أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - المتطرف -موشيه فيجلين- وحربه مع جيوش الرضّع في غزة..














المزيد.....

المتطرف -موشيه فيجلين- وحربه مع جيوش الرضّع في غزة..


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8352 - 2025 / 5 / 24 - 13:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صرح السياسي وعضو "الكنيست" السابق المتطرف بتاريخ ٢١/مايو/٢٠٢٥ بأن

"كل طفل أو رضيع في غزة عدو، العدو ليس حماس، نحن بحاجة لغزو غزة والتأكد ألا يبقى طفل غزي واحد".

لطالما كان الطفل الفلسطيني في نظر الإرهابي الصهيوني يمثل جيشا مستقبليا بعدته وعتاده. وبالتالي فهو يشكل التهديد الوجودي له، وفي المقابل هو مشروع حياة للفلسطيني. فحين اجتاحت العصابات الصهيونية عام ١٩٤٨ القرى والبلدات ضمن حملات التطهير العرقي، كانت بعد تدمير البيوت وسرقتها وقتل أصحابها، تقوم ببقر بطون الحوامل وإخراج الأجنة وحزّ رؤوسها بالحراب والسكاكين، ثم التمثيل بالجسد الصغير ورميه جانبا، تحرقه أو تتركه لتأكل منه جيوش الذباب حتى تشبع.

هذه هي العقيدة الدموية التي قامت عليها الحركة الصهيونية قبل عقود بحجة " الأمن". العقيدة التي ترى في الفلسطيني بحد ذاته خطرا على وجودها، وخاصة الطفل الذي يشكل البذرة الأولى للمقاومة والبندقية المؤجلة.
ولنعود أيضا إلى ما بعد قيام دولة الشتات وتحديدا عام ١٩٨٧، وهو عام انتفاضة الحجارة، حين أصبح الحجر سلاح الطفل الفلسطيني، يواجه به الدبابة والسيارة العسكرية كما يواجه الجندي المدجج بالأسلحة الفتاكة. هذا الجندي الذي كان يرى هذا الطفل مدفع موجه نحوه والحجر هي القذيفة التي ستقضي عليه، كان أيضا القادة يرون نفس الصورة، بدليل ما أمر به "إسحاق رابين" جنوده، بكسر أيدي الأطفال وعظامهم. هو أمر بذلك حتى لا تعود اليد الصغيرة قادرة على حمل الحجر، لكن "رابين" أمر بذلك ليس لأنه يخشى الحجر بحد ذاته، بل لأن ما كان يرهبه حقيقة هو ذلك الماس الذي يتبلور ويزداد صلابة وحدة بسبب حمل الحجر. إنها الروح التي لا تنكسر والغضب الذي يتأجج فيها، إنها ببساطة جذوة الإرادة التي تتقد في تلك الروح بسبب حمل اليد الغضة للحجر، هذه اليد التي حملت اليوم الحجر هي ذاتها التي ستحمل السلاح في المستقبل.

واليوم وبعد عقود، تعود الصورة بأكثر أشكالها قبحا وعنصرية. فالمتطرف "موشيه فيجلين" يصرح علنا أن المطلوب "أن لا يبقى طفل غزي واحد في غزة". وكأن دولته تخوض حربا ضد الأطفال والأجنة، من دير ياسين إلى الطنطورة فاللد واليوم في غزة، الصوت الممتد واحد "اقتلوا هذا الجيش في مهده".

إن المعادلة واضحة ف "موشيه فيجلين" ما صرح بهذا التصريح القبيح إلا لأنه يرى في كل طفل في غزة مشروع مقاومة، وبالتالي فهو يجب أن يكون مشروع اغتيال. وهذا إنما يدل على تبرير الإبادة بهدف استعادة "الردع" وسط "حرب نظيفة" كما تسميها دولة الاحتلال، يغدو فيها الطفل رقما في خضم الإبادة والرقم مهمل ومنسي حين يتعلق بالفلسطيني.

غير أن الجرائم يحفظها التاريخ من أجنة ٤٨ إلى الأيدي المكسرة عام ٨٧. ودولة يحرض سباسيوها وقادتها على قتل الأطفال والمناداة بحرمان الرضع من الحليب، ليست سوى دولة شاذة، بل كيان مشوه، يتنفس بالخوف ويقتات على الإبادة، ويبرر إبادة الرضع باسم "الأمن".

وحين يقول "موشيه فيجلين"العدو ليس حماس" فهذا يدل على أن هذه الدولة لا تخاف الجيوش ولا التنظيمات، هي تخاف من الطفل الذي كان شاهدا على إبادة أسرته وأهله، هذا الطفل الذي سيكبر يوما، وهذا اليوم ليس ببعيد وإنه لناظره لقريب.
فطفل غزة يكبر قبل أقرانه، يتغذى على مشاهد الموت والدمار، على ليالي الجوع والبرد والعطش، يتغذى على مسار النزوح الصعب وأشواك الطريق التي نهشت لحمه وشربت من دمه.

ولأن المجرم يعرف ما ارتكب وأنه من الطبيعي أن يكون ذات يوم، هدف سهل لسلاح مقاوم كان بالأمس رضيع، فقد قال "موشيه فيجلين".."يجب ألا يبقى طفل غزي واحد"..



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجزرة أبو شوشة...جريمة في ظلال النكبة
- نداء عاجل إلى ما تبقى من وجه الإنسانية
- من فردان إلى خانيونس..لا شيء تغير في المنظومة الأخلاقية
- جيش مضطرب وجنود منتحرون..انهيار داخلي في المؤسسة العسكرية ال ...
- من وامعتصماه إلى موائد النفاق...غزة تقاتل وحدها
- غزة ليست للبيع..حين يتحدث المستعمر بلسان المستثمر
- من -تسالا جيس- إلى نساء غزة، وازدواجية المعايير
- مستشفى غزة الأوروبي يخرج عن الخدمة..ومليارات عربية لسيد القص ...
- -القربان- كأداة استعمار...الأقصى بين سلاحين
- حين تفقد القوة بوصلتها..التيه العبري تحت أقدام السابع من أكت ...
- القسام تفتح أبواب الجحيم في رفح
- -مايك هكابي- من دبلوماسي إلى صاحب -نبوءات- و -مبشر-
- المؤامرة الصامتة والأسلحة المحرمة..احموا الأرحام في غزة
- غزة ستكتب نهاية -جدعون- وعرباته
- من اللد إلى -بن غوريون-..صاروخ اليمن يفتح ذاكرة ٤¤ ...
- -ترامب- بلباس -البابا-.. مزحة عابرة أم رسالة سلطوية؟
- أنظمة بلا ضمير... وأطفال بلا خبز
- الحرب الرمادية على غزة حرب تدار في الخفاء..
- وجه آخر لحرب التجويع في غزة
- أجهزة الحجارة الناطقة بالكاميرات..تسقط أمام وعي المقاومة..


المزيد.....




- -لا للملوك-.. كم عدد المشاركين بالاحتجاجات ضد ترامب السبت؟
- -مشاهد مأساوية- لحريق هائل بمبنى شاهق الارتفاع وسط هونغ كونغ ...
- نجل مروان البرغوثي لـCNN: والدي قادر على جمع الشعب الفلسطيني ...
- الروائي الفلسطيني باسم خندقجي يتحدث كيف فاز بجائزة البوكر 20 ...
- ماذا تعني خسارة الأمير أندرو لألقابه بالنسبة لزوجته السابقة ...
- دراسة تحذر: وقت الشاشة الزائد قد يعيق نجاح أطفالكم الدراسي! ...
- إسرائيل تواصل إغلاق معبر رفح وتتبادل الاتهامات مع حماس بانته ...
- باكستان وأفغانستان تتفقان على وقف إطلاق النار بعد محادثات ال ...
- حشود ضخمة في مسيرات -لا ملوك- بمدن أمريكية احتجاجات على سياس ...
- كولومبيا تتهم واشنطن بانتهاك مجالها البحري بعد غارة استهدفت ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - المتطرف -موشيه فيجلين- وحربه مع جيوش الرضّع في غزة..