أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - متفلسفو الثورة يجهلون فلسفتها














المزيد.....

متفلسفو الثورة يجهلون فلسفتها


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7339 - 2022 / 8 / 13 - 11:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الثابت والمتحول في انتخابات 2022
متفلسفو الثورة يجهلون فلسفتها

"بعد بروز الكثير من الخلافات والاختلافات حول الأهداف والأولويات بين مكونات ثورة 17 تشرين، بات من الضروري القيام بتقييم شامل لمسارها، لكي نعرف أين نجحت وأين أخفقت ولماذا. لقد بات من الممكن فرز قواها بين ثلاث فئات، فئة تريد تغيير النظام وأخرى اختارت طريق النقاء الثوري المرسومة معالمه في الكتب، وثالثة حددت هدفها الواقعي المتواضع والصعب في آن، المتمثل باستعادة الدولة ومؤسساتها، وأنا مع الخيار الثالث".
هذا النص كتبه محمد عواضة أحد الرواد والجنود المجهولين في الثورة اللبنانية وأحد منظمي المعركة الانتخابية في دائرة الجنوب الثالثة التي ترشح فيها أحد عشر فدائياً في مواجهة الثنائي الشيعي وفاز للثورة فيها نائبان. إنه نص نموذجي يعبر عن فلسفة الثورة ويمثل أفضل رد على متفلسفين يرمون سهامهم في كل اتجاه ويجهلون المبادئ الأولية في علم السياسة.
هذا النص خلاصة تجربة نضالية بداية صفوفها الأولى في مدرسة "جمول"، المقاومة الوطنية اللبنانية، وختامها انتخابات الدائرة الثالثة في الجنوب، التي تمكنت الثورة فيها دون سواها من الدوائر، من تجميع قواها في لائحة واحدة ووحيدة في مواجهة محدلة ثنائي الممانعة.
نص يردد على مسامع متفلسفي الثورة قول أبي نواس، " قل لمن يدعي في العلم فلسفة.... حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء" ويدعوهم إلى أن يتعلموا منه مجموعة من الدروس أولها وأهمها أن الثورة ليست ملكاً لطرف دون سواه، بل هي صناعة لبنانية قوامها التنوع والاختلاف داخل الوحدة.
لم يكن ممكناً تجميع حاصل انتخابي في تلك الدائرة لولا اتفاق المختلفين وتجمع المتنوعين على هدف واحد. لقد خاضت القوى ذاتها معركتها في الدورة السابقة من دون اتفاق أو تنسيق في ما بينها فمنيت بهزيمة منكرة. في هذه الدورة صح القول: تأبى العصي إذا اجتمعن تكسراً ... وإذا افترقن تكسرت آحادا. مع قانون انتخابي آخر يسهل فوزالثورة بأربعين بالمئة من المقاعد.
الدرس الثاني عنوانه القدرة على تقديم تنازلات ثانوية من غير المساس بالمبادئ. بهذا المعيار بذلت قوى الثورة في دائرة الجنوب الثالثة كل ما يلزم لتسهيل انخراط الحزب الشيوعي في المواجهة، رغم خلافها معه في اصطفافه السياسي القريب من الممانعة وفي وجهات نظره حول أولويات الثورة وأهدافها وآليات عملها، وتمكنت بالتعاون معه من تحقيق الخرق.
الدرس الثالث هو أن التمسك بالمضامين ذاتها من دون أي تعديل لمصطلحات وشعارات تم رفعها في 17 تشرين يحول كلام الثورة إلى خطاب خشبي ويحرمها من بيئتها الحاضنة، ذلك أن الثورة تمكنت من تفكيك "المنظومة" أو "الطبقة الحاكمة" وحشرت في زاوية الاتهام السياسي الضيقة تحالف ثلاثياً من أهل الممانعة.
أخذ المتفلسفون على نواب الثورة سعيهم إلى المشاركة في بناء تحالف نيابي يحول دون وصول مرشح ممانع إلى سدة الرئاسة. الذريعة مستلة من مخلفات الجمود العقائدي، وهي تستحضر بعض لغة الحرب الأهلية وتدعو إلى حظر التعاون مع "قوى تقليدية" أو مع زعامات سياسية "موروثة"، مع أن بعض هذه الزعامات أكثر حداثة وتعقلاً ممن يتسلل إلى صفوف الثورة متسلحاً بشهادة أكاديمية أو بلغة ثورجية منمقة أو مستخدماً مصطلحات التدمير والتغيير وإسقاط النظام وغيرها من أساليب "تكبير الكلام".
"المنظومة" التي كانت تضم عشية الثورة كل مشارك في السلطة،(كلن يعني كلن) اقتصرت غداة الثورة على الثنائي والتيار. هذا التحول تكرس في الانتخابات بعد سقوط أدوات النظام السوري ورموزه، وبات من واجب الثورة تسهيل المهمة أمام من يريد الانتقال إلى صفوف المعارضة، وخصوصاً أمام من لم يكونوا شركاء في السلطة. أما التصويب على منظومة انفرط عقدها فهو قصف عشوائي يأخذ الصالح بجريرة الطالح ويشكل تعمية للحقيقة وتضييعاً لبوصلة الثورة.
لا يعرف المتفلسفون الفارق الجوهري بين "حكي القرايا وحكي السرايا" بحسب تعبير سلام الراسي. ولا يرون المسافة الفاصلة بين "بوست" على مواقع التواصل يطلقه أحد متهوري السياسة وتصريح يطلقه زعيم أو مسؤول. إنها المسافة بين كلام عن كاميرات مراقبة في المطارعام 2008 ولقاء "دبلوماسي" مع حزب الله عام 2022. وهي ليست مسافة بين زمنين بل بين لهجتين من لغة السرايا، إحداهما "بتحنّن والثانية بتجنّن" وكم يحتاج لبنان إلى لغة التحنان لا إلى لغة الجنون.
الثورة حققت إنجازاً كبيراً في الانتخابات، ولن تتمكن من مضاعفة أعداد نوابها في الدورات المقبلة إلا إذا تضاءل عدد متفلسفيها.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصريحاتهم -ناسخ ومنسوخ-
- الثورة صنعت نواباً فهل تصنع رئيساً؟
- نواب الثورة: احذروا مناوراتهم التافهة
- نواب الثورة: ادخلوا لعبة التعطيل
- لا تجيبوا على أسئلة مفخخة
- نقد الثورة أم شتم نوابها؟
- رسالة إلى الرفيق حنا غريب
- رسالة إلى نواب الثورة
- الثابت والمتحول في برلمان 2022 أساتذه في مدرسة مشاغبين
- أقلية نيابية من الكذابين
- الثابت والمتحول في برلمان 2022 2- نواب الثورة
- الثابت والمتحول في برلمان 2022 1- الرئاسة
- الخطاب الانتخابي الخشبي التيار العوني
- الخطاب الانتخابي الخشبي الاعتكاف، الاستنكاف
- الخطاب الانتخابي الخشبي حزب الله
- الخطاب الخشبي الانتخابي - حركة أمل
- الخطاب الانتخابي الخشبي - حزب القوات
- الخطاب الخشبي والانتخابات طفولي أم طفيلي ؟
- اليمين الخشبي والانتخابات
- اليسار الخشبي والانتخابات


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - متفلسفو الثورة يجهلون فلسفتها