أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - حكايتي مع بشير الجميل














المزيد.....

حكايتي مع بشير الجميل


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7491 - 2023 / 1 / 14 - 14:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



مناسبة المقالة موقف أطلقه الرفيق صلاح صلاح القيادي في منظمة التحرير الفلسطينية، في مقابلة تلفزيونية بثت بتاريخ 10-1-2023، ضد بشير الجميل وحزب القوات اللبنانية، رأى فيه أن سياسة هذا الحزب تجاه القضية الفلسطينية لم تتبدل عما كانت عليه خلال الحرب الأهلية اللبنانية، بل هي في نظره، أسوأ مما تجلت به في مخيم تل الزعتر، أو خلال الاجتياح الإسرائيلي في مجازر صبرا وشاتيلا، ضد الوجود الفلسطيني، وأظنه يقصد الوجود المسلح.
نقاش الموقف من القضية أكبر من أن تتسع له مقالة صحافية. الاختلاف في المواقف اساسه اختلاف في المعايير، سرعان ما تحول إلى حرب بين أولوية حماية الثورة الفلسطينية وسلاحها وأولوية حماية نظام المارونية السياسية وهما معياران مغلوطان تم التراجع عنهما جزئياً عند نهاية الحرب الأهلية لصالح معيار وحدة الوطن والدولة.
زيارة جورج حاوي إلى غدراس للقاء سمير جعجع ترجمت التراجع سبيلاً للمصالحة الوطنية. محسن ابراهيم عبر عن ذلك بقوله "إننا حمّلنا لبنان فوق طاقته حين أبحناه للمقاومة الفلسطينية". وسمير جعجع في تخليه عن مشروع لبنان "الصغير" بين المدفون والأولي لصالح لبنان "الكبير" بين القليعات والقليعة. أما منظمة التحرير فاختصرت أهداف نضالها المرحلية بإقامة دولة فلسطينية على أي شبر يتحرر من أرض فلسطين.
للأسف لم يتم الالتزام بالمواقف المتقاربة لهؤلاء القادة وظلت العلاقة محكومة بمعايير الصراعات والحروب. لكن لم يصرف النظر عن الأهمية التي توليها شعوب المنطقة لمعيار الدولة، الذي على أساسه يبنى التقارب والتعاون بدل الصدامات، وعلى أساسه رأينا أن اتفاق القاهرة كان أكثر كلفة على لبنان من أيلول الأسود، بالرغم من فداحة الخسائر البشرية الفلسطينية ، ذلك أن الدولة في الأردن ظلت صامدة بعد مجازر أيلول، فيما كان اتفاق القاهرة عدواناً على سيادة الدولة اللبنانية وواحداً من أسباب انهيارها اللاحق.
قبل الربيع العربي لم يلتزم أحد بمعيار الدولة، لا الحكام ولا الأحزاب المعارضة، ذلك لأنها كانت أنظمة لا تعترف بدساتير أو أحزاباً شمولية على اختلاف ينابيعها الفكرية تجافي الديمقراطية، أي لا تعترف بالآخر وبحقه بالاختلاف وبالتعبير، بل ولا بحقه بالوجود. أما الدولة فهي تكفل تنظيم الاختلاف من دون أن تلغيه ليعيش المختلفون متساوين تحت سقف الدستور والقوانين.
بشير الجميل، الذي كان موضوع الحلقة التلفزيونية، يمكن النظر إليه كواحد من رموز الحرب، لكنه أيضاً واحد من رموز الدولة ولا تنتقص من هذه الرمزية الظروف التي انتخب فيها رئيساً للجمهورية، فهو ليس الرئيس الوحيد الذي كان العامل الخارجي محسوباً في عداد ناخبيه. فضلاً عن أن احترامه واجب لا يمليه المقام الرئاسي فحسب بل موقعه الاعتباري في نفوس محبيه الفائضين عن الإطار الطائفي.
حكايتي مع بشير الجميل طويلة وقد رويتها في مقالة بعنوان أسرار من شهر بشير الجميل، موجودة على العنوان التالي https://drmoukaled.com/articles/almodon/1062. حذرت على المنابر من نهجه"الفاشي" مثلما سمعت الإشادة بمواقفه على لسان مسلمي مدينة صيدا، ثم سعيت مع الساعين إلى الطعن بانتخابه. رداً على اغتياله، خطفت القوات اللبنانية أحد أقرب رفاقي في الحزب الشيوعي وقررت اغتيال عدد آخر منهم وأنقذني من تنفيذ القرار عنصر قواتي جمعتني به علاقة "خبز وملح" فحسب، فيما حاول شقيقه، من لحمه ودمه وحزبه، الدخول عنوة إلى منزلي لاحتلاله.
كان ذلك من فصول الحرب وآلياتها قبل اتفاق الطائف. بعده، نقلتني قراءتي الحرب الأهلية بعين نقدية إلى الوقوف بجرأة ضد من ظل متمسكاً بمفرداتها مفرّطاً بالوحدة الوطنية، وإلى الدفاع عن كل من يستخلص منها دروساً إيجابية ويحرّم على نفسه الانخراط فيها مجدداً. وحين رفعت باكراً شعار "لا حل إلا بالدولة"، انفجرت الخصومة في وجهي من جميع الجهات، لأن الظروف لم تكن مؤاتية، ولم تنضج إلا حين بلغ تخريب الدولة ذروته الميليشيوية في عهد الرئيس ميشال عون.
الحرص على الوطن يعني الحرص على سيادة الدولة، ومبتداه نقد الحرب الأهلية ومغادرة منطقها ولغتها ومصطلحاتها وآلياتها، ومنتهاه الاختلاف داخل الوحدة والاحتكام إلى القانون.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثة تحديات راهنة تواجه الثورة
- الشمعونية بين الجد والحفيد
- هل حقاً هذا رئيسكم؟
- فن المماحكة(3)
- إذا المفتي أزبد وأرعد فمن يُفتي؟(2)
- نظام التفاهة (1)
- ليس بقانون الأحوال الشخصية تبنى الدولة
- ثقافة الخيارات الإلزامية
- طاولة حوار أم وقت مستقطع لاستئناف الحرب؟
- أسوأ الرؤساء وأفضلهم
- إما النقد الذاتي إما لغة الحرب؟
- السلاح ليس سبباً للأزمة ولا مدخلاً لحلها
- كلام صريح مع حزب الله ومع خصومه(1)
- ماذا بعد الكوميديا البرلمانية الهزلية؟
- العيد الوطني أم عيد الاستقلال؟
- صراع سياسي أم بين حضارتين وثقافتين؟
- ما بين ثورة تشرين وانتفاضة الاستقلال(2)
- ما بين ثورة تشرين وانتفاضة الاستقلال(1)
- رئيس توافقي أم تعطيل توافقي؟
- نواب الثورة : دعسة ناقصة


المزيد.....




- كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما ...
- على الخريطة.. حجم قواعد أمريكا بالمنطقة وقربها من الميليشيات ...
- بيسكوف: السلطات الفرنسية تقوض أسس نظامها القانوني
- وزير الداخلية اللبناني يكشف عن تفصيل تشير إلى -بصمات- الموسا ...
- مطرب مصري يرد على منتقدي استعراضه سيارته الفارهة
- خصائص الصاروخ -إر – 500 – إسكندر- الروسي الذي دمّر مركز القي ...
- قادة الاتحاد الأوروبي يتفقون على عقوبات جديدة ضد إيران
- سلطنة عمان.. ارتفاع عدد وفيات المنخفض الجوي إلى 21 بينهم 12 ...
- جنرال أوكراني متقاعد يكشف سبب عجز قوات كييف بمنطقة تشاسوف يا ...
- انطلاق المنتدى العالمي لمدرسي الروسية


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - حكايتي مع بشير الجميل