أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - من فردان إلى خانيونس..لا شيء تغير في المنظومة الأخلاقية














المزيد.....

من فردان إلى خانيونس..لا شيء تغير في المنظومة الأخلاقية


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8348 - 2025 / 5 / 20 - 13:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استدعت عملية اغتيال القائد أحمد كامل سرحان مسؤول العمل الخاص في ألوية صلاح الدين في خانيونس بتاريخ ١٩/مايو/٢٠٢٥ والتي نُفذت بتنكر منفذيها بزي نسائي، ذاكرة عملية فردان عام ١٩٧٣ التي نفذها الموساد بقيادة "إيهود باراك" في إبريل/١٩٧٣، عندما اقتحمت وحدة "سايرت ماتكال" الصهيونية قلب بيروت واغتالت ثلاثة من قادة منظمة التحرير الفلسطينية هم كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار.

إن العامل المشترك بين العمليتين لا يكمن فقط في البعد الاستخباراتي ، بل يتعداه إلى التوظيف الرمزي لعنصر المفاجأة والخداع، من خلال تقمّص الوحدة الصهيونية الإرهابية هيئة النساء بهدف اختراق الأماكن المستهدفة والوصول إلى القادة.

في عملية فردان، ظهر "إيهود باراك"، الذي أصبح لاحقا رئيسا للوزراء، وهو يتنكر بملابس امرأة سوداء أما زميله فقد تنكر بملابس امرأة شقراء.

واليوم، في خانيونس، يعيد الاحتلال الفاشي الأسلوب الجبان ذاته. فالوحدة الخاصة التي نزلت من حافلة أوحت بأنها تقل نازحين من غزة، ظهر عناصرها وهم يرتدون الزي النسائي واقتحموا منزل الشهيد أحمد سرحان بنية اعتقاله حيا. وعندما فشلت العملية بعد أن خاض الشهيد اشتباكا بطوليا مع القوة الإرهابية الصهيونية الجبانة قامت بأُعدامه ميدانيا أمام أسرته. ويذكر أن العملية استمرت عشرين دقيقة. وكانت المنطقة قد قصفت بالطائرات لمنع أي تدخل محتمل.

في بيروت، كانت عملية فردان جزءا من حملة انتقامية ردا على عملية ميونيخ التي نفذتها منظمة أيلول الأسود التابعة لحركة فتح، ورسالة واضحة لقيادة منظمة التحرير بأن يد الاحتلال طويلة وقادرة على الوصول إلى قادتها في عمق العاصمة اللبنانية واغتيالهم.
أما في خانيونس، فتأتي العملية في ظل حرب مستمرة على غزة تشير إلى توجه أكثر خطورة يتمثل في توسيع مساحات الاغتيال خارج ميدان المواجهة التقليدي، ليشمل البيوت والمخيمات، مع تزايد واضح في الانتهاكات الأخلاقية والمدنية.

وفي كلتا العمليتين نستطيع استخلاص رسالة رمزية لا تخفى خلف استخدام الزي النسائي في العمليتين. تكمن هذه الرسالة في محاولة مقصودة لاختراق الأماكن الخاصة التي ترتبط بالمدنيين والأسر، مما يفتح الباب أمام قراءة أعمق لمستوى الانحلال الأخلاقي الذي تسمح به المنظومة الأمنية الصهيونية حين يتعلق الأمر بتحقيق أهدافها العسكرية.

ففي فردان، كان التنكر بهدف التسلل إلى شقق القادة في قلب بيروت. أما في خانيونس فقد تحول إلى غطاء لعملية اعتقال ثم قتل علنية بعد فشل الاعتقال وسط حي سكني تمت أمام عيني طفل الشهيد، محمد ١٢ عاما ثم اختطافه مع والدته.


بين فردان وخانيونس اثنان وخمسون عاما من القتل المتواصل، لكن ما لم يتغير هو أن الاحتلال لا يزال يستمد قوته من الأساليب الجبانة التي تكشف عن هشاشة المبدأ الأخلاقي.

لكن ما لم يدركه هذا الاحتلال بعد، أن الرصاصة لا تغتال الفكرة. ومن بين دماء القادة، تنبت أجيال لا تعرف التراجع.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيش مضطرب وجنود منتحرون..انهيار داخلي في المؤسسة العسكرية ال ...
- من وامعتصماه إلى موائد النفاق...غزة تقاتل وحدها
- غزة ليست للبيع..حين يتحدث المستعمر بلسان المستثمر
- من -تسالا جيس- إلى نساء غزة، وازدواجية المعايير
- مستشفى غزة الأوروبي يخرج عن الخدمة..ومليارات عربية لسيد القص ...
- -القربان- كأداة استعمار...الأقصى بين سلاحين
- حين تفقد القوة بوصلتها..التيه العبري تحت أقدام السابع من أكت ...
- القسام تفتح أبواب الجحيم في رفح
- -مايك هكابي- من دبلوماسي إلى صاحب -نبوءات- و -مبشر-
- المؤامرة الصامتة والأسلحة المحرمة..احموا الأرحام في غزة
- غزة ستكتب نهاية -جدعون- وعرباته
- من اللد إلى -بن غوريون-..صاروخ اليمن يفتح ذاكرة ٤¤ ...
- -ترامب- بلباس -البابا-.. مزحة عابرة أم رسالة سلطوية؟
- أنظمة بلا ضمير... وأطفال بلا خبز
- الحرب الرمادية على غزة حرب تدار في الخفاء..
- وجه آخر لحرب التجويع في غزة
- أجهزة الحجارة الناطقة بالكاميرات..تسقط أمام وعي المقاومة..
- -نتنياهو- يكذب بغباء...
- غزة تكتب حكاية كسر السيف وتعيد صياغة معادلات الردع
- قصف بالجملة..والأرواح مجرد أرقام وسط عاصفة الخلافات..


المزيد.....




- أمريكا تعلن عن إرسال فريق بشأن زيادة المساعدات إلى غزة.. ومص ...
- تقرير: أميركا تضغط على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للمضي ...
- موجة قصف إسرائيلية واسعة على جنوب لبنان.. وتل أبيب تزعم استه ...
- تونس: تجدّد الاحتجاجات في قابس للمطالبة بتفكيك مجمع كيميائي ...
- المغرب: حركة -جيل زد 212- تطالب بمحاسبة الجهات الأمنية لاستخ ...
- وزير الداخلية الموريتاني في زيارة إلى إسبانيا لتعزيز التعاون ...
- -أوبن إيه آي- تستعد لتخفيف القيود على -تشات جي بي تي- بما يس ...
- الاتحاد الأوروبي ينوي مراجعة سياساته حيال دول المتوسط لا سيم ...
- انقلاب يقوده جنود.. رئيس مدغشقر يفر والتاريخ يعيد نفسه
- بين الكاكاو والديمقراطية.. كوت ديفوار تختبر ثقة المستثمرين


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - من فردان إلى خانيونس..لا شيء تغير في المنظومة الأخلاقية