أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - 14 آذار ماتت فادفنوها














المزيد.....

14 آذار ماتت فادفنوها


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7195 - 2022 / 3 / 19 - 11:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



لم تفتني مناسبة من مناسباتها. كنت متحمساً لها لأنها شفت غليل الشعب من ظلم نظام الوصاية. فضيلتها أنها استنهضت اللبنانيين الغاضبين وجمعتهم في أكبر حشد عرفه تاريخ لبنان استنكاراً لاغتيال رفيق الحريري، ورداً على من تجمعوا في الثامن من آذار مغتبطين باغتيال رئيس حكومتهم وموجهين شكرهم إلى نظام البعث الأسدي الاستبدادي.
شاركت في جميع مناسباتها وكتبت مع كل مناسبة منها مقالة في نقد قياداتها، لأنها استمرت تعمل على نهج الوصاية. خلاصة النقد أنها كانت حركة بلا برنامج. برنامجها الوحيد إخراج الجيش السوري، بشعارين ونشيدين وحيدين " ما بدنا جيش بلبنان غير الجيش اللبناني، حرية سيادة استقلال".
توهمت قياداتها أن خروج الجيش السوري كاف لحل أزمة لبنان. لم يتعلموا من تجارب سبقت. لا انسحاب الجيش الإسرائيلي حل الأزمة، ولا إخراج السلاح الفلسطيني من لبنان حل الأزمة. والأدهى من ذلك أن الذين يستحضرون اليوم أمجاد تلك الحركة، وهي حركة مجيدة من غير شك، لم يتيقنوا بعد من أن التحرير من الاحتلال ما كان ولن يكون كافياً لإخراج الوطن من محنته، وما زالوا يكررون المعزوفة المتعلقة بدور العوامل الخارجية التي بدأت بالكلام عن حروب الآخرين على أرضنا ولن تنتهي بالكلام عن الاحتلال الإيراني برفعه أو بالتحرر منه.
من ينكر دور العامل الخارجي جاهل، لا شك، في علم السياسة، لكن من يحصر الأزمة بعواملها الخارجية جاهل هو الآخر. السؤال المحوري والجوهري هو عن برنامج القوى الداخلية ما بعد التحرير. من لا يملك الجواب لا يستطيع أن يشكل بديلاً. اسألوا الفلسطينيين الذين ما أن تمكنوا من العودة إلى فلسطين، بصرف النظر عن ظروف العودة، حتى قسموا فلسطين المقسمة إلى رام الله وغزة، واسألوا بلدان الربيع العربي الذين لم يكونوا يشكون من أي احتلال ومع ذلك ثارت شعوبهم ضد العامل الداخلي المتمثل بأنظمة الاستبداد.
ما أن خرج الجيش السوري حتى اتفقت قيادات الجمعين الآذاريين على استكمال نهج الوصاية بالإجهاز على الدولة وتوزيعها حصصاً على زعماء الطوائف، مع المحافظة على حصة للنظام السوري بصمتهم وإذعانهم حيال تهريب المواد المدعومة بالعملة الصعبة عن طريق المعابر غير الشرعية. الاتفاق الرباعي جسد ذلك حين خطب أمين عام حزب الله ود القوات اللبنانية مؤكداً على أن القرى السبع جزء لا يتجزأ من ال 10452، هذا الرقم الذي يدغدغ مشاعر القواتيين.
من يعتقد أن ثورة 17 تشرين هي من سلالة انتفاضة 14 آذار ليس واهماً فحسب بل هو مضلّلٌ، بكسر اللام وفتحها. 14 آذار انتفاضة رائعة ضد الجيش السوري لكنها انتهت بخروجه. أما 17 تشرين فهي من سلالة الربيع العربي ولن تنتهي إلا بإسقاط المنظومة، والانتخابات النيابية إحدى حلقاتها الموعودة.
الثورة ركزت على العوامل الداخلية لأنها أدركت بالحدس والحس السياسي الجماهيري السليم أن العلة في أزمة لبنان المستدامة بل وفي تكرارها هي المنظومة السياسية الحاكمة التي وظفت العوامل الخارجية ضد النظام والدولة واستبدلتهما بحكم الميليشيات.
ميليشيات لبنان تعاملت مع شعبها على طريقة النظام العربي، إذ قام كل منها بتحريض أتباعه ضد عدو خارجي والهدف واحد هو تأبيد النظام. ميليشيات مسلحة أو غير مسلحة تعمل على تكرار التجربة، ثلاثون عاما لحسني مبارك في مصر ولبن علي في تونس، وأكثر منها للقذافي في ليبيا، والأسد إلى الأبد في سوريا. أما في لبنان فإن قوى المنظومة توهم شعبها بأنها تخوض صراعاً بين مقاومتين تستحضرهما من التاريخ، من الفينيقيين وما قبلهم وما بعدهم ومن المقاومة الحسينية للأمويين، ليبقى الاستبداد شاهداً على انهيار هذا البلد الجميل.
الانتفاضة ليست كالثورة. تلك تعبر عن غضب وهذه تسعى للتغيير.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تربح الثورة الانتخابات
- لا يبنى وطن على مرتكزات من الأخطاء الشائعة
- الاستقلال عمن؟ عن إيران أم عن سوريا أم عن السلطنة أم عن فرنس ...
- للحرية حدود حتى في -الحرة-
- -الدولة- كائن لغوي غريب
- لا تسألوا محبَطاً عن الثورة
- صراع الغرب مع الشرق والمسيحي مع المسلم
- ما هكذا يا سعد تورد الإبل
- التحرر الوطني خطأ شاسع
- النقد المحرّم في الأحزاب
- تشييع الشيوعي
- النظام ليس طائفياً أهل النظام طائفيون
- الاستعمار خطأ شائع
- حين يصير القاضي وزيراً
- لبنان الكبيرخطأ شائع ؟
- خطأ شائع كميل شمعون وعبد الناصر
- -خطأ شائع- حروب الآخرين
- صاحب الغبطة: يمثلني، لا يمثلني؟
- الرميلة بين المناضل والميليشيوي
- الثورة والانتخابات


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - 14 آذار ماتت فادفنوها