أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - التاريخ لا يكتب على المتاريس














المزيد.....

التاريخ لا يكتب على المتاريس


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7540 - 2023 / 3 / 4 - 11:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ربما كان أحمد بيضون أول من أشار إلى "الصراع على تاريخ لبنان"، أي إلى تنافس الطوائف وتسابقها على كتابة تاريخ الحروب والخصوصيات. حتى أن بيضون بالذات دخل إلى الحلبة وسلاحه المضمر مشروع دولة مدنية علمانية "غير طائفية". لكن المؤرخين بدوا في خضم الحروب الأهلية المستدامة يكتبون التاريخ نيابة عن الطوائف وعن حلفائها في الخارج.
آخر هذه الإصدارات،"النزاع على جبل لبنان بين الدروز والموارنة" للدكتور مكرم رباح وفي العنوان إشارة صريحة إلى أنه يرى إلى التاريخ بعين النزاع بين طائفتين. و"عهود رئاسية من شارل دباس إلى ميشال عون، أزمات وحقائق"(دار النهار للنشر) للدكتور كمال ديب، الذي بدا كأنه يكتب من خلف المتاريس، مع أن الحرب الأهلية أبعدته إلى ما وراء البحار.
كان ينبغي أو يفترض أن يبدأ التمرين العملي على بناء السلام يوم الإعلان عن تأسيس الجمهورية اللبنانية. بالفعل توقفت الحروب لكن مؤرخيها استمروا يكتبون عنها لا لأنها استمرت حية في العقول الطائفية، بل لأنهم هم أيضاً كانوا ميالين إلى اعتماد سرديات متعارضة في ما بينها ومتقاطعة مع امتدادات لتلك الصراعات داخل السلطة الناشئة.
من نماذج تلك الامتدادات ميل إميل إده الفرنسي الهوى في فترة التمرين إلى تغليب الطابع المسيحي على الجمهورية( كمال ديب). ومنها انقلاب كميل شمعون على الميثاق غير المكتوب الذي ينص على التخلي عن الانضمام إلى سوريا مقابل التخلي عن الالتحاق بالغرب. كان ذلك الانقلاب نذير انبعاث ذميم لذاكرة الحرب الدرزية المارونية أيام المتصرفية والسلطنة العثمانية.
تلك الذاكرة جعلت مناهج البحث الطائفية تقفز بسهولة فوق فترة التمرين الانتدابية وفترة الاستقلال الذهبية لتجد في الحرب الأهلية وما تلاها ذخيرة حية تغنيها عن تاريخ الصراعات أو تبرر العودة إليها كأن التاريخ يكرر نفسه مع أنه قد يتكرر لكن "على شكل مهزلة".
من بين الخلاصات الخاطئة التي ارتكبها المؤرخون المعاصرون اعتقادهم بأن تاريخ لبنان الحديث ممتد من "الإمارة إلى اتفاق الطائف"( عنوان كتاب لفواز طرابلسي)، وهو ما أجمع عليه مؤرخو اليسار واليمين وما بينهما، ومن بينهم كمال ديب.
التحليل الذي يرى الصراعات في مرحلة الاستقلال امتداداً لآليات الصراعات الطائفية في المتصرفية وفي نظام الملل العثماني يرتكب خطأ منهجياً لأنه لم يلحظ فارقاً جوهرياً بين المرحلتين تمثل في دخول السلطنة وولاياتها في الحضارة الرأسمالية من بابها السياسي، أي من باب تأسيس الدولة الحديثة.
جمال نعيم وضع تعريفاً للدولة الحديثة بقوله: هي الدولة العلمانية الديمقراطية ودولة القانون والمؤسسات والحريات العامة وحقوق الإنسان والحرية والعدالة والمساواة. عبد الإله بلقزيز قال إنها أهم اختراع بشري، وحين تحدث عنها رأى أن غيابها يعني العودة إلى الحروب الأهلية كما هي الحال في لبنان. غير أن القراءة الطائفية للمتغيرات أعجز من أن ترى أهمية الدولة في نشوء الأمم الحديثة.
لو أن المؤرخين كتبوا تاريخ لبنان استناداً إلى معيار الدولة لما وقعوا في إسقاط الطائفية، كظاهرة اجتماعية تعددية لا يخلو من وجودها أي مجتمع معاصر، على بنية سياسية قيد التكوين، ولكانوا شاركوا في نشر الوعي حول أهمية الدولة.
اعتماد الدولة معياراً لكتابة تاريخ لبنان المعاصر يحل مشكلة الكتاب المدرسي الموحد. هذا يفترض التخلي عن مصطلحات قديمة من بينها الكلام عن لبنان كبير ولبنان صغير واختيار نقطة البداية من إعلان الدستور ومرحلة التمرين على قيام الدولة.
كل ما قبل ذلك هو مما قبل الدولة والجمهورية.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على حق ويخطئون
- حين يولد الأمير أميراً
- أقنوما قداسة في فكر هاني فحص
- مرشح؟ غير مرشح؟
- انحطاط الحريرية
- كفاءات جبران باسيل الرئاسية
- سامي الجميل : شجاعة النقد
- -فيلم الحريري- و-أفلام 2005-
- ترشيح فرنجية إنذار مبكر
- قرار القاضي عويدات: أخطاء سياسية وخطيئة
- البيطار وتفاهة الدعاوى ضده
- إذا الشيعية السياسية هي المشكلة فالمارونية السياسية ليست الح ...
- تيار نحو الانهيار(6)
- حكايتي مع بشير الجميل
- ثلاثة تحديات راهنة تواجه الثورة
- الشمعونية بين الجد والحفيد
- هل حقاً هذا رئيسكم؟
- فن المماحكة(3)
- إذا المفتي أزبد وأرعد فمن يُفتي؟(2)
- نظام التفاهة (1)


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - التاريخ لا يكتب على المتاريس