أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - تعطيل ما بعد الترسيم ليس كما قبله














المزيد.....

تعطيل ما بعد الترسيم ليس كما قبله


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7402 - 2022 / 10 / 15 - 16:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ظروف التعطيل هذه المرة مختلفة عن سابقاتها. في برلمانات ما بعد اغتيال رفيق الحريري كانت الأغلبية معقودة دوماً لصالح القوى السيادية ويمنع عليها أن تحكم. هذه المرة لا أحد يملك أغلبية ولا مضمون الصراع على السيادة هو ذاته ما كنا تعلمناه ومارسناه. في المرات السابقة كانت قوى الممانعة، رغم كونها أقلية دائمة، تفرض التعطيل بقوة القمصان السود واحتلال الداون تاون ودعم لوجستي بمناورات يتقن إخراجها رئيس البرلمان.
في برلمانات 2005 و2009 و2018 لم تكن الأقلية تملك لممارسة التعطيل الرئاسي أو الحكومي غير التشبيح الميليشيوي، وعند حصوله لا يبقى من الشرعية غير البرلمان، ما يمكّن رئيسه من الظهور في دور منقذ البلاد من الضلال وصمام انتقالها من لجة الأزمة إلى شاطئ الأمان.
قبل الترسيم كان التعطيل أداة مفضلة لدى الممانعة لمواجهة ما تسميه نفوذ السفارات وعملائها، ولا سيما منها الأميركية والسعودية، وكانت خطوط التماس اللبنانية واضحة. من جهة، المقاومة الإسلامية وأنصارها والمطبلون لها يميناً ويساراً بمن فيهم ورثة "جمّول"، والمزمرون من خلالها لمقدمي الدعم المالي والدبلوماسي من خارج الحدود، والمستظلون بها من تجار السياسة وسماسرتها الصغار داخل الحدود؛ ومن جهة أخرى، سياديون برأوا أنفسهم من تهمة انتهاك السيادة، مع أن المشاركين في الحرب الأهلية كلهم متورطون في انتهاكها. تفسيرهم الجغرافي لا السياسي ليس دليلاً كافياً على أن جريمة الانتهاك تلك لا يرتكبها عدو أو صديق، إلا إذا كانا مقيمين خارج الحدود.
قبل الترسيم كان التعطيل يرمي إلى الاستحواذ على توقيع الرئاسة الأولى، لأن الثانية معقود لواؤها، باتفاق طرفي خطوط التماس، لمن تؤول الرئاسات إلى مؤسسته حين تغيب الشرعية والميثاقية عن المؤسسات الدستورية الأخرى، ولأن الثالثة مصانة بتوازنات إقليمية أو بقوة أمر واقع لم ينجح التعطيل في اقتحام ساحته المذهبية.
بعد الترسيم كل شيء تبدّل وتغير أو هو لا بدّ صائر إليهما، إلا البطل. بطل الحرب هو ذاته بطل السلم. بطل التعطيل وبطل الترسيم واحد على خشبة المسرح، يأخذ وضعية رامٍ سهمه لا يخيب. اليوم إصبعان علامة نصر لا يحول ولا يزول، والبارحة إصبع واحدة للتهديد والوعيد. اليوم انتصار بالإذعان، اتفق الطرفان على نعته بالتاريخي، فيما هو يشبه صكوك الغفران، بيع الثروة والسيادة والكرامة الوطنية مقابل وعد بالجنة. والبارحة انتصار بالتدمير طال الوطن والسيادة الوطنية والدولة ومؤسساتها الدستورية.
المتغيرات ستطال الجميع. الرئيس سيغادر القصر في آخر تشرين الأول وعندها سيدخل التيار الوطني الحر في لحظة المحاق، وصواريخ المقاومة ستصاب بصدأ المفاوضات الإيرانية مع الشيطان الأكبر. أما رئيس البرلمان فلن ينسى أحد من اللبنانيين أنه كان أول من دشن المفاوضات غير المباشرة في دارته في عين التينة، وما كان ليقدم على "فعلته" تلك من دون موافقة كبار المفاوضين في دمشق وطهران وصغارهم في لبنان. أفلا يظن الرئيس بري أنه لم يعد سهلاً عليه إقناع اللبنانيين بأنه فوق الصراعات، فمشاركة كتلته في التعطيل يفضح سر مناوراته التى تصوب على التوافق وترمي إلى التعطيل ؟
إن قيل إن سوء الظن بعقول اللبنانيين هو من حسن الفطن، فقد قيل أيضاً إن بعض الظن إثم، وفضيلة الثورة، خصوصاً بعدما صار لها ممثلون في المجلس النيابي، أنها كشفت الأقنعة وألغت خطوط التماس القديمة وتجاوزت الانقسامات والاصطفافات التي كانت تغطي الحقيقة بتوافقات برلمانية تحاصصية على حساب الدستور والسيادة الوطنية.
فيما يعبر اللبنانيون عن إعجابهم بقدرة الثنائي الشيعي على دقة التنسيق والتناغم بينهما في ما هو متفق عليه كالتعطيل أو مختلف عليه كالموقف من التيار العوني، فهم ينتظرون تفسيراً لتوقيع اتفاق "يحمي المصالح الأمنية والاقتصادية لإسرائيل" ؟ ويأملون بأن تكون أول علامات ظهوره نزع الصواعق من الصواريخ والأقنعة عن الوجوه؟
لقد بات من المؤكد أن الأقنعة بعد الترسيم لم تعد تكفي لإخفاء الزيف عن الوجوه؟



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القطاع المصرفي أمام خيارين إما الاقتصاد الحر إما الميليشيات
- تغيير قواعد اللعبة الرئاسية لا تغيير اللاعبين
- -جمّول- و أطلالها
- تكريم الشهداء أم استثمار في الموت؟
- مع روسيا أم مع أوكرانيا؟
- بين خطبة الوداع وخطاب القسم
- مات مازن
- متفلسفو الثورة يجهلون فلسفتها
- تصريحاتهم -ناسخ ومنسوخ-
- الثورة صنعت نواباً فهل تصنع رئيساً؟
- نواب الثورة: احذروا مناوراتهم التافهة
- نواب الثورة: ادخلوا لعبة التعطيل
- لا تجيبوا على أسئلة مفخخة
- نقد الثورة أم شتم نوابها؟
- رسالة إلى الرفيق حنا غريب
- رسالة إلى نواب الثورة
- الثابت والمتحول في برلمان 2022 أساتذه في مدرسة مشاغبين
- أقلية نيابية من الكذابين
- الثابت والمتحول في برلمان 2022 2- نواب الثورة
- الثابت والمتحول في برلمان 2022 1- الرئاسة


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - تعطيل ما بعد الترسيم ليس كما قبله