أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - حماس كاميكاز الثورة*














المزيد.....

حماس كاميكاز الثورة*


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7803 - 2023 / 11 / 22 - 11:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لمنظمة حماس الفضل في هذا الفيض من التضامن العالمي الذي أُغدق على القضية الفلسطينية على الصعيدين الشعبي والحكومي، لأن العملية البطولية نفضت الغبار عن قضية كادت أن تصبح طي النسيان. حصتها من هذا التضامن كادت أن تكون صفراً. فهل هذا من عدل التاريخ أم من ظلم الرأي العام؟
حماس ومؤيدوها يقرأون التاريخ بغير هذه العين. هم يرون في ما حصل هزيمة لجيش لم يهزم أمام الجيوش العربية مجتمعة. أذله أبطالها حين اجتاحوا غلافاً كرتونياً من بشر تجمعهم عنصرية دينية وأساطير ومصالح البلدان الاستعمارية.
عين حماس الجهادية "لم تعد ترى في الموت ثمناً ممكناً أو محتملاً، بل الوسيلة الحتمية للهدف المنشود، لا بل الهدف بذاته" بحسب تعبير سمير قصير في كتابه "شقاء العرب"(دار النهار)، أو بحسب طقوس التبريك التي يقيمها حزب الله للشهداء، أو بحسب تفسيرهم النصوص الإيمانية التي تحسب أن الجنة هي جزاء من يقتلون " في سبيل الله" لا من أجل الوطن، ولا يحسبون أمواتاً "بل أحياء عند ربهم يرزقون"
العين السياسية الحزبية لها رأي آخر. مقياس النصر والهزيمة عندها هو الإمساك بالسلطة. ما دامت سلطة الحزب وقيادته بخير فالنصر محتم. بهذا المقياس انتصر النظام السوري في حرب تشرين واحتفل ويحتفل غداة كل هزيمة، حتى لو كان ثمن ذلك التخلي عن القنيطرة والجولان وعن أكثر من نصف الشعب السوري بتشريده في أربع أصقاع الأرض. فهل هذا ما تريد أن تفعله حماس بالشعب الفلسطيني في غزة؟
طبعاً لا. هي لم تقصد ذلك، لكن ما يحصل يدمي القلوب. عشرات آلاف القتلى. هذا ليس رقماً. إنهم أحياء يرزقون على هذه الأرض لا في وعود السماء. هل إذا قتل طفل يكون موته في سبيل الله؟ لا وقت للعودة إلى السؤال الفلسفي عن مصير الإخوة الثلاثة. ولا يمكن أن نعزز انتصاراتنا بزيادة أعداد الشهداء. هذه كانت ثقافة الموت في مراحل التبشير الديني. أما حرية الشعوب، وحرية الاعتقاد، وحرية الالتزام الحزبي والتحرر من الاستعمار فمقاييسها مختلفة.
لكل حرب نهاية. حرب داحس والغبراء، حرب السبع سنوات، حرب الثلاثين سنة والحربان العالميتان كلها انتهت، وحين تنتهي يصبح إحصاء الخسائر فيها من التاريخ. الرابح الوحيد هو الممسك بالسلطة. هو الذي يشرف على دفن الموتى ويحصي الغلال ويوزع الأرباح على القادة الأحياء. فماذا عن حرب غزة؟ من هي الجهة التي ستترجم انتصار القضية، ومن هي السلطات التي ستتولى إدارة الهزائم، هزيمة نتنياهو والسلطة الفلسطينية وحماس معاً؟
أخطأت حماس في اختيار اللحظة. توهمت دعماً سيأتيها بغير حساب، من رام الله وعمان وبيروت وطهران ومن كل العواصم وأن نهاية إسرائيل اقتربت ونهايات "جاهلية القرن العشرين" وعصور الكفر والزندقة والكوارث الإنسانية، فأصابها الخذلان. أخطأت لأنها لم تميز بين الحلم والوهم، بين الممكن والمتخيل. أخطأت لأنها انطلقت من مغامرة العقل الأصولي، وكل أصولية تعصب وتطرف.
السلطة الإسرائيلية انحدرت إلى مزيد من التطرف وقادت حملة إرهابية على التسويات، حتى على حل الدولتين. هي لا تحسن القراءة إلا في كتب العنصرية وفي الوصايا التلمودية. السلطة الفلسطينية جسدت التطرف بالمقلوب، أي الانكفاء حتى التخلي، حتى إطفاء جذوة القضية.
من الظلم ألا يخرج تنظيم حماس من هذه المعركة بنصر مؤكد. لكن سعيه إلى النصر يتنافى مع بحثه عن السلطة. هو يستحق النصر إن ارتضى أن يتخلى عن السلطة وأن يكون استشهادي الثورة وكاميكاز القضية؟
*الكاميكاز "رياح الآلهة والهجمات الانتحارية" اليابانية



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس بين التحرير والتحرر وطني
- الثورة عدو ما تجهل
- حوار افتراضي بين النكبتين
- نعم لبطولات حماس لا لمشروعها السياسي
- فلسطين ليست قضية دينية
- دعم الشعب أم دعم الحرب؟
- حزب الله خاسر حتى لو انتصر
- رسالة إلى حزب الله
- لا ينتصر من سلاحه النحيب؟
- النبطية و17 تشرين
- مع القضية أم مع حاملي لوائها؟
- تسوية في فلسطين أم حسم (10)الأسئلة المغلوطة
- عميل بسمنة وعميل بزيت الثنائيات المغلوطة(9)
- أخطاء في حسابات الممانعة
- الثنائيات المغلوطة (8) نقد أم تجريح؟
- نواب التغيير وناخبوهم
- الثنائيات المغلوطة (6)الخارج والداخل
- الأسئلة المغلوطة (5) احتلال أم تدخل؟
- أفعل التفضيل أفضل التعطيل
- الثنائيات المغلوطة(4) الخوف والغبن


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يُطالب سكان بعض مناطق رفح بـ-الإخلاء الفوري ...
- شاهد لحظة مداهمة الشرطة الإسرائيلية مكتب قناة الجزيرة القطري ...
- شاهد: حرب غزة تخيم على احتفالات عيد الفصح في كنيسة القيامة ف ...
- شاهد: جنود أوكرانيون يحتفلون بعيد الفصح على جبهة القتال في د ...
- شويغو: التشكيلات المشاركة في العملية العسكرية الخاصة تتقدم ب ...
- الجيش الإسرائيلي يدعو الفلسطينيين لإخلاء مناطق محددة في رفح ...
- تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال ...
- كيف ينظر الداخل الفلسطيني لقرار إغلاق مكاتب الجزيرة؟
- بعد طي صفحة الانتخابات.. لماذا تحتاج تركيا لدستور جديد الآن؟ ...
- إسرائيل تبدأ إجلاء السكان تمهيدا لاجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - حماس كاميكاز الثورة*