أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - في نقد 13 نيسان (16) المغتربون














المزيد.....

في نقد 13 نيسان (16) المغتربون


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7652 - 2023 / 6 / 24 - 11:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إلى جانب الصينيين والأرمن، اللبنانيون، نسبة إلى عدد السكان، هم الأوسع انتشاراً على الكرة الأرضية. لهم "في كل عرس قرص". دشنوا حضورهم النهضوي خارج البلاد في مصر، في الأدب والصحافة والسينما، بحثوا عن مستقر لهم في القارتين الأميركية والأوسترالية وبرز من بينهم وزراء ونواب ورؤساء. قصدوا أوروبا في طلب العلم وإفريقيا في طلب المال، وكانوا قلب الخليج النابض في مجال العمل والاستثمارات. طالتهم المآسي في كوارث الطبيعة من الزلازل كما في تركيا وهاييتي أو في أحداث العنف حتى على شواطئ الفيليبين.
أينما حلوا أبدعوا، رجال أعمال وأطباء ومهندسين وتجاراً ومديري شركات وأصحاب مؤسسات وأساتذة جامعيين. الأوائل بين التلامذة المتفوقين في الرياضيات والحساب الفوري والأوائل بين الطلاب في الجامعات. آخر إبداعاتهم آلة للتواصل بين الصم والبكم. حتى بين النجوم لهم سفيرة إسمها فيروز.
كل هذا نتاج مواهب وكفاءات ومبادرات فردية. أما على صعيد انتظامهم فهم يضخون كمية كبيرة من العملة الصعبة، على شكل مساعدات لعائلاتهم المقيمة أو استثمارات في المصارف والمؤسسات المالية. لكنهم، وللأسف، شاركوا في الحرب الأهلية أيضاً، إما بتمويلهم الميليشيات أو بتشكيلهم فروعاً لها في الخارج ونقلهم الانقسامات الداخلية، الطائفية والحزبية، إلى حيث ينتشرون.
كان لكل ميليشيا وزير خارجيتها، يزور رعاياه في إفريقيا وأوستراليا والأميركتين لطلب الدعم المالي والسياسي، وللضغط، حيث يكون اللوبي قادراً على ذلك، من أجل توظيف موقف الدولة المضيفة لصالح المشروع الفئوي لا الوطني. لم يكن انقسام ممثلي المغتربين سوى انعكاس لانقسام داخلي وترجمة لرغبة زعماء المحاصصة في النظام اللبناني، فاقتضى التوزيع، الاغتراب الإفريقي للشيعة والأميركي للمسيحيين، باعتبار المنافسة قائمة بين مشروعي المارونية السياسية والشيعية السياسية.
سعى المشروعان إلى الاستثمار بين المغتربين. فيما انتهى الطائف إلى وقف العد، بحسب تعبير رفيق الحريري، استنجدت المارونية السياسية بملايين المتحدرين من أصل لبناني في القارة الأميركية ولاسيما في البرازيل، لكن الاستجابة لم تكن على قدر التمني. ذلك لأن ارتباط الجيل الثاني من الأولاد والأحفاد بالوطن الأم ينقطع بانقطاعه عن اللغة العربية وعن العادات والتقاليد ومرقد العنزة. ولم يكن ذا جدوى استبدال الاغتراب بالانتشار. المشكلة ليست في اللغة.
الشيعية السياسية لم تجد الصعوبات ذاتها بين الأثرياء الجدد من مغتربي إفريقيا أو بين العاطلين عن العمل من طالبي اللجوء السياسي في ألمانيا، ووظفت وجودهم إما في التمويل ولو بأساليب غير شرعية أو في التعبئة المذهبية استناداً إلى مزاعم حرمان تاريخي عانى منه أول جيل شيعي أيام الاستقلال، واستثمره جيل الحرب الأهلية انخراطاً في الأعمال الحربية وتمكنت القيادات الميليشيوية بمساعدة نظام الوصاية من قطف ثماره.
قانون الانتخاب الذي تم اعتماده في الدورتين الأخيرتين منح المغتربين الذين لم يتحولوا بعد إلى متحدرين من أصل لبناني، مساحة أكبر من حرية الاختيار، من غير أن يلغي دور الميليشيات في التعبئة والحشد على صناديق الاقتراع الاغترابية أو في الربوع اللبنانية. صدى صوت المغترب رجح في بعض الدوائر كفة عدد ممن ترشحوا بوهج ثورة 17 تشرين، وكان ضعيفاً في الدوائر التي لم تتطابق فيها رغبة المغتربين بالتغيير مع آليات التنافس المحلي بين المرشحين.
الدياسبورا اللبنانية قادرة على لعب دور فاعل في إنقاذ الوطن من أزماته المتواصلة، إذا ما تأمنت لها شروط الالتفاف حول مشروع التغيير وإفراغ أمتعة السفر من مصطلحات الصراع الداخلي.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نقد 13 نيسان (15) نوّاب الطائف
- من الخاسر ومن الرابح؟
- الكفاءة بين خطابين رئاسيين
- من يحدد وجهة التغيير الناخب أم النائب؟
- في نقد 13 نيسان (13) الفدراليون
- في نقد 13 نيسان (12) العلمانيون
- في نقد 13 نيسان (11) العروبة والعروبيون
- في نقد 13 نيسان (10)تنظيمات الإسلام السياسي
- في نقد 13 نيسان (9) كراسات الكسليك
- ليس دفاعاً عن رياض سلامة
- في نقد 13 نيسان (9)المثقف القومي
- في نقد 13 نيسان (8) التجمع الإسلامي
- في نقد 13 نيسان (7) التنظيمات القومية
- في نقد 13 نيسان (6) اليسار الشيوعي
- في نقد 13 نيسان (5) حزب الله
- في نقد 13 نيسان كمال جنبلاط(4)
- 13 نيسان، في نقد النقد المارونية السياسية(3)
- 13 نيسان: في نقد النقد (2) الشيعية السياسية
- 13 نيسان: في نقد النقد(1)
- -زعتر بري- ومبدعة من بلادي


المزيد.....




- حذره من -مصير- صدام حسين.. وزير دفاع إسرائيل يهدد خامنئي
- العاهل الأردني: العالم يتجه نحو -انحدار أخلاقي- أوضح أشكاله ...
- العاهل الأردني: هجمات إسرائيل على إيران -تهديد للناس في كل م ...
- الجبهة الداخلية الإسرائيلية تحذر: إيران غيرت طريقة هجومها وم ...
- -أكثر من مجرد مدينة-.. ما أهمية الضربات الإيرانية على هرتسيل ...
- خيارات إيران أمام هجمات إسرائيل.. ردّ استراتيجي نعم لكنه أيض ...
- الإسرائيليون في مواجهة الصواريخ الإيرانية.. مغادرة للخارج ...
- بين نشوة المفاجأة وشبح الحسابات الخاطئة.. ما مآل رهان نتنيا ...
- لقطات لمجزرة ضد منتظري المساعدات الإنسانية في خان يونس
- شاهد.. رد فعل ميلوني على همسة ماكرون في قمة السبع يثير تفاعل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - في نقد 13 نيسان (16) المغتربون