أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - في نقد 13 نيسان المجتمع المدني 21














المزيد.....

في نقد 13 نيسان المجتمع المدني 21


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7680 - 2023 / 7 / 22 - 11:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أتيح لي أن ألتقي موظفاً من أصول عربية في منظمة الأونيسكو في باريس. بحثت معه سبل التعاون مع المجلس الثقافي للبناني الجنوبي. أفادني أن بإمكان المنظمة أن تتعاون مع مؤسسات غير حكومية في مجال حماية الآثار. فور عودتي تقدمنا إلى وزارة الداخلية بطلب ترخيص لجمعية تهتم بحماية الآثار في لبنان، أعضاؤها المؤسسون مجموعة من أساتذة الجامعة اللبنانية ذوي الاختصاص.
الإجراءات الروتينية، الأمنية والإدارية تتطلب استقصاءات الأجهزة الحكومية مدة أسابيع للتحقق من نظافة سجلات المؤسسين لكن جواب الوزارة تأخر كثيراً ليحجب الترخيص في نهاية الأمر عن أصحاب الطلب ويعطيه بعد تسعة أشهر للجنة أخرى ترئسها سيدة هي إبنة مسؤول حكومي وزوجة مسؤول حكومي آخر.
في سجلات وزارة الداخلية مئات التراخيص لجمعيات وأندية ومؤسسات. في غمرة انفجار ثورة 17 تشرين طفت على سطح الأحداث مجموعات حشرت نفسها تحت إسم المجتمع المدني، بعضها إسم على غير مسمى ولا يمثل غير صاحب الصفحة على وسائل التواصل، وبعضها من صناعة أهل السلطة للتشويش على المنظمات غير الحكومية الموجودة قولاً وعملاً ونشاطاً مستمراً على امتداد عقود.
قليلة جداً الجمعيات التي تنأى بنفسها عن العمل السياسي كالصليب الأحمر، وعديدة الجمعيات التي أسسها مسؤولون حكوميون أو استولوا عليها وحولوها إلى مصبات لمزاريب هدر المال العام. عديدة أيضاً جمعيات وأندية يديرها مؤيدون لأحزاب سياسية يسارية ويمينية في السلطة أو في المعارضة، ما جعلها جزءاً عضوياً من اصطفافات الحرب الأهلية من أبرزها اتحاد الكتاب اللبنانيين الذي ظل يسيطر عليه اليسار حتى الطائف ثم ممثلون عن الممانعة بعد الطائف.
التدخل الحكومي جعل المنظمات غير الحكومية صورة طبق الأصل عن أهل النظام، ما اقتضى التمييز بين هيئات أهلية وهيئات مدنية. النقابات ذاتها لم تسلم من محاصصة بين أحزاب السلطة وزعماء الطوائف. حتى المؤتمر الذي عقدته هذه الجمعيات في باريس قبيل الطائف لم ينج من انقسام بين شرقية وغربية أو بين مؤيد لنظام الوصاية أو معارض له.
دخل الفساد إلى هذا القطاع لا من باب تسييسه وحسب، بل من باب التمويل، وهذا هو الأخطر. ذلك أن عدداً كبيراً من الجمعيات فتح باب الارتزاق على "جهات مانحة" في أوروبا خاصة وفي أميركا، أو باب سرقة المال العام باستئجار الأملاك البحرية والنهرية بأسعار رمزية، منتهكاً مبدأ الشفافية والقوانين المرعية في شأن التمويل ، فيقدم تقارير مالية مزورة أسوة بتجار الدفترين.
شاركت الميليشيات في السلطة غداة الطائف ثم استولت عليها غداة اغتيال رفيق الحريري. اقتدت الجمعيات الأهلية بالميليشيات واستقوت بها وحاولت أن تفعل بالمجتمع المدني ما فعلته الميليشات بالسلطة. النقابات كانت الضحية الأولى بعد أن توالى على وزارة العمل بالتتابع سياسيون من أهل الممانعة عملوا على استنساخ التجربة السورية في العمل النقابي
إلغاء المسافة بين الأهلي والمدني سوغ لبعض رجال الدين مشاركة السياسيين بالفساد المالي فحولوا مؤسساتهم إلى منصات ناطقة باسم زعماء الطوائف، تتقاسم وإياهم مصادر المال الحرام من عائدات التهرب الضريبي أو الإعفاءات المنصوص عنها في القانون.
بعض المنظمات غير الحكومية نجت من سطوة أهل الحكم بفضل مناقبية القيمين عليها واستمرار حصولهم على تمويل "حلال" ودعم محب وتشجيع غير مشروط. مع ذلك لا بد من ضبط هذا الفلتان في المؤسسات غير الحكومية، وهو أمر لا يمكن تحقيقه إلا ضمن الالتزام بأحكام القانون.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نقد 13 نيسان (20)النظام السوري
- الحاكم ونوّابه
- في نقد 13 نيسان (19) منظمة التحرير الفلسطينية
- في نقد 13 نيسان (18) القطاع المصرفي
- في نقد 13 نيسان (17) رجال الدين
- نصيحة إلى الثنائي؟
- في نقد 13 نيسان (16) المغتربون
- في نقد 13 نيسان (15) نوّاب الطائف
- من الخاسر ومن الرابح؟
- الكفاءة بين خطابين رئاسيين
- من يحدد وجهة التغيير الناخب أم النائب؟
- في نقد 13 نيسان (13) الفدراليون
- في نقد 13 نيسان (12) العلمانيون
- في نقد 13 نيسان (11) العروبة والعروبيون
- في نقد 13 نيسان (10)تنظيمات الإسلام السياسي
- في نقد 13 نيسان (9) كراسات الكسليك
- ليس دفاعاً عن رياض سلامة
- في نقد 13 نيسان (9)المثقف القومي
- في نقد 13 نيسان (8) التجمع الإسلامي
- في نقد 13 نيسان (7) التنظيمات القومية


المزيد.....




- السعودية.. فيديو مواطن -يصفع- عاملا وتأثر الأخير مما حصل يشع ...
- تحديث مباشر.. فيديو آثار ضربة إيران في حيفا وتحذير رئيس CIA ...
- شاهد ما قاله ترامب للصحفيين عن سبب صعوبة مطالبته إسرائيل بوق ...
- هل يحل الذكاء الاصطناعي محل الأطباء النفسيين؟
- المعارضة الإيرانية في ظل الحرب مع إسرائيل.. هل ستنجح في إسقا ...
- هجوم إسرائيل على إيران .. دفاع عن النفس وفق القانون الدولي؟ ...
- إسرائيل تعلن تعطيل البرنامج النووي الإيراني لمدة سنتين أو ثل ...
- إيران تعتقل 22 -عميلا- لإسرائيل في قم
- مقصلة الجوع المنصوبة في غزة.. الطريق إلى اللقمة أو القتل
- دوي انفجارات في طهران وهجوم إسرائيلي على منشأة أصفهان النووي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - في نقد 13 نيسان المجتمع المدني 21