أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - الثنائيات المغلوطة(4) الخوف والغبن














المزيد.....

الثنائيات المغلوطة(4) الخوف والغبن


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7733 - 2023 / 9 / 13 - 16:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



انبنى وعي اللبنانيين منذ الاستقلال على ثنائية مغلوطة عنوانها خوف المسيحيين من غلبة عددية في محيط إسلامي وغبن لحق بالمسلمين في لبنان بسبب هيمنة المارونية السياسية على النظام. انفجرت الحرب الأهلية وأطرافها يبحثون عن معالجة لهذه الثنائية، وتوصلوا في اتفاق الطائف، انطلاقاً منها، إلى إقرار إسلامي بلبنان وطناً نهائياً وتنازلات عن امتيازات منسوبة إلى المسيحيين، جرى تلخيصها بإعادة توزيع الصلاحيات بين الرؤساء.
الخوف صحيح. وهو متجذر في الذاكرة المسيحية منذ أيام السلطنة. والغبن صحيح لأن المارونية السياسية أيام الانتداب وفي المرحلة الأولى من الاستقلال، ثم في مرحلة ما بعد الطائف، ولاسيما ما بعد نهاية عهد ميشال عون، شككت بلبنانية أهالي الأقضية الأربعة المنضمين إلى لبنان الكبير من غير المسيحيين، واستندت في شكوكها إلى بعض الدعوات للالتحاق بسوريا الكبرى وإلى هالة أحيط بها دور عبد الناصر القومي وإلى تنامي دور حزب الله وراعيه الإيراني في لبنان والمنطقة. لكن تشخيص أزمة النظام اللبناني بهذه الثنائية هو المغلوط، بدليلين اثنين، عهد فؤاد شهاب واتفاق الطائف.
الدليل الأول أثبت أن احترام الدستور(الكتاب، بحسب تعبير فؤاد شهاب)، سبيل صالح لبناء وطن لا يشعر فيه أحد بالخوف، ولبناء دولة لا يشعر فيها أحد بالغبن. فيما أثبت الثاني أن انتهاك الدستور بعد التعديلات التي أدخلت عليه هو المسؤول عن مفاقمة أزمة تمتد جذورها إلى ما قبل التعديلات، وخصوصاً إلى انتهاك مبدأ المساواة بين المواطنين.
التشخيص بالثنائية مغلوط لأنه، استناداً إلى الشعور بالخوف وإلى الشعور بالغبن، أي إلى ظاهرات دراستها من اختصاص علم النفس، ليقترح وصفة علاجية لقضية سياسية، ما أباح اللجوء إلى المنهج ذاته في مقاربة قضايا أخرى كالطائفية وإزالتها من النفوس قبل النصوص. لو كان هذا المنهج صالحاً لوجب أن يكون الحكام في كل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية من علماء النفس لا من علماء السياسة والاقتصاد ورجال الدولة.
المنهج السياسي يقول غير ذلك. حين لا يتساوى المواطنون أمام القانون، يتسرب إلى نفوسهم الخوف من الآخر المختلف في عقيدته السياسية ودينه وطائفته ولونه وجنسه، وذلك لأنهم لا يعرفون أن الاختلاف من طبائع الخلق. ففي الدين، "لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة"(القرآن)، وفي الفلسفة "الموت في التماثل والاختلاف حياة الزمان"(مهدي عامل).
لا يزول الخوف بجعل المواطنين متماثلين في الأفكار السياسية والعقائد الدينية، ولا بتجميع المتشابهين في كانتون واحد، بل بجعلهم جميعاً، رغم اختلافاتهم، سواسية أمام القانون. وإلا فإن المنهج النفسي يذهب بالمواطنين إلى المصحات، كما أن المنهج الكانتوني سيرمي بهم في تهلكة الحروب داخل البيت الواحد.
التنوع من خصائص المجتمعات الحديثة في الحضارة الرأسمالية، وإلغاؤه لا يعني سوى العودة إلى الحضارة السابقة، حضارة الأرض، وإلى أنظمة الاستبداد ومن بينها نظام الملل بنسخة معدلة أطلقوا عليها إسم الفدراليات.
التنوع مزية ومصدر غنى وثروة وطنية. في دولة الكفاءة وتكافؤ الفرص لا يسأل عن الاختلاف إلا لأنه حق من حقوق الإنسان قرين الحرية. أما في دولة التشبيح الميليشيوي فلا فضل لمواطن على مواطن إلا
بحجم الولاء للزعيم في الطائفة أو في حزب الطائفة. هناك يتدنى معيار الكفاءة حتى حدود التزلف وتسود قيم الراعي والرعية والقطيع ومصطلحاتها المناسبة.
ثنائية الخوف والغبن تعالج في إطار الديمقراطية في دولة القانون والمؤسسات والكفاءة وتكافؤ الفرص.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سبيل قيام تيار وطني ديمقراطي في الجنوب
- في سبيل بناء الوطن والدولة
- سبب افتراقي عن الحزب الشيوعي
- محمد علي مقلد
- مع العلمنة أم ضدها؟
- مع الحوار أم ضده
- مع قضية المثليين أم ضدها؟
- حين تخبط المعارضة خبط حولاء
- في نقد 13 نيسان (24) مصالح أم مساعدات دولية؟
- (24)البطركية المارونية عمرت. المارونية السياسية دمرت
- (23)الممانعة ونقد الحرب الأهلية
- ما بعد رياض سلامة ليس كما قبله
- في نقد 13 نيسان (22) الصحافة
- بكاء على الهريسة لا على الحسين
- في نقد 13 نيسان المجتمع المدني 21
- في نقد 13 نيسان (20)النظام السوري
- الحاكم ونوّابه
- في نقد 13 نيسان (19) منظمة التحرير الفلسطينية
- في نقد 13 نيسان (18) القطاع المصرفي
- في نقد 13 نيسان (17) رجال الدين


المزيد.....




- غضب في إسرائيل بشأن تصريحات نتنياهو عن أهداف حرب غزة
- 29 قتيلا في غارات إسرائيلية على غزة ومنظمة الصحة تندد بتقاعس ...
- تغير المناخ والجفاف يقوضان الثروة الحيوانية بالعراق
- وزارة الدفاع الروسية تنشر وثائق عن اقتحام الجيش الأحمر لبرلي ...
- تجدد إطلاق النار في كشمير مع إجراء البحرية الهندية تدريبات ع ...
- الإكوادور.. وفاة 8 أطفال بسبب عامل معدٍ لا يزال مجهولا
- الدفاعات الجوية الروسية تصد محاولة هجوم بالمسيرات على سيفاست ...
- الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة لن تلعب بعد الآن دور ال ...
- تحذير صحي هام.. منتجات غذائية شائعة للأطفال تفتقر للعناصر ال ...
- الدروز يغلقون عدة مفارق مركزية شمال إسرائيل في مظاهرات مطالب ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - الثنائيات المغلوطة(4) الخوف والغبن