أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - إما النقد الذاتي إما لغة الحرب؟














المزيد.....

إما النقد الذاتي إما لغة الحرب؟


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7454 - 2022 / 12 / 6 - 15:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف نخرج من الدوّامة(3)
إما النقد الذاتي إما لغة الحرب؟

قرر اللبنانيون بملء إرادتهم أن يكونوا وقوداً لحرب أهلية وتزودوا بالمال والسلاح من قوى خارجية ذات مصلحة في إشعالها. النظام السوري للسيطرة على لبنان وتعويض خسارته الأردن من أجل تحسين شروط التفاوض؛ المنظمات الفلسطينية لشق طريق العودة إلى فلسطين عن طريق جونية ؛ النظام العربي ليستبعد تحمل موجبات القضية القومية وتبعاتها؛ إسرائيل لأسباب كثيرة من بينها أن تحجز لها مكاناً بين مشيعي الجثمان.
أوقف اتفاق الطائف الحرب رغماً عن إرادة متقاتلين تعبوا ولم يسأموا. ولذلك قرر اللبنانيون الدخول إلى مرحلة السلم بكامل عدة القتال، محتفظين بالخفيف و"السهل الممتنع" من السلاح لشحذه عند اللزوم، وبكامل لغة المواجهات ومصطلحاتها، واقتصر التزامهم اللفظي على تسليم الثقيل منه مما يصعب إخفاؤه أو تمويهه.
نظام الوصاية أعاد تنظيم الحرب فطمس التناقضات الداخلية من دون أن يجد حلولاً لها أو أن يلغيها، مستنداً في ذلك إلى نهج الاستبداد الذي تفنّن في ممارسته منذ استيلائه على السلطة في دمشق، فرفع المتقاتلين إلى رتبة الحكام ووحّدهم تحت إمرة أجهزته، وصوّب وإياهم باتجاه الدولة والدستور، وألغى الفصل بين السلطات ودمّر المؤسسات الرئاسية والحكومية والبرلمانية وأطلق بدعة الترويكا.
دخل اللبنانيون إلى مرحلة السلم مكرهين فندّدوا بمرحلة الصراع المسلح، لكن "توبتهم" اقتصرت على مبادرات مجتزأة، من بينها زيارة جورج حاوي غدراس للقاء بسمير جعجع ، وتصريح الأخير بعد خروجه من السجن بأن لبنان الذي يريده هو بين القليعات والقليعة لا بين المدفون والأولي، ومصالحة الجبل التي كان طرفها الأول وليد جنبلاط والثاني البطرك الماروني نصرالله صفير، واعتراف محسن ابراهيم بأننا "ذهبنا بعيداً في تحميل لبنان أعباء القضية الفلسطينية واستسهلنا ركوب سفينة الحرب الأهلية"، وآخرها انتفاضة حزب الكتائب بقيادة رئيسه سامي الجميل على التقاليد السياسية اللبنانية التي لم تنتج غير الحروب.
هذه المبادرات لم تكن مجتزأة فحسب بل متباعدة أيضاً بالزمن، فكانت أولاها مع إعلان اتفاق الطائف وآخرها مع خروج وزيري حزب الكتائب من الحكومة عام 2016، ولذلك فهي لم تتلاق ولم تتكامل في وقت واحد وفي خيار وطني جامع.
بعض تلك التصريحات والمواقف كانت أقرب إلى النقد الذاتي اللفظي، ما جعل من السهل عدم الالتزام بموجباتها والتراجع عنها، وبعضها لم يحظ بإجماع داخلي لدى أطراف ظلت مصطلحات الحرب الأهلية هي الأقوى والأكثر رسوخاً والأوسع تداولاً في لغتهم السياسية.
تعطلت المبادرات أو تعرقلت إما لعوائق ذاتية إما بضغوط خارجية. قيادة الحزب الشيوعي رفضت المبادرة ودفعت صاحبها إلى الاستقالة واختارت الانخراط في جبهة الممانعة لأنها الأقرب إلى معاييرها في تحديد الخصومات والصداقات؛ مبادرة سامي الجميل لاقت معارضة داخل حزب الكتائب وفي الأوساط المحيطة؛ أطراف 14 آذار تلاقت على مشروع تحرر وطني لا على مشروع بناء دولة، وسرعان ما انفرط عقدها وعاودها الحنين إلى الانقسامات الطائفية والمشاريع الفئوية؛ على الجبهة المقابلة أصرت قوى الثامن من آذار على التمسك بمتاريسها الداخلية وفضلت التفريط جهاراً نهاراً بسيادة الدولة لحساب مصالح قطبي الممانعة في سوريا وإيران.
حلبة سباق البدل بين المتحاربين بدأت بمقاسمة الدولة على سيادتها ولم تنته بتدمير مؤسساتها، ولن يتوقف السباق ما داموا عازفين، كل على حدة، عن الانخراط في عملية نقد ذاتي قاسية وجريئة وصادقة، يحددون فيها مسؤوليتهم هم عن إطلاق الشرارة، ولا يرمون التهمة على قوى خارجية لم تقصر في صب الزيت على النار، يخرجون بعدها من لغة الحرب خروجاً حاسماً وقاطعاً ونهائياً، على أن يشكل هذا النقد الذاتي نقطة تلاقيهم على إعادة بناء الدولة، على أساس احترام الدستور والالتزام بأحكامه.
الدولة هي الحل. بغير النقد الذاتي القاسي لن يكون رفع هذا الشعار صادقاً بل سيبقى مجرد ذر للرماد في العيون.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلاح ليس سبباً للأزمة ولا مدخلاً لحلها
- كلام صريح مع حزب الله ومع خصومه(1)
- ماذا بعد الكوميديا البرلمانية الهزلية؟
- العيد الوطني أم عيد الاستقلال؟
- صراع سياسي أم بين حضارتين وثقافتين؟
- ما بين ثورة تشرين وانتفاضة الاستقلال(2)
- ما بين ثورة تشرين وانتفاضة الاستقلال(1)
- رئيس توافقي أم تعطيل توافقي؟
- نواب الثورة : دعسة ناقصة
- تعطيل ما بعد الترسيم ليس كما قبله
- القطاع المصرفي أمام خيارين إما الاقتصاد الحر إما الميليشيات
- تغيير قواعد اللعبة الرئاسية لا تغيير اللاعبين
- -جمّول- و أطلالها
- تكريم الشهداء أم استثمار في الموت؟
- مع روسيا أم مع أوكرانيا؟
- بين خطبة الوداع وخطاب القسم
- مات مازن
- متفلسفو الثورة يجهلون فلسفتها
- تصريحاتهم -ناسخ ومنسوخ-
- الثورة صنعت نواباً فهل تصنع رئيساً؟


المزيد.....




- ترامب يوضح ما قام به مبعوثه ويتكوف خلال زيارته إلى غزة
- الكونغو ورواندا تتحركان لتنفيذ اتفاق السلام رغم تعثر الالتزا ...
- ثروات تتبخّر بتغريدة نرجسية.. كيف تخدعنا الأسواق؟
- الإمارات والأردن تقودان عملية إسقاط جوي للمساعدات إلى غزة
- هيئة الإذاعة العامة الأميركية على بعد خطوات من الإغلاق
- لأول مرة.. وضع رئيس كولومبي سابق تحت الإقامة الجبرية
- تحقيق بأحداث السويداء.. اختبار جديّة أم التفاف على المطالب؟ ...
- سقوط قتلى في إطلاق نار داخل حانة بمونتانا الأميركية
- بوتين يعلن دخول الصاروخ الروسي -أوريشنيك- الأسرع من الصوت ال ...
- تسبب بإغلاق الأجواء وتفعيل صافرات الإنذار.. إسرائيل تعلن اعت ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - إما النقد الذاتي إما لغة الحرب؟