أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - الشقاء العربي والأحزاب القومية(4)














المزيد.....

الشقاء العربي والأحزاب القومية(4)


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7855 - 2024 / 1 / 13 - 13:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم تنشأ الحركة القومية ولا أحزابها استجابة لحاجة الانتقال من حضارة الأرض إلى حضارة المصنع ومن التواصل بالمطي والحمام الزاجل إلى المواصلات بسكة الحديد والطائرة والسيارة، بل كردة فعل على حركات قومية أخرى، ضد التركية في البداية ثم ضد الصهيونية في مرحلة لاحقة.
مصطلح "الثورة" أول ضحية لهذه الانطلاقة المغلوطة. تأسست مسيرة العروبة على هذا الخطأ، منذ "الثورة العربية الكبرى" في بداية القرن الماضي إلى احتلال الجيش العراقي الكويت عند نهاية القرن. الثورة تعني السلطة ولا شيء غير السلطة.
البداية مبررة. في لحظة تفكك ولايات السلطنة كان لا بد من البحث عن إطار سياسي حديث لإدارة شؤون الاستقلال، فاختزلت السياسة بالسلطة، وفاز قائد الثورة بمملكتين في العراق وشرق الأردن كجائزة ترضية. الحركة القومية ورثت هذا الهوس وحولته إلى نهج عنوانه التمسك بالسلطة ولو كان الثمن تفكك الدول والأوطان وزجها في أتون الحروب الأهلية.
يمكن، على ما قيل، اختصار الاقتصاد الرأسمالي بعبارة "السلعة صنم". سمير أمين حاول أن يستكمل نظرية ماركس الاقتصادية فاختصر السياسة بعبارة "السلطة صنم"، ولو عاصر ماركس الأحزاب القومية العربية، بما فيها الأحزاب الشيوعية، لقال السلطة وثن، وثن من تمر يأكله الحاكم حين يجوع. حافظ الأسد ليس الوحيد الذي مات وهو على العرش. ورث منه خالد بكداش هذا التقليد فغادر هو الآخر منصة "إلى الأبد"، من غير قافية، لكن بعد أن قضى على وحدة حزبه، تاركاً ذريته في مهب البعثرة.
الخطأ الأول، بل الخطيئة الأصلية، أي هوس السلطة، شكل منبع أخطاء متناسلة. لم تكن العروبة استجابة لحاجة التطور بل استئناف للعصر الذهبي للخلافة، وفي أفضل الحالات استعادة لعصر الدويلات. أراد حافظ الأسد من التاريخ، بحسب أحد ظرفاء المعارضة السورية، أن يكتب في سجلاته عن دولة بني الأسد، على غرار دولة الحمدانيين أو بني بويه أو السلاجقة.
الأمة قبل الدولة، والسلطة قبل الدولة في نظر أحزاب الأمة وحكامها. ولسان حالهم، "ألا كل شيء ما عدا السلطة باطل" هي إلههم الأرضي وقبلتهم. كل شيء باطل ومؤجل، ولا سيما الحرية، مع أنها ركن ثابت في ثلاثياتهم، وحدة حرية اشتراكية، وحدة تحرر ثأر. أخذوا عن بسمارك استخدام القوة لتأسيس الوحدة، فكرروا محاولاتهم الفاشلة في تجارب الوحدة لا لتعزيز الدولة الوطنية بل للقضاء عليها لأنهم لا يعترفون بوجود كيانات وأوطان حتى لو صار عمرها قرناً من الزمن، بل وطن واحد هو الوطن العربي.
الفكرة القومية تولى الحديث عنها نخبة من المفكرين الكبار، ثم ما لبث الناشطون السياسيون أن صادروها واحتكروا تمثيلها وشحنوها، مدفوعين بهوس السلطة، بشوفينية مقيتة، وحولوها إلى أداة تسلط واستبداد إلى الحد الذي جعل أحد المؤرخين العرب يرى فيها ما يشبه النازية والفاشية والتوتاليتارية والصهيونية التي لم تكن كلها سوى "ثمرات مرّة للفكرة الجوهرانية المطلقية عن الأمة وهويتها"
الدعوة إلى الوحدة العربية ابتكار شامي، تولى الدعوة إليها أحزاب تأسست في سوريا وانتشرت في بلاد الشام ولم يكن لها سوى"سفراء" في الجزيرة أو في إفريقيا العربية. حين استقلت الولايات العربية عن السلطنة أعيد رسم حدود الأوطان في بلاد الشام وحدها. التجزئة كانت موجودة في ظل السلطنة وقبل الاستعمار، لكن الأحزاب القومية لم تعترف بحقائق التاريخ وتمسكت بنظرية المؤامرة وصوبت على عدو خارجي لتتستر على ممارستها الاستبداد.
أحزاب الأمة لم تنجح في إيجاد علاج للشقاء العربي، لأن فاقد الشيء لا يعطيه وربما لأنها أحد أسبابه؟



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضحايا أم تضحيات؟
- هل هناك حل ديني للشقاء العربي(3)
- هل هناك استبداد ديني؟
- -شقاء العرب- هل ينفع العلاج اليساري ؟
- شقاء العرب أم خروجهم من التاريخ؟
- -اللحظة القومية العربية- في لبنان(2)
- -حماس- واللحظة القومية(1)
- بعد اليسارية والقومية ما مصير أحزاب الإسلام السياسي؟
- ألا تكفي فضائح التيار ؟ ماذا ينتظر الثنائي؟
- من الرابح في حرب التراشق السياسي؟ بين الممانعة وخصومها في لب ...
- نقاش مع منهج تفكير الممانعة
- خارطة طريق إلى الحل في غزة
- إذا انطفأت في غزة هل ستندلع في لبنان؟
- هل ننتصر بالسلاح الغيبي
- حماس كاميكاز الثورة*
- حماس بين التحرير والتحرر وطني
- الثورة عدو ما تجهل
- حوار افتراضي بين النكبتين
- نعم لبطولات حماس لا لمشروعها السياسي
- فلسطين ليست قضية دينية


المزيد.....




- منها شطيرة -الفتى الفقير-..6 شطائر شهية يجب عليك تجربتها
- ترامب يرد على أنباء بدء محادثات سلام مع إيران ويؤكد: نريد -ن ...
- في حالة الحرب.. هل تغلق إيران مضيق هرمز؟
- هل سمعت عن مباراة كرة قدم انتهت نتيجتها بـ 149 هدفاً مقابل ل ...
- خامس يوم في معركة كسر العظم بين إسرائيل وإيران وواشنطن تدخل ...
- أوروبا الشرقية تستعد للأسوأ: مستشفيات تحت الأرض وتدريبات شام ...
- طهران وتل أبيب تحت القصف مجددا ـ وترامب يطالب إيران بـ-الرضو ...
- هل حقا إيران قريبة من امتلاك القنبلة نووية؟
- ارتفاع عدد الضحايا.. هجوم إسرائيلي دام على منتظري المساعدات ...
- كاتس يحذر خامنئي: تذكر مصير الدكتاتور في الدولة المجاورة!


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - الشقاء العربي والأحزاب القومية(4)