أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الخبز الممنوع.. مصطفى صرخة لن تهدأ في زمن الخذلان














المزيد.....

الخبز الممنوع.. مصطفى صرخة لن تهدأ في زمن الخذلان


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8353 - 2025 / 5 / 25 - 14:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مصطفى محمد ياسين، الطفل الذي ارتقى جوعا على سرير بارد في مستشفى المعمداني في مدينة غزة قبل أيام، هو ضحية جديدة سببها الخيانة والكثير من النذالة.

مصطفى محمد بهزاله الموجع وعظامه البارزة، من الشهادات التي تعدت عشرات الآلاف على انكسار آخر معاقل الإنسانية على أعتاب غزة المذبوحة.
هذا الهزال وتلك العظام الطاهرة فضحت صفقات العار العلنية التي وقعتها أنظمة عربية من أسفل وفوق الطاولة..أنظمة تعاني التخمة بينما يُمارس أقذر سلاح على أهلنا في غزة، سلاح التجويع، السلاح الأكثر وحشية والأقل ضجيجا. هذا السلاح الذي يُمارس على البطون الخاوية التي أُعطيت شهادات وفاة مؤجلة، شهادات أعطاها العدو ووقعت عليها الأنظمة العربية بالتحالفات الهابطة وسكين الغدر التي قطعت الحبل بأهل غزة علنا وتركتهم في بئر بلا ماء ولا قرار ولم تأت متباكية بقميص عليه دم ذئب.

فحين تغلق المعابر وتمنع قوافل المساعدات التي وعد بها الشيطان "ترامب" من الدخول، وترسل التريليونات إلى واشنطن، بينما أطفال غزة يموتون جوعا على مرمى العصى من حدود عربية، فنحن أمام أكبر خيانة في التاريخ، هي الجريمة التي لا تغتفر. فهل نسي من أعطى "ترامب" تلك الأموال بأن موارد الأمة ليست ملكا لعروشهم الزائلة؟ بل هل نسي هؤلاء بأن ما ينهب من النفط ما هو إلا مشاع يشترك به جميع المسلمين؟ أم أنهم لم يقرأوا قول الصادق المصدوق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال *الناس شركاء في ثلاث.. الماء والكلأ والنار*؟.

أموال النفط التي أُغرقت بها خزائن "ترامب" ذهبت لشراء القنابل التي دكت غزة، كما ذهبت لتشديد الحصار على دخول حليب الأطفال وطحين الأطفال.

ذهبت لإهدار كرامة الرجل والمرأة والطفل في طوابير التكيات التي لا تكفي للجميع، فالمعظم يعود بآنيته الفارغة إلا من الخيبة والخذلان، مكسور الخاطر، يتكلم مع نفسه ويحسب ألف حساب، يرتب عبارات اعتذار لأطفال سيركضون نحوه بأمعائهم الخاوية، يحدقون بآنية يفترض أنها تمتلئ بطعام يسكت تلك الأمعاء الجائعة..
نعم هكذا أصبح حال الناس في غزة، يسيحون في الأرض التي خلت إلا من الدمار يوما كاملا تحت حرارة شمس لا ترحم باحثا عن شيء يسد به رمق أطفاله. أي شيء حتى لو كانت حفنة طحين مخلوطة بالرمل والسوس، غير أن بحثه يذهب في النهاية ادراج الرياح. والنتيجة ألف مصطفى محمد بل آلاف، يصرخون على مدار الساعة من تحت الركام ومن أسفل الخيم المنكوبة الممزقة، ولا يتحرك في العواصم العربية سوى جمع استقبال لمطرب، أو مهرجان سفاهة.

إنه الانكشاف الأخلاقي الغير مسبوق. بل إنها أكثر صفحاتنا سوادا..نعم أكثرها اسودادا، فحين تضج مواقع التواصل الاجتماعي بحسابات تستعرض أحدث وأرقى صيحات الأكل، وطفل غزة نسي شكل رغيف الخبز وطعمه، فهذا السواد القاتم الذي ملأ القلوب وسيملأ صفحات التاريخ الذي لا يغفر، التاريخ سيسجل هذه المرحلة كعار على جبيننا ووصمة في ضمائرنا لن تُمحى.
مصطفى محمد وغيره الآلاف في غزة ماتوا جوعا بسبب خيانتا وصمتنا جميعا ...



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتطرف -موشيه فيجلين- وحربه مع جيوش الرضّع في غزة..
- مجزرة أبو شوشة...جريمة في ظلال النكبة
- نداء عاجل إلى ما تبقى من وجه الإنسانية
- من فردان إلى خانيونس..لا شيء تغير في المنظومة الأخلاقية
- جيش مضطرب وجنود منتحرون..انهيار داخلي في المؤسسة العسكرية ال ...
- من وامعتصماه إلى موائد النفاق...غزة تقاتل وحدها
- غزة ليست للبيع..حين يتحدث المستعمر بلسان المستثمر
- من -تسالا جيس- إلى نساء غزة، وازدواجية المعايير
- مستشفى غزة الأوروبي يخرج عن الخدمة..ومليارات عربية لسيد القص ...
- -القربان- كأداة استعمار...الأقصى بين سلاحين
- حين تفقد القوة بوصلتها..التيه العبري تحت أقدام السابع من أكت ...
- القسام تفتح أبواب الجحيم في رفح
- -مايك هكابي- من دبلوماسي إلى صاحب -نبوءات- و -مبشر-
- المؤامرة الصامتة والأسلحة المحرمة..احموا الأرحام في غزة
- غزة ستكتب نهاية -جدعون- وعرباته
- من اللد إلى -بن غوريون-..صاروخ اليمن يفتح ذاكرة ٤¤ ...
- -ترامب- بلباس -البابا-.. مزحة عابرة أم رسالة سلطوية؟
- أنظمة بلا ضمير... وأطفال بلا خبز
- الحرب الرمادية على غزة حرب تدار في الخفاء..
- وجه آخر لحرب التجويع في غزة


المزيد.....




- دب يربك حيًا سكنيًا ويشعل وسائل التواصل بأمريكا.. شاهد ما رص ...
- مصر.. العثور على جثة حفيد سيدة أعمال شهيرة مقتولا بعد اتهامه ...
- متظاهرون في باريس يطالبون بفرض عقوبات على إسرائيل
- قيود مؤقتة على حركة الطائرات في عدد من مطارات موسكو والدفاع ...
- متظاهرون في برلين يدعون إلى وقف إعادة تسليح ألمانيا ومنع إرس ...
- كيف يرى الطلاب السودانيون قرار استئناف الدراسة بالجامعات من ...
- ماذا نعرف عن قضية سحب الجنسية الكويتية؟
- أول تعاون سوري-أمريكي منذ سنوات: دمشق توافق على مساعدة واشنط ...
- وزير الخارجية الإيراني: التخصيب داخل إيران يجب أن يستمر وإذا ...
- عصير المانغو يثير جدلا واسعا في مصر


المزيد.....

- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الخبز الممنوع.. مصطفى صرخة لن تهدأ في زمن الخذلان