الحياة لن تكون إلا تحت شروط الاحتلال وحده.

ولكن الاحتلال سيفشل كما يقول الدكتور البرش، الفلسطيني هو الذي سيُفشل تلك السياسة، فهو لم ولن يرفع الراية البيضاء برغم فقد الأبناء، برغم الجوع والقهر والحصار، هذا الشعب يعرف عدوه جيدا ويدرك أن بقاءه مقاومة، وأن الحياة تنتزع ولا تمنح..

*إحنا بنعرف نبني، هو بعرف بس يهدم*
هذه العبارة التي اختتم بها الدكتور تغريدته تلخص ما يجهله العدو وهو أن الروح لا تُهزم بالسلاح وأن عزيمتها تشتد كلما ضيق عليها المساحات....



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- *ما تعالجني يا دكتور*...حينما يصبح الوجع أكبر
- -مسيرة الأعلام-...طقوس رعب أم احتفال نصر؟
- مجزرة مدرسة فهمي الجرجاوي وطغيان ما بلغ مداه إلا تمهيدا لانك ...
- الخبز الممنوع.. مصطفى صرخة لن تهدأ في زمن الخذلان
- المتطرف -موشيه فيجلين- وحربه مع جيوش الرضّع في غزة..
- مجزرة أبو شوشة...جريمة في ظلال النكبة
- نداء عاجل إلى ما تبقى من وجه الإنسانية
- من فردان إلى خانيونس..لا شيء تغير في المنظومة الأخلاقية
- جيش مضطرب وجنود منتحرون..انهيار داخلي في المؤسسة العسكرية ال ...
- من وامعتصماه إلى موائد النفاق...غزة تقاتل وحدها
- غزة ليست للبيع..حين يتحدث المستعمر بلسان المستثمر
- من -تسالا جيس- إلى نساء غزة، وازدواجية المعايير
- مستشفى غزة الأوروبي يخرج عن الخدمة..ومليارات عربية لسيد القص ...
- -القربان- كأداة استعمار...الأقصى بين سلاحين
- حين تفقد القوة بوصلتها..التيه العبري تحت أقدام السابع من أكت ...
- القسام تفتح أبواب الجحيم في رفح
- -مايك هكابي- من دبلوماسي إلى صاحب -نبوءات- و -مبشر-
- المؤامرة الصامتة والأسلحة المحرمة..احموا الأرحام في غزة
- غزة ستكتب نهاية -جدعون- وعرباته
- من اللد إلى -بن غوريون-..صاروخ اليمن يفتح ذاكرة ٤¤ ...


المزيد.....




- الأضحى يعود بائسا إلى غزة.. عيد لزيارة المقابر والموتى
- قرار ترامب حظر التأشيرات لمواطني 12 دولة يثير الاستياء والمخ ...
- هل بريطانيا معرضة لضربة نووية؟ - التلغراف
- اجتماع الوكالة الذرية.. إيران تُحذّر من -خطأ استراتيجي- أورو ...
- باير ليفركوزن يعثر على بديل فيرتز.. فمن يكون؟
- ميساء القباني لـRT: الأجانب في الجيش السوري مواطنون بالضرورة ...
- -روسآتوم-: مستعدون للمساهمة في حل أي قضية تتعلق بالبرنامج ال ...
- خبير يكشف سبب القصف الإسرائيلي الأخير لبيروت.. ليست مسيرات - ...
- -تلغراف-: حالة من التعب في البيت الأبيض بسبب عدم قابلية التن ...
- سموتريتش يتوعد بخطة تصعيدية في الضفة الغربية ردا على الاعترا ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - التجويع كسياسة..والكرامة كعقيدة..لن نرفع الراية البيضاء..