أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - مجزرة مدرسة فهمي الجرجاوي وطغيان ما بلغ مداه إلا تمهيدا لانكساره..














المزيد.....

مجزرة مدرسة فهمي الجرجاوي وطغيان ما بلغ مداه إلا تمهيدا لانكساره..


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8354 - 2025 / 5 / 26 - 14:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قصفت طائرات الاحتلال فجر ٢٧/مايو/٢٠٢٥ مدرسة فهمي الجرجاوي، التي تؤوي مئات النازحين من أهل غزة وهم نيام مع أطفالهم.
احترقوا ربما وهم يحلمون برغيف خبز يسكت صوت أمعائهم وربما بيوم جديد خال من الموت والدمار والفقد. لكن الموت كان أسرع ولم يسعفهم ليركضوا نحو الأبواب حاملين أطفالهم، هاربين بهم من ألسنة النار التي خلفها القصف الهمجي.

أكثر من ٣٠ شهيدا إلى لحظة كتابة المقال معظمهم من الأطفال، احترقوا بعد أن حول الاحتلال المدرسة إلى فرن جماعي في حي الدرج وسط غزة. وانقلبت جدران المدرسة من طوق نجاة إلى فخ للموت.

يبدو أنه زمن العلو الكبير الذي أخبر عنه ربنا تعالى في القرآن الكريم في سورة الإسراء "وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا".
وهذا العلو نشهده اليوم في تصريحات الساسة والقادة. فهذا "جدعون ليفي" يصرح قبل أيام فيقول "يؤمن معظم "الإسرائيليين" إن لم يكن جميعهم بأننا شعب الله المختار ومن حقنا أن نفعل ما نشاء". كما يظهر العلو في تصريح "سموتريتش" "سأفكر في الاستقالة من الحكومة إذا لم يتم تكثيف القتال بالقطاع". وما قاله مؤخرا "موشيه فيجلين" "نحن بحاجة لغزو غزة والتأكد إلا يبقى طفل غزي واحد". وغيرها مئات التصريحات التي تترجم على شكل علو بين جدران المدارس وتحت الخيم وفي رماد الأطفال ووجوه الآباء التي تبحث عن أشلاء الأحباب بين الركام وتحت الأنقاض.

غير أن هذا العلو لا بد له من نهاية. فحين يبلغ ذروته تبدأ نهايته، هذا ما ذكره الله تعالى في القرآن الكريم. فكل فرعون له ساعة ولكل ظلم نهاية ولكل نار رمادها، وغزة اليوم تكتب نهاية هذا العلو بدمها وأرواح أبنائها وألمها ودموع الأمهات فيها وصراخ أطفالها في معارك الجوع والعري والنزوح.

غزة اليوم تدافع عن العواصم العربية وشعوبها الصامتة، تتمسك بالحق وتواجه الظلم الذي تجاوز كل الحدود وفاض، تتصدى له بصدور عارية، مكلومة، محاصرة، جائعة.
أما الأنظمة العربية فدورها أكثر حقارة ونذالة من الصمت، فقد باتت شريكة حينما تمد يدها للعدو وتترك يد الطفل في غزة تحترق بنيران هذا العدو. تنام على وسائد الريش الناعمة المستوردة، بينما طائرات التطبيع الذي يحلمون به، تفرغ وحشيتها على مدارس غزة وخيمها وكل شيء فيها.

لقد مللنا من تلك العروش التي تنام "تل أبيب" بين أحضانها ثم تعرض خطط إعادة إعمار زائفة على الشاشات ومواقع الأخبار بعد كل مجزرة، وهي نفسها التي سمحت بحدوثها، ثم أغلقت معابرها وحدودها بحجة السيادة. مللنا من هذه الاسطوانات المشروخة التي لم تتوقف عن ثرثرتها منذ عقود. تلك الاسطوانات التي أضاعت وباعت فلسطين. فعن أي سيادة يتحدثون، وجثث الأطفال تحترق وتتفحم وتعرض على الكاميرات على مدار الساعة.

عن أي سيادة يتحدثون وحفلات التطبيع تقام على أشلاء الأطفال وأجسادهم المحترقة، تغذي حفلات الاحتراق صفقات الغاز والنفط.

الطغيان اليوم الذي بلغ مداه، لم يبلغ هذا المدى إلا تمهيدا لانكساره، والعلو حين يبلغ حد إحراق الأطفال، لا يبقى له سوى السقوط. وذات الغاز والنفط الذي ساهم في إحراقهم سيحرق الطغاة..يرونه بعيدا ونراه قريبا بإذن الله.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخبز الممنوع.. مصطفى صرخة لن تهدأ في زمن الخذلان
- المتطرف -موشيه فيجلين- وحربه مع جيوش الرضّع في غزة..
- مجزرة أبو شوشة...جريمة في ظلال النكبة
- نداء عاجل إلى ما تبقى من وجه الإنسانية
- من فردان إلى خانيونس..لا شيء تغير في المنظومة الأخلاقية
- جيش مضطرب وجنود منتحرون..انهيار داخلي في المؤسسة العسكرية ال ...
- من وامعتصماه إلى موائد النفاق...غزة تقاتل وحدها
- غزة ليست للبيع..حين يتحدث المستعمر بلسان المستثمر
- من -تسالا جيس- إلى نساء غزة، وازدواجية المعايير
- مستشفى غزة الأوروبي يخرج عن الخدمة..ومليارات عربية لسيد القص ...
- -القربان- كأداة استعمار...الأقصى بين سلاحين
- حين تفقد القوة بوصلتها..التيه العبري تحت أقدام السابع من أكت ...
- القسام تفتح أبواب الجحيم في رفح
- -مايك هكابي- من دبلوماسي إلى صاحب -نبوءات- و -مبشر-
- المؤامرة الصامتة والأسلحة المحرمة..احموا الأرحام في غزة
- غزة ستكتب نهاية -جدعون- وعرباته
- من اللد إلى -بن غوريون-..صاروخ اليمن يفتح ذاكرة ٤¤ ...
- -ترامب- بلباس -البابا-.. مزحة عابرة أم رسالة سلطوية؟
- أنظمة بلا ضمير... وأطفال بلا خبز
- الحرب الرمادية على غزة حرب تدار في الخفاء..


المزيد.....




- -حماية- الدروز وإلى أي مدى ستذهب إسرائيل ضد نظام أحمد الشرع؟ ...
- سوريا.. رد رئاسي بعد مشاهد صادمة في السويداء ومناشدة حكمت ال ...
- لماذا تعتبر إسرائيل قوات النظام السوري في السويداء تهديدا له ...
- رغم إصابته في انفجار بغزة، عبد الرحمن يصطاد ليساعد أهله
- طوابير الجوعى والموت اختناقا: مقتل 21 فلسطينيا أغلبهم إثر اس ...
- البرلمان الإيراني: لا استئناف للمفاوضات النووية مع واشنطن قب ...
- ميلانيا ترامب..كلمة السر في تغيير موقف ترامب من بوتين؟
- رئيس الوزراء الفرنسي يقترح إلغاء عطلتين رسميتين.. ما ردود فع ...
- روسيا تطلق مئات المسيرات على أوكرانيا وترامب يرسل باتريوت إل ...
- جدل وانتقادات دولية بشأن ما يسمى -مخطط المدينة الإنسانية جنو ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - مجزرة مدرسة فهمي الجرجاوي وطغيان ما بلغ مداه إلا تمهيدا لانكساره..