أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - -لافندر- و-أين أبي-.. أنظمة قتل ذكية أم أدوات إبادة رقمية؟














المزيد.....

-لافندر- و-أين أبي-.. أنظمة قتل ذكية أم أدوات إبادة رقمية؟


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8367 - 2025 / 6 / 8 - 20:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


برز نظام "لافندر" كأحد أخطر أدوات الذكاء الاصطناعي في إدارة النزاعات المسلحة الحديثة، بعد أن استخدمته دولة الاحتلال على نطاق واسع خلال عملياتها العسكرية الأخيرة في قطاع غزة، حيث لم يعد قرار استهداف الإنسان خاضعا للتقدير البشري بالكامل، بل يصاغ وينفذ من قبل منظومات آلية.
"لافندر" كواحدة من هذه المنظومات تبنى على آليات تحليلية تقوم على رصد الأنماط السلوكية للسكان في قطاع غزة، من خلال مؤشرات مثل تبديل الهواتف والتحركات الجغرافية وأنماط الاتصال، حيث يتم من خلال ذلك منح كل فرد في القطاع تقييما رقميا يحدد درجة "تهديد محتمل". وينتج النظام آلاف الأسماء تدرج ضمن قوائم الاستهداف دون مراجعة أو إشراف بشري كامل، بحيث أن الضباط الميدانيون باتوا يكتفون بإشارات سطحية لتمرير الأسماء إلى سلاح الجو الذي بدوره يقوم خلال دقائق بتنفيذ الضربات الجوية.
ويذكر بأن ضباطا في "الاستخبارات العسكرية" النابعة لدولة الاحتلال، أشاروا إلى أن "عملية مراجعة الأهداف البشرية أحيانا لا تتجاوز ٢٠ ثانية". فيما نقلت تقارير صحفية عن مصدر أمني قوله أن "الآلة فعلت ذلك ببرود..لقد سهلت علينا الأمر، لم يكن علينا أن نتساءل كثيرا".

وتتم الضربات الجوية التي أتينا على ذكرها آنفا خلال وقت الليل بينما تكون العوائل نائمة، وهنا تتكامل منظومة "لافندر" مع برنامج مساعد يطلق عليه "أين أبي"؟.

ويستخدم برنامج "أين أبي" الذكاء الاصطناعي لتحديد أفضل توقيت لضرب المنزل بناء على تحليل كثافة التواجد البشري فيه.
وتشير التقارير أن عدد "القتلى" من بين المدنيين يزداد وفقا لرتبة المستهدف، ففي حال القادة البارزين قد يصل العدد إلى المئات من الأبرياء المدنيين. وهذا ما أكده ضباط يهود تحدثوا إلى وسائل إعلام، موضحين أن النظام خفف الحاجة للتفكير الأخلاقي والقرار الفردي "عندما تراكم الآلة هذا الكم من البيانات يصبح من الصعب على الإنسان أن يعارض نتيجتها حتى لو لم تكن دقيقة".

وهذا يثبت أن نتائج هذا النظام يتم ألتعامل معها من قبل المنظومة العسكرية اللاأخلاقية لدولة الاحتلال ك "حقيقة" موضوعية لا تقبل الجدل لما يعرف ب "انحياز الأتمتة"، بمعنى تسليم القرار الذي يتعلق بالحياة والموت إلى معادلات رياضية مبرمجة، تدار عن بعد في تغييب تام للبعد الإنساني والسياسي لهذه الحرب.

وبعيدا عن القانون الدولي الإنساني المنحاز لدولة الاحتلال، وأن استخدام هذه المنظومة يتعارض مع مبادئها، وأن هذه الدولة كما هي عادتها تجاهلت القيمة الإنسانية، وتعاملت مع أهلنا في غزة كأرقام لا كبشر، وهذا ليس بجديد عليها، فهو نهجها منذ فكرت بالاستيلاء على فلسطين، واعتبرتها "أرض بلا شعب". يبقى الأخطر هو توجه هذه الدولة الفاشية إلى تسويق هذه المنظومات ك "حلول عسكرية ناجحة"، تحول غزة فيها إلى "حقل تجارب حي لأنظمة القتل الآلي" في النزاعات المسلحة، تغدو فيها الكلمة الأولى والأخيرة لمنطق الخوارزميات وتبرمج كما قلنا مسألة الحياة والموت بأدوات رياضية مجردة.

والجدير بالذكر أن ما يحدث في حرب غزة ٢٠٢٥/٢٠٢٣ من استخدام الذكاء الاصطناعي ليس بالأمر الجديد، وقد استخدمته دولة الاحتلال في حرب ٢٠٢١.

ففي تصريح لرئيس الاركان السابق "أفيف كوخافي" قال فيه "لقد كانت حرب مايو/٢٠٢١ أول حرب يتم فيها استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل واسع النطاق..استطعنا تحديد ١٠٠ هدف في اليوم بدلا من ٥٠ هدف في العام".
وهذا إن دل على شيء فيدل على أن مايحدث اليوم ما هو إلا استمرار لتوجه استراتيجي في دولة الاحتلال نحو استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة لزيادة إنتاج القتل.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رغم القهر.. العيد يولد في غزة..
- التجويع كسياسة..والكرامة كعقيدة..لن نرفع الراية البيضاء..
- *ما تعالجني يا دكتور*...حينما يصبح الوجع أكبر
- -مسيرة الأعلام-...طقوس رعب أم احتفال نصر؟
- مجزرة مدرسة فهمي الجرجاوي وطغيان ما بلغ مداه إلا تمهيدا لانك ...
- الخبز الممنوع.. مصطفى صرخة لن تهدأ في زمن الخذلان
- المتطرف -موشيه فيجلين- وحربه مع جيوش الرضّع في غزة..
- مجزرة أبو شوشة...جريمة في ظلال النكبة
- نداء عاجل إلى ما تبقى من وجه الإنسانية
- من فردان إلى خانيونس..لا شيء تغير في المنظومة الأخلاقية
- جيش مضطرب وجنود منتحرون..انهيار داخلي في المؤسسة العسكرية ال ...
- من وامعتصماه إلى موائد النفاق...غزة تقاتل وحدها
- غزة ليست للبيع..حين يتحدث المستعمر بلسان المستثمر
- من -تسالا جيس- إلى نساء غزة، وازدواجية المعايير
- مستشفى غزة الأوروبي يخرج عن الخدمة..ومليارات عربية لسيد القص ...
- -القربان- كأداة استعمار...الأقصى بين سلاحين
- حين تفقد القوة بوصلتها..التيه العبري تحت أقدام السابع من أكت ...
- القسام تفتح أبواب الجحيم في رفح
- -مايك هكابي- من دبلوماسي إلى صاحب -نبوءات- و -مبشر-
- المؤامرة الصامتة والأسلحة المحرمة..احموا الأرحام في غزة


المزيد.....




- انهيار سقف مدرسة يودي بحياة عدد من الأطفال في الهند
- الجيش الجزائري يتدخل لإخماد حرائق في عدة ولايات
- موقف محرج بين ترامب ورئيس الاحتياطي الفيدرالي أمام الكاميرات ...
- -ضربة مزدوجة-.. تحقيق صحافي يكشف خطط الجيش الإسرائيلي بقصف ا ...
- رغم استمرار الاشتباكات.. تايلاند تُصرّ على الحل الثنائي دون ...
- دمشق وباريس وواشنطن تتفق على ضمان نجاح العملية الانتقالية في ...
- ماذا يعني الاعتراف بدولة فلسطين؟
- عاجل | سي إن إن عن مصدر مطلع: الوسطاء يواصلون مناقشاتهم بشأن ...
- بيدرو باسكال من المنفى إلى هوليود.. كيف صنع أسطورته الخاصة؟ ...
- تل أبيب غاضبة من اعتراف ماكرون بدولة فلسطين وتوقعات بتصاعد ا ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - -لافندر- و-أين أبي-.. أنظمة قتل ذكية أم أدوات إبادة رقمية؟