أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - اليسار الخشبي والانتخابات














المزيد.....

اليسار الخشبي والانتخابات


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7209 - 2022 / 4 / 2 - 12:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يرمى بالجمود العقائدي كل يساري يغرف من معين الآباء والأجداد فيحفظ أقوالهم ومواقفهم ويسقطها على حاضره. هذا الغرف ليس حكراً على اليسار الخشبي. الأصوليات الدينية أعرق غرفاً من سواهم لكن اليسار أرادها، بموجب قانون حق الملكية الفكرية، ماركة مسجلة على أفكاره وطريقة تفكيره.
آخر بدع التخشب ما يصدر عن أهل الثورة في معركة الانتخابات النيابية. استُنسخ لينين وتوزعت نسخه على الدوائر والأقطار والأمصار. من حسن حظ الثورة أن المجموعات التي كانت تعد بالمئات تراجعت أعدادها وقت التحدي الديمقراطي واختفى أو توارى معظمها، فنجونا من اشتباكات ومساجلات بين مستنسخاتها اللينينية. ومن حسن حظها أيضاً أن خلايا بعض عقولها مرسومة بألوان "يمينية".
الفائز في الانتخابات سيسمى نائباً عن الأمة لا عن الدائرة التي ترشح فيها. إذن من حق اللبناني أن يتنقل كالغزال بين الدوائر فيختار عرينه. لليسار الأولوية في تأويل المعنى لأن ساحته أوسع من كل الدوائر فهو أممي بالهوية.
صحيح أنها بدعة قديمة مما قبل اليسار واليمين، أول ممثل للكاثوليك الجنوبيين كان من زحلة، وأول نائب كاثوليكي عن جزين من مواليد صور؛ قضاء الزهراني لم يتمثل منذ قانون الستين حتى اليوم بواحد من مواليد قراه وبلداته. موارنة طرابلس تمثلوا ذات مرة بمرشح من منطقة الشوف، وشيعة زحلة بمرشح من تيار المستقبل.
هذه المرة جاء دور الثورة. أحد لينينييها أفتى بأن يقود المواجهة في منطقة مرجعيون مرشح من مواليد النبطية، ما يعني أنه سينال صفراً من الأصوات التفضيلية، ولن يفوز حتى لو نالت لائحته عشرة حواصل من أحد عشر حاصلاً انتخابياً في الدائرة التي ترشح فيها.
اليسار الخشبي موجود في معظم الدوائر. أحد المرشحين انسحب من المعركة احتجاجاً على السلوك الخشبي وقال في بيانه: "الوطن والمواطن أسرى ومظلومون، ونحن، الذين حملنا لواء الثورة والتغيير، أسقطنا لواء الترفع والسمو. لم نوحد لأئحة الثورة، خذلنا الجرحى والشهداء، أبكينا من قدموا أعينهم فداء، خذلنا الاطفال والشيوخ، المعلم والطالب، الجندي ورجل الأمن والشرفاء."
اليسار الخشبي يخوض الانتخابات مسلحاً بتأويلات وفتاوى مما قبل الثورة ومما قبل القانون الأسوأ في تاريخ القوانين الانتخابية. على الحلبة ذاتها من هذا القانون العجائبي يتعاون أهل اللائحة ويتصارعون. يتعاونون ضد خصومهم لتأمين "الحواصل" ثم يتنافسون على الصوت التفضيلي.
أهل المنظومة الحاكمة الخائضو الغمر تناسوا صراخهم وتراشقهم بالشتائم منذ الدورة السابقة، وهاهم يتصالحون في الانتخابات لا ليفوزوا فوزاً كاسحاً فحسب، بل ليستعيدوا محادلهم بالتحاصص وليواجهوا الثورة كأنها هي التي وعدت بجهنم وكأنهم هم من يعملون على فتح أبواب النعيم. في المقابل يصر الخشبيون على شرذمة قواهم وتشتيت أصواتهم، مع أن الماكينات الانتخابية لدى السلطة ولدى المعارضة على حد سواء تشير إلى أن الثورة قادرة، إذا ما توحدت قواها، على خرق لوائح السلطة في كل الدوائر الانتخابية، حتى في عرين الستة الكبار.
فتوى أخرى أكدت بأن الانتخابات النيابية هي ساحة مواجهة ضد الامبريالية والصهيونية لتحرير الجولان ولتحرير جورج عبدالله من السجن الفرنسي، وضد أدواتهما في الداخل من القوى السيادية والمصرفية ورأس المال المتوحش، ومناسبة لتعميق التحالف مع قوى الممانعة في مواجهة الشيطان الأكبر. العجيب الغريب أن هذه الفتوى صدرت عن فقيه لينيني يعيش في الربوع الإمبريالية في باريس. الله ستر ولم تكن إقامته للعمل أو للدراسة أو للإفتاء من واشنطن.
سقى الله أيامك يا لينين، يوم رأيت أن الأمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية. اليوم أعلى مراحل الجهل الثوري قابعة في رؤوس مستنسخيك المهازل. أليس معلمنا ماركس من قال أن النسخة المكررة من الشيء لا تكون إلا مهزلة، أي مسخرة؟
هذه الانتخابات هي الأولى بعد اندلاع ثورة اللبنانيين المجيدة. أياً تكن النتائج الرقمية، فهي المصفاة التي سيتساقط منها المتسلقون عليها، وخصوصاً أصحاب الفتاوى الثورية.
المقالة التالية عن اليمين الخشبي.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الشيوعي يستعيد موقعه
- 14 آذار ماتت فادفنوها
- كيف تربح الثورة الانتخابات
- لا يبنى وطن على مرتكزات من الأخطاء الشائعة
- الاستقلال عمن؟ عن إيران أم عن سوريا أم عن السلطنة أم عن فرنس ...
- للحرية حدود حتى في -الحرة-
- -الدولة- كائن لغوي غريب
- لا تسألوا محبَطاً عن الثورة
- صراع الغرب مع الشرق والمسيحي مع المسلم
- ما هكذا يا سعد تورد الإبل
- التحرر الوطني خطأ شاسع
- النقد المحرّم في الأحزاب
- تشييع الشيوعي
- النظام ليس طائفياً أهل النظام طائفيون
- الاستعمار خطأ شائع
- حين يصير القاضي وزيراً
- لبنان الكبيرخطأ شائع ؟
- خطأ شائع كميل شمعون وعبد الناصر
- -خطأ شائع- حروب الآخرين
- صاحب الغبطة: يمثلني، لا يمثلني؟


المزيد.....




- خلال مقابلة مع شبكة CNN.. بايدن يكشف سبب اتخاذ قرار تعليق إر ...
- -سي إن إن-: بايدن يعترف بأن قنابل أمريكية الصنع قتلت مدنيين ...
- ماذا يرى الإنسان خلال الأسابيع الأخيرة قبل الموت؟
- الفيضانات تستمر في حصد الأرواح في كينيا
- سيناتورة أمريكية تطرح إقالة مايك جونسون من منصبه بسبب الخيان ...
- ماتفيينكو تدعو لمنع المحاولات لتزوير التاريخ
- -سفينة الخير- التركية القطرية تنطلق نحو غزة (صورة + فيديو)
- أصوات الجمهوريين تنقذ جونسون من تصويت لإقالته من رئاسة مجلس ...
- فرنسا والنازية.. انتصار بدماء الأفارقة
- مسؤولون إسرائيليون يعربون عن خشيتهم من تبعات تعليق شحنة الأس ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - اليسار الخشبي والانتخابات