أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - لا ينتصر من سلاحه النحيب؟














المزيد.....

لا ينتصر من سلاحه النحيب؟


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7771 - 2023 / 10 / 21 - 11:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في تسعينات القرن الماضي نشر الشيخ محمد مهدي شمس الدين كتابه "في ضرورات الأنظمة وخيارات الأمة"، دعا فيه الشعوب إلى مقاومة التطبيع لا إلى مقاومة الأنظمة. أحجم الإسلاميون عن اعتماده مرجعاً فكرياً لهم، لأنه يدين "استمرار الإدارة نفسها" الذي يؤدي إلى التمزق. هذا مطابق في مضمونه لقول منسوب إلى أينشتاين مفاده أن تكرار المقدمات والمعطيات والظروف ذاتها لا يمكن أن يؤدي إلى نتائج مغايرة.
ماذا تبدل في المواجهات العسكرية مع الكيان الصهيوني منذ تأسيسه؟ العقل ذاته والنهج ذاته. لا نملك غداة كل معركة غير إحصاء الفظاعات الوحشية للصهيونية ورجم الجبهة المعادية بأقذع الشتائم. فعلنا ذلك بعد النكبة وبعد النكسة. حتى حين كانت تلوح في الإفق بعض نقاط مضيئة كان "استمرار الإدارة" والنهج يؤدي إلى تمزيق الوحدة. الوسيلة جاهزة، لغة التخوين والتكفير.
في منطق هذه الإدارة وذاك النهج، كل حزب بالنسبة للحزب الآخر كافر وخائن. وحدها إسرائيل، يقول الشيخ، "واجهت الكل وانتصرت على كل الكفرة وعلى كل الخونة، أما نحن فما زلنا مصرين على عدم المراجعة". وكل حزب يصر على إجراء فحص دم وطني وقومي للحزب الآخر في المختبر ذاته، مختبر القرار المنفرد ودعوة الجميع إلى الموافقة والإذعان والانخراط وإلا فالويل والثبور والتخوين والتكفير وعظائم الأمور.
في المواجهات مع الجيش الإسرائيلي سيذكر التاريخ بطولات عربية كثيرة سطرها مقاومون أفراد وجيوش في عشرات الحروب والمعارك. وسيذكر انتصاراً وحيداً يوم خرج جيش العدو ذليلاً من لبنان في عام 2000 . بعد عشرين عاماً على النكبة، شهدت "الإدارة" تجديداً مهماً تمثل في ولادة المقاومة الشعبية المسلحة، التي بدأت فلسطينية وسرعان ما صادرتها واحتكرتها أنظمة وحكومات وأحزاب وتنظيمات غير فلسطينية. غير أن هذا الجديد أصيب بما أصيبت به "الإدارة"، ولا سيما بعد قيام دولة فلسطينية في غزة ورام الله.
استعادت المقاومة الشعبية نهج الجيوش الحكومية في محاربة الجيش الإسرائيلي واعتمدت التخوين والتكفير معياراً للعلاقة بين مكوناتها أو مع سائر القوى الصديقة والحليفة والمحايدة. إما أن تكون معي وتلتزم بخطي وأوامري وتكتيكي واستراتيجيتي أو أنت خائن للقضية.
استدرج قطاع غزة إلى الوقوع في هذا الفخ يوم أعلن انفصاله عن رام الله، وحزب الله يوم قرر منفرداً شكل المواجهة مع العدو الصهيوني، فاستعاد كل منهما لغة عسكرية مستلهمة من "مجريات معركة اليرموك ووقائعها"، التعبير للشيخ شمس الدين، لا من فنون الحرب الحديثة القائمة على العلم، حيث لا تواجه الطائرة إلا بطائرة والدبابة بغير دبابة.
ظاهرتان هما من نتائج استمرار "الإدارة" على النهج ذاته. الأولى اعتماد معيار الأنظمة في قياس الانتصار والهزيمة. يخرج منتصراً من تبقى قيادته سليمة في نهاية المعركة، حتى لو كانت الكلفة البشرية والمالية غالية جداً. نحتفل بالانتصار في حرب تشرين مع أن إسرائيل احتلت مساحات جديدة من الأراضي السورية، وغدا سنحتفل بانتصار غزة إذا تمكنت قيادات حماس من الصمود، حتى لو سويت المدينة بالأرض ومسحت معالمها وتشرد من بقى من أهلها على قيد الحياة.
الظاهرة الثانية هي مواجهة الوحشية الإسرائيلية بالتصويب خبط عشواء وبالنحيب. نتسول الدعم من المجتمع الدولي على صور الدمار أو صور الأطفال والنساء والكهول الهائمين في الطرقات أو الباحثين عن ماء وطعام وسط الحصار. نشعل النار بأعلام أميركية أو بجيران السفارة. نخوض حرباً لغوية لاستعادة إسم فلسطين على الخريطة.
نعم "المسألة مسألة مراجعة"، ولن ننتصر قبل أن نخوض بشجاعة معركة النقد ذاتي.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النبطية و17 تشرين
- مع القضية أم مع حاملي لوائها؟
- تسوية في فلسطين أم حسم (10)الأسئلة المغلوطة
- عميل بسمنة وعميل بزيت الثنائيات المغلوطة(9)
- أخطاء في حسابات الممانعة
- الثنائيات المغلوطة (8) نقد أم تجريح؟
- نواب التغيير وناخبوهم
- الثنائيات المغلوطة (6)الخارج والداخل
- الأسئلة المغلوطة (5) احتلال أم تدخل؟
- أفعل التفضيل أفضل التعطيل
- الثنائيات المغلوطة(4) الخوف والغبن
- في سبيل قيام تيار وطني ديمقراطي في الجنوب
- في سبيل بناء الوطن والدولة
- سبب افتراقي عن الحزب الشيوعي
- محمد علي مقلد
- مع العلمنة أم ضدها؟
- مع الحوار أم ضده
- مع قضية المثليين أم ضدها؟
- حين تخبط المعارضة خبط حولاء
- في نقد 13 نيسان (24) مصالح أم مساعدات دولية؟


المزيد.....




- 60 قتيلًا في فيضانات مدمّرة شمال الصين.. ودار للمسنين تتحول ...
- استقالة رئيس وزراء ليتوانيا في إطار تحقيق بشأن مخالفات مالية ...
- ملف حصر السلاح يضع حزب الله والدولة اللبنانية على مفترق طرق ...
- السجن مدى الحياة لسويدي لدوره بقتل طيار أردني
- روبيو: الاعتراف بدولة فلسطينية يقوض المفاوضات ويزيد تعنت حما ...
- كاتب تركي: ما أهمية ميثاق التعاون الدفاعي بين تركيا وسوريا؟ ...
- العلاقات الروسية السورية.. اتفاقيات للمراجعة وملفات للمستقبل ...
- استهدفتها بأسلحة جديدة في مواقع مختلفة.. ما رسائل موسكو لكيي ...
- 15 قتيلا في هجوم روسي على كييف وزيلينسكي يدعو إلى -تغيير الن ...
- شاهد.. لحظة انقسام لعبة -البندول- في مدينة ملاهي بالسعودية إ ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - لا ينتصر من سلاحه النحيب؟