أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد علي مقلد - -زعتر بري- ومبدعة من بلادي














المزيد.....

-زعتر بري- ومبدعة من بلادي


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7581 - 2023 / 4 / 14 - 11:50
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


هي صوفيا فرحات، تخرجت من السوربون، صارت باحثة وكتبت شعراً بالفرنسية. سأحاول أن أقدمها لكم بقلمها. من "زعتر"، عنوان قصائدها المنشورة في دار برونو دوساي، سأجعلها تروي، بكلمات نقلتها من كتابها، مع شيء من التصرف، حبها للحياة وكرهها للحرب وحنينها إلى الوطن.
"إن شئت أن تتعرف عليّ، قطّعِ الأسلاك الشائكة وارمها بعيداً، نقّب في أحشائي، ففي داخلي سيتفتح زهر اللغة. حكايتي مسبوكة من حروب وزعتر. ولدت تحت القذائف وسأموت بين الكلمات. لعلني أستطيع أن أفك الأسلاك وأكتب شعراً معطراً بالزعتر. أهديه لوالدي لأحمل المشعل بعده في سباق البدل.
خلف الحدود الأخرى لطفولتي، جدتي المقاوِمة نقلت السلاح في "لَكَنِ" العجين. جدي صنع من القصب لأولاده أقلاماً للكتابة. أتى أبي من صلبهما يحمل أشعاراً وجداول ومقاومة وجعلني أتدفق من "نبع الطاسة". عمتي فدوى. لم تنقذها سنواتها الثمانية عشرة من البربرية. ظلت تحلم برؤية البحر ولم تره. إنها الحرب. لكي تتعرفوا على عائلتي سأقدم لكم كتاب أبي"سنابل العمر"، وهو من أجمل ما كُتب في تمجيد الفقر وحب القرى وأدب المعتقلات.
أبي كان يحلم بلبنان حر وعلماني، كرس حياته من سن السادسة عشرة للمقاومة. انا كنت طفلة أيام الاجتياح الاسرائيلي ونذرت حياتي للشعر.
تتالت الحروب والمنافي. تشقق المجتمع اللبناني. الزعتر وحده ظل يزين الأمكنة في بيوتنا وفي منافينا القريبة.
عنف توالى بعد عنف. لكن خيطاً من الضوء يطل من بعيد لنرتق به آمالنا الممزقة. حتى لو سقط المطر على رأسي زخات زخات، سأنهض بشعري المبلل وسأتابع الرقص
ها أنذا امرأة مليئة بالعنف بالرغبات. ها أنا ملء نفسي. الطيور تهاجر نحو الجنوب وأنا نحو الغرب، إلى باريس، مدينة النور، لعل قبساً منها يضيئ سماء بيروت. حملت معي إلى باريس كوباً من الزعتر كالنشيد الغذائي.
صارت من الذكريات. منقوشة الزعتر ملفوفة بورق الجريدة، ونشرب صوت فيروز كالشاي المخمّر. كانت صباحاتنا كالقبل الناعمة على خد البحر الأبيض المتوسط.
حدود بلادي تمتد كالقوس على الأغصان العالية لرمانة زرعها والدي وسقتها والدتي.
من يقدّمْ لك رمانة مقشرة يبدِ لك حباً أصفى من ماء الجداول. الرمانة مليئة بالمعاني. هي الثمرة الطيبة المذاق، وهي القنبلة في يد المقاوم، وهي مدينة أندلسية غناها لوركا. أبي لم يقل لي أحبك. شغلته الحرب عني. لكنه قشر لي أكواز رمان، في كل واحد منها مئات الكلمات، أحبك، ومن كل حبة كان يطل علي فجر جديد.
متى سنزرع الريح يا أبي؟ عندما تنتهي الحرب. ومتى ستنتهي الحرب؟ عندما نزرع الريح ونحصد زعتراً برياً. عندما تنتهي الحرب سيبرعم الشعراء بعد آخر شتوة.
تعالي إلى جلسة هادئة، أسكب لك كأساً من الشاي وتسكبين لي من كلماتك شعراً. هل نتذكر من سقطوا في الحرب وذهبت دماؤهم سدى. لا لم تذهب سدى! ها هي تسيل حبراً في القصيدة. إذن أعطني كل ما تختزنه من حقد لأكتب شعراً ضد العنف وضد الحروب.
أحن إلى أرض هي أول الكون. إلى صباحات جرجوع في أيلول. شهر التين والعنب. أشتهي أن أذوق التين كأنه الفجر وأن أمتص الفجر كأنه كوز التين.
تعالي يا بيروت. سأنتزع عنك عقد لآلئك الطائفية وأحيط عنقك بعقد من عطر الزعتر. بوحي على كتفي، سيبزغ فجر جديد، ستولدين ساطعة حرة علمانية. أنت يا بيروت، أنت حبيبتي."



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة نواب الحارة
- الإصلاح الديني الحقيقي دين جديد
- سامي الجميل أم حنا غريب؟
- الأمين العام كاريزما وقدرة على الإقناع
- التوقيت على العقل الميليشيوي
- من يفرط بوحدة الحزب يفرط بوحدة الوطن
- في نقد الطائف نصاً وممارسة
- شغب الملاعب إرث ميليشوي
- من شارل دباس إلى ميشال عون المنهج الطائفي كابوس المؤرخين
- الرئيس بري دعا إلى حوار وهو من عطّله
- ماذا تنتظر يا دولة الرئيس؟
- التاريخ لا يكتب على المتاريس
- على حق ويخطئون
- حين يولد الأمير أميراً
- أقنوما قداسة في فكر هاني فحص
- مرشح؟ غير مرشح؟
- انحطاط الحريرية
- كفاءات جبران باسيل الرئاسية
- سامي الجميل : شجاعة النقد
- -فيلم الحريري- و-أفلام 2005-


المزيد.....




- شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر وكيفية ا ...
- طهران: العدوان الصهيوني أسفر عن استشهاد 45 امرأة وطفلا حتى ا ...
- الخارجية الروسية تحتفي بمرور 62 عاما على إنجاز فالنتينا تيري ...
- صفقة بيع “البدون” برعاية كويتية.. من الترحيل إلى الاتجار بال ...
- للمرة الأولى..امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني ...
- مخطوفات ما بعد ميرا.. مسلسل “الهروب مع الحبيب”
- لأول مرة في التاريخ.. امرأة تتولى منصب رئيس جهاز MI6 في بريط ...
- الاعتذار وحده لا يكفي .. ورقة رصد حول وتحليل لخطابات الاعتذا ...
- نتنياهو يتوعد إيران بسبب -قتل النساء والأطفال-
- مصر.. جريمة اغتصاب سيدة معاقة تهز البلاد


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد علي مقلد - -زعتر بري- ومبدعة من بلادي