أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رانية مرجية - الإنسان الحضن… حين يكون التواضع لغة القلوب














المزيد.....

الإنسان الحضن… حين يكون التواضع لغة القلوب


رانية مرجية

الحوار المتمدن-العدد: 8366 - 2025 / 6 / 7 - 09:34
المحور: المجتمع المدني
    



في زمنٍ تُقاس فيه القيمة بعدد المتابعين، ويُوزن الإنسان بماركة حذائه، تظل هناك زوايا مضيئة من العالم لا تُرى بالعين المجردة، بل تُبصر بالقلب. هناك، حيث الطيبة تسكن، والبساطة تُعاش بكرامة، والناس لا تتصنع، بل تُحب وتُعطي بلا مقابل. هؤلاء هم الناس الحقيقيون الذين يحملون سر البركة في تفاصيلهم. لكن كيف نتعامل معهم؟ وكيف نحيا بينهم دون أن نفقد إنسانيتنا؟
لقد علمتني التجربة، قبل الكتب والمقالات، أن من يتواضع أمام البسطاء يرتقي، ومن يسخر منهم يسقط من حيث لا يدري. التكبر على البسطاء ليس فخراً، بل سقوطٌ أخلاقي وإنساني، وأشد الإعاقات وجعاً ليست تلك الجسدية، بل هي إعاقة القلب الذي لا يعرف الرحمة، وإعاقة الضمير الذي لا يرى غير نفسه، وإعاقة الفكر الذي لا يحتمل اختلافاً ولا يرحب بتنوع.
الناس الطيبون لا يحتاجون منا كثيراً. لا يطلبون قصوراً ولا هدايا باهظة. كل ما يريدونه هو حضن، كلمة طيبة، نظرة احترام، لمسة حنان، وشعور بأنهم مهمون. صدقاً، في عالم مادي قاسٍ، أكثر ما يحتاجه الإنسان هو من يشعره أنه غالٍ ومميز، لا لأنه يملك أو يُتقن، بل لأنه إنسان فقط.
نعم، كن الإنسان الحضن. كن ذاك الذي يطبطب لا لضعف، بل لقوة قلبه. كن الذي يرى في الآخر مرآة لروحه، لا مرآةً لنقصه. لا تُعامل الناس بحسب مظهرهم أو لهجتهم أو موقعهم الاجتماعي. تعامل معهم بإنسانيتك. عاملهم كما تُحب أن تُعامل، وصدقني ستُفتح لك أبواب الخير من حيث لا تحتسب.
وما أجمل صباحات الناس التي تعرف أن “الله محبة”. صباحات الناس التي لا تخجل من الطبطبة، ولا تتردد في قول كلمة حلوة، ولا تتوانى في الوقوف مع من لا سند له. الناس الذين يفهمون أن التواضع ليس ضعفاً، بل حكمة. وأن الاحتواء ليس ترفاً، بل جوهر الحياة.
يا ليتنا ندرك أن أساس النجاح ليس شهادة ولا وظيفة ولا شهرة، بل محبة حقيقية، وتواضع أصيل، واحتواء نابع من روحٍ تعلمت أن ترى الله في وجه كل إنسان.
في النهاية، ستبقى الحياة تختبرنا: هل نرتفع فوق الآخرين لنتفاخر، أم نرتفع بمحبتنا لنكون حضناً دافئاً لمن حولنا؟
صباح الفل والبركة… لكل إنسانٍ ما زال إنساناً



#رانية_مرجية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تعتذر
- المسرح الفلسطيني في أراضي ال48: من الخشبة إلى الحكاية الجماع ...
- المرأة الأرثوذكسية بين الموروث والحداثة
- غزة… حين تُغني الجراح بصوت البحر
- “العربي الجيّد”… ذلك الذي لا يُسمع له صوت ولا يُرى له وجه
- أنا القدس أنا الناصرة أنا الرملة ورام الله
- كنيستي الأرثوذكسيّة
- جميل السلحوت… راوي الجرح الفلسطيني ومؤرّخ الهامش المقدسي
- حين يبتسم الألم: قراءة نقدية في قصتي -إيش يعني مهرّج طبي؟- و ...
- منار حسن… حين تكتب المرأة الفلسطينية كي لا تُمحى
- المرأة التي تكتب من حبر الرحيل والنار: في حب ووجع مريم نجمه ...
- جبل الزيتون لا ينحني قصة للأطفال
- سليم نزال… سليل القلم المقاوم وأيقونة الفكر المستنير
- في حضرة الغياب.. بعد خمسة وعشرين عامًا على رحيل فيصل الحسيني
- تركي عامر… شاعر الجليل الذي لا يعود إلى المرعى
- مريم نجمة… ابنة الشمس والموقف والقصيدة
- سوزان دبيني… بين دفء القصيدة وصوت الوجدان
- -في انتظار اللحظة المُطلقة-
- دينا سليم... حين يكتب الغبار سيرة وطن
- شوقية عروق منصور: صوت فلسطين الأصيل بين الشعر والإعلام والقل ...


المزيد.....




- بعض الأسرى الأوكرانيين ينتظرون المبادلة منذ أربع سنوات
- مظاهرة حاشدة في تل أبيب تطالب بإنهاء الحرب على غزة وإعادة ال ...
- حكومة غزة: جاهزون لتأمين قوافل الإغاثة حتى وصولها لمستحقيها ...
- مظاهرة حاشدة في تل أبيب تطالب بإنهاء الحرب وإعادة الأسرى
- ترحيب أممي بتشكيل لجنتين لمعالجة التوترات الأمنية وحقوق الإن ...
- الأونروا: جياع بغزة أجبروا على الزحف وسط إطلاق نار إسرائيلي ...
- الولايات المتحدة تعيد رجلًا تم ترحيله إلى السلفادور لاتهامه ...
- أهالي الأسرى الإسرائيليين يطالبون ويتكوف بصفقة شاملة وترك مق ...
- سلام يكلف «العليا للإغاثة» بمسح أضرار العدوان على الضاحية
- ألمانيا تكشف نتائج ضربة -العنكبوت- واتهامات متبادلة بين أوكر ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رانية مرجية - الإنسان الحضن… حين يكون التواضع لغة القلوب